هل خسر «حزب الله» وإيران حرب غزة لحظة إندلاعها؟!

حزب الله

من الصعب التصديق أن “حزب الله” لم يكن يعلم بتفاصيل وتوقيت عملية “طوفان الأقصى” وبتفاصيلها، وأن “حماس” لم تقم بتنسيق توقيت العملية هذا معه. أما وقد نجحت مفاجأة 7 أكتوبر، بشكل يفوق كل تصور ومخيلة، فيكون التساؤل المنطقي، ليس لماذا لم يشارك “حزب الله” في 7 أكتوبر، وهو، كما الجميع، لم يكن يتوقع هذا الحجم من النجاح الباهر للعملية، ولتكبيد الاسرائيليين هذا الكم الهائل في الخسائر بالأرواح، وفي حجم الأسرى الذي نجحت “حماس” بنقلهم الى غزة.
بل لماذا لم يستغل الحزب عنصر المفاجأة في 8 أكتوبر، ليطلق بدوره آلاف الصواريخ على الجيش الاسرائيلي، ويقوم بعملية اقتحام برية “مباغتة” بدوره الى المستوطنات القريبة من لبنان على الجبهة الشمالية؟! وهو منطق محور الممانعة لتحقيق نصر على الجيش الاسرائيلي.
ولكن بالتأكيد، إن فاتورة حرب تموز 2006 على لبنان هي عنصر رادع بحد ذاته، وإن مختلف البيئات اللبنانية بطوائفها ومذاهبها، بما في ذلك بيئة حزب الله، رافضة ومتخوفة، بسبب الانهيار المالي، الاقتصادي، الاجتماعي للبلاد من أي حرب تدميرية قد تصيبها!

مختلف البيئات اللبنانية بطوائفها ومذاهبها بما في ذلك بيئة حزب الله رافضة ومتخوفة بسبب الانهيار المالي، الاقتصادي

كذلك هو التساؤل حول عدم التحرك في 8 أكتوبر، لفلسطنيي الضفة ولفلسطنيي 48 ولفيلق القدس وللنظام السوري؟!! وطبعاً ينسحب التساؤل نفسه على كل ميليشيات إيران في العراق واليمن وغيرها.

قد يكون “حزب الله” قد خسر الحرب مع اسرائيل في 8 أكتوبر، لأن 8 أكتوبر هو فرصة قد لا تتكرر خلال 100 سنة، أو قد لا تتكرر على الاطلاق، إذا ما تعلم الاسرائيليون من أكبر كابوس عرفته وتعرفه اسرائيل بتاريخها!

كان يمكن تحقيق “اتحاد ساحات الحرب” في الأسبوع التالي لعملية “طوفان الأقصى”، لكن بطء التحرك أو رفضه أو الإكثار من الحسابات، يجعل على الأرجح من أي حرب حالياً ضد اسرائيل خاسرة، بزنود أميركية وبتحالف دولي من حولها! لا بل أن منطق الحرب قد يكون نقل عنصر “المفاجأة” الى الجانب الاسرائيلي، ليأخذ المبادرة بفتح الجبهة مع “حزب الله”، بهدف التخلص من ترسانته الصاروخية، ومحاولة القضاء على قدراته العسكرية، بدعم حاملات الطائرات الأميركية وأخواتها في الأطلسي!

قد تطول الحرب على غزة، بدعم دولي واسع لاسرائيل ولعملياتها، ولتدمير القطاع ولارتكاب المجازر، بعجز عربي وانقسام مجلس الأمن! ولكن هل تكفي شجاعة مقاتلي “حماس” للصمود لوجستياً، مع ارتفاع مخيف بعدد الخسائر في الأرواح من أهل القطاع، وبتعطيل البنية التحتية الاستشفائية؟!
ما بعد 8 أكتوبر، وخاصة ما بعد 15 أكتوبر، ليس كما قبله، لا في التاريخ الاسرائيلي ولا في تاريخ مواجهة الجيش الاسرائيلي، مع “حزب الله” وإيران وميليشياتها! وقد يكون أبرز عنوان فيه هو الفرصة التاريخية الضائعة للحزب وإيران، وهو الفاتورة المرعبة التي يدفعها أهل غزة عن المحور كله، فهل ورّط المحور “حماس” وترك غزة وحيدة في جهنم؟!

السابق
هل الإسهال من علامات الولادة.. وما هي علامات الولادة الطبيعية للبكر؟
التالي
بدء الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة