ديوان أهل القلم وجمعية التخصص العلمي يكرّمان الدكتور عماد الأمين

كرّم ديوان أهل القلم بالتعاون مع جمعية التخصص والتوجيه العلمي الدكتور عماد الأمين الذي ترك بصمات قيّمة في مجال التربية والتعليم العالي في لبنان وقدّم خدمات جلى لشباب وشابات لبنان من مختلف الأختصاصات الطبية والهندسية ومعادلة الشهادات العليا والثانوية لطلاب لبنان عامة مقيمين ومغتربين عندما شغل منصب رئيس دائرة المعادلات في وزارة التربية.

الحفل التكريمي الذي اقيم عصر الخميس في 21 أيلول 2023 بمبنى جمعية التخصص والتوجيه العلمي في بيروت، كان حاشدا وحضره العديد من النواب والوزراء الحاليين والسابقين.

بدأ الأحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ومن ثم بدأ مقدم الحفل الأديب عماد شرارة كلمته بافتتاحية بليغة قال فيها: من هذا الجنوب تحدر عماد الأمين عاشقا للحرية والشمس والناس والوفاء منتميا إلى شجر الكبرياء فيه، نما وترعرع وشب وتربى وتغذى وأيقن أن من عطاء هذا الجنوب وتضحياته ودماء أبنائه اخضر وجه السماء. …
ومن ثم بدأ بتقديم الأديب ميشال كعدي الذي قال: …. نحن أدرى بالدكتور عماد الأمين في ديوان أهل القلم، أقول هذا لأنني أمين سر الديوان ومن حقه علينا أن نكرمه لأنه من مقتبسات النسب والثقافة المصهورة على لهب الذكاء والقلب الذي يظل يضيء حتى تستقيم الكلمة .

الدكتور عماد الأمين ، يكتب عنه بالرعشة والرغبة المستجابة والتكريم في زهو الرقاع ، وفي هذه التوفية أشكر رفقائي الذين كلفوني أن أتكلم باسمهم وعنهم أقول : إن ماضي عماد يكفي ويغني وقد يكون ذلك ما يجنبني هوس العاطفة لأكون صادقا وأبقى على حقيقة الصادق.

ثم تحدث المهندس واصف شرارة عن جمعية التخصص والتوجيه العلمي ومما قاله:أجد صعوبة بالغة في أن أقدم شهادة بالدكتور عماد الأمين كي لا يقال شهد شاهد من أهله،هو الذي أنجز خلال عمله في الوظيفة العامة عاملا في خدمة العلم والثقافة ففتح أبواب الجامعات الموصدة والمغلقة أمام روادها، فمن حقه أن يتباهى بأنه أول من شرع باب المعادلات أمام الجامعات العربية والأوروبية الشرقية بعد أن كانت المعادلة حكرا على خريجي الجامعات الأوروبية الغربية والأميركية. نعم من حقه أن يتباهى بأنه بذل جهودا جبارة في رفع الحرمان عن كل الذين سدت بوجوههم أبواب العلم داخل الوطن وفي الجامعات الغربية المتميزة. ولا عجب أن يتميز الدكتور عماد الأمين بهذه الميزات العلمية والخلقية وهو من بيت كريم محجة لأهل العلم والأخلاق. وكفى للجمعية بذلك فخرا وراحة ضمير .

ثم كانت كلمة محافظ البقاع السابق دياب يونس بعد فاصل موسيقي من الفنان عماد عراوي ومما قاله: كذا هم الأسياد الأسياف، ، كذا هم اللبنانيون الأصحاح الأقحاح ، يصنعون من الوعر مدائن ، ومن القفر جنائن، ومن الفقر مخازن ما وجدت إلا لتكون للعطاء بيتا وللبذل لا للبذخ صرحا. من جبل عاملة إلى جبل لبنان ، أتى ذلك العماد الأمين فوجد في ميفوق له بلدة وفي ديرها مسجدا وفي مدرستها له بيتا ، ففي خطى العربية في دير تختبىء من طغيان تتريك مشى السيد العاملي الفتى إلى دير سيدة ميفوق لا ليختبئ بل ليطل ويشع ويتعلم ، فآخى أولئك ألاباء السود ثيابهم كرايات أجداده والبيض قلوبهم كنقاء أسلافه، فأحبوه نظيرا لهم في الخلق وأخا لهم في خلق هو جوهر كل دين .

فإلى كلمة الرئيس القاضي الدكتور غالب غانم رئيس مجلس القضاء الأعلى سابقا الذي قال: … تحدرت من أرومة شريفة ومن مرجعيات فأتقنت الإستهداء بالوديعة دونما تعال وتيه وفراغ خيلاء، خضت معترك الدنيا متوكلا على العلي العظيم فانعطفت إلى بحر العلم تأخذ منه وتأخذ ثم تعطي وتعطي حتى باتت صلتك به صلة جزء بكل وصلة جدول بمصب . توليت المهام الإدارية الرسمية المتلونة فاحتمت بك ولم تحتم بها ، وصارت جلى لا بذاتها بل لأنك أهرقت عليها من معرفتك وحسن أدائك وشلال مناقبك ما جعلها تقاوم التهافت والشلل في أحلك الساعات وأشد الظروف مرارة وضياعا. عضدت الوسط الجامعي ، تعليما وتوجيها وتقييما وتأسيسا، برؤيا سباقة ومجردة لا تميز بين وجه ووجه إلا بمعيار بهائه، وبين لون طائفي ولون إلا بمخافة الله وخدمة الأحق والأرق والانتصار للعدل والإنصاف والمساواة والكلمة السواء.

فإلى كلمة الوزير السابق محمد عبدالله المشنوق الذي قال فيها: منذ عشر سنوات وعندما كان الرئيس تمام سلام يسعى لتشكيل حكومة قادرة على ملء شغور رئاسة الجمهورية مع انتهاء عهد الرئيس ميشال سليمان، برز احتمال تشكيل حكومة من خارج الكتل السياسية والبرلمانية بعدما تعسر الوصول بعد عشرة أشهر إلى حكومة سياسية. وأطلعني الرئيس سلام على لائحة متوسطة الحجم تضم شخصيات قادرة على تحمل المسؤولية في الفترة الحرجة التي كان يمر بها الوطن بين هذه الأسماء برز اسم الدكتور عماد الأمين وهو مثقل بالقدرات العلمية والإنجازات المختلفة في حقول التربية والإدارة والفكر النهضوي والألتزام الوطني.

ثم كانت كلمة عائلة آل الأمين ألقاها العلامة القاضي السيد محسن الأمين نجل العلامة الراحل أحمد شوقي الأمين ومما قاله في سرده التاريخي المطول عن تاريخ جبل عامل وعائلاته الدينية والعلمية خلال ثلاثة قرون خلت ، وخص بالذكر دار المدارس في شقراء وجامع شقراء الكبير الذي بناهما السيد أبو الحسن موسى الأمين في العام 1770 التي استمرت على زمن العلامة الحجة السيد علي محمود الأمين الذي جددها وتخرج منها كبار العلماء والقادة والشعراء والأدباء في جبل عامل. ثم انتقل في حديثه عن المكرم ابن عمه الدكتور عماد الأمين منوها بدوره الفاعل في وزارة التربية والتعليم العالي وخدماته التي قدمها لكل اللبنانيين أطباء ومهندسين ومختلف الشهادات العالية ..

وختم قائلا: أنه إذا اجتمعت ثلاثة أمور وهي: العلم والكفاءة الإدارية والضمير الحي في شخص رؤيوي نجدها في شخصية أبو مهند الدكتور عماد الأمين.

ثم كانت كلمة الشكر للمكرم السيد الدكتور عماد الأمين الذي شكر الخطباء كل بما قدمه قائلا:

أرفع إليكم أسمى آيات الشكر والأمتنان لأنكم ألقيتم علي ثقل عباءة الوفاء لكم وهي أوسمة أعتز بها وأفتخر. فالحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه إذ كرمني بحضوركم وتشريفكم جميعا الذي يمثل رمز لوحدة وطننا لبنان أرضا وشعبا عريقا حرا. هذا الوطن الذي ارتضاه أبناؤه موئل عزة وكرامة ضاما بين جناحيه عبء رسالة وتراث وإباء أجداد ، وحبر علماء ودماء شهداء ، من القيم السامية النبيلة والعطاء حكمة وحضارة وإبداع صدرها إلى العالم عبر وحدة أبنائه سياجه وعيهم لحقيقة وجوده ونهائية تواجدهم على أرضه وتوقهم الدائم إلى الحرية والعدالة ولدولة القانون والمؤسسات والإدارة المنضبطة الفاعلة ، وهي عماد دولة المواطنة ومصير أجيالنا رهن بيد رجاله الأحرار من كل ارتهان سياسي أو طائفي ، يوم خفت يد العدالة وضمرت الحريات العامة وعلا صوت تطييف الوطن.

وختم بتقديم الشكر إلى ديوان أهل القلم وجمعية التخصص والتوجيه العلمي والخطباء فردا فردا وإلى الحضور الكريم الذي شارك في هذا التكريم .

السابق
«نقطة.. فاصلة» بريشة الفنان الجنوبي التشكيلي علي زين الدين!
التالي
نحره من رقبته.. جريمة مرعبة تهزّ بعلبك!