الشاب حسين كرنيب… شهيداً وشاهداً على غدر «البشر»

وغفت عينا حسين… مذهولة انتقلت روحه إلى بارئها تشكو ما قاست في هذه الدنيا من مصاعب ومآسٍ وأحزان، وما شاهدت من ظلم وجور وإجرام، فهو الشهيد والشاهد على غدر من انتحلوا لقب “البشر” زوراً وهم للبهائم أقرب.
غفت عينا حسين… لكنها لم تغف عما شاهدته في اللحظات الأخيرة، مصٍاصو دماء، مستذئبون، لعلّه كان يظنّ أنهم غير موجودين إلا في الأفلام الخرافيّة، ففوجئ بهم يتربّصون به، يسلبون رزقه وحياته ويقتلون به الناس جميعا. “من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا” {المائدة:32}.

غفت عينا حسين… لكنها لم تغف قبل أن سطّرت بطولة الدفاع عن النفس، ضد الظلم والطغيان


غفت عينا حسين… لكنها لم تغف قبل أن سطّرت بطولة الدفاع عن النفس، ضد الظلم والطغيان ولو كلّف الكثير، وقف بوجه سلاحهم، بوجه حقدهم وسلبطتهم ووحشيتهم، ببراءته وبهاء وجهه.. وقف ليقول : لا لن أُسلَبَ حقي ما دام في عروقي دماً يجري، مستلهماً قول إمامه الحسين (عليه السلام) : الموت أولى من ركوب العار.. فخافوا من شجاعته، وأطلقوا وابل حقدهم رصاصاً، اقتحم جسده اليافع، ليقتل تلك الابتسامه التي ابت إلا ان ترافقه إلى قبره.
غفت عينا حسين… لكنها ما زالت ترتقب القصاص العادل من القتلة المجرمين، آملة من القوى الأمنية الجديّة والإسراع في تنفيذ ذلك.

غفت عينا حسين… الشاب الخلوق، الذي لطالما كانت أمه تحلم أن تُلبس عروسه الفستان الأبيض يوماً، فلبس هو الأبيض لكنّه لبس كفناً.

هل سيكون حسين كرنيب صرخة مدوية توقظُ ضمائر المسؤولين علّهم يفيقوا من سباتهم؟

غفت عينا حسين.. في ملحودة قبره… احتضنته الأرض… نعته الشمس… بكاه القمر… زفّته ملائكة السماء…
غفت عينا حسين عصام كرنيب ابن بلدة مارون الراس الجنوبيه، إثر تعرّضه لإطلاق نارٍ أثناء عملية سلب دراجته النارية على أوتوستراد خلدة، حيث كان يحاول الدفاع عن نفسه فأردوه قتيلاً، تأتي هذه الجريمة في سياق الجرائم التي تقع بسبب تردّي الوضع الأمني والإقتصادي بالاضافه إلى انعدام الرادع القانوني والأخلاقي والديني، في ظلّ الخلافات الحاصله بين القادة السياسيين والأمنيين، والتي بلغت ذروتها في الآونة الأخيرة، فوصلت حدّ العناد والمكابرة، على حساب الوطن والمواطن، ما أدّى إلى تفاقم الأزمات لاسيّما الأمنية منها، الأمر الذي فتح المجال لاستفحال عصابات القتل والإجرام، حاصدة أرواح مئات اللبنانيين في أغلب المناطق اللبنانية.

لقد عانى اللبنانيون مؤخراً كثيراً من جرائم قتلٍ وسلبٍ ذهب ضحيتها المئات من الشباب، فهل سيكون حسين كرنيب صرخة مدوية، توقظُ ضمائر المسؤولين، علّهم يفيقوا من سباتهم، ويتحملوا مسؤولياتهم في سبيل تأمين الأمن والأمان للمواطن اللبناني؟؟

الرحمة والغفران لحسين كرنيب… أسمى آيات المواساة لعائلته الكريمة… البقاء للبنان.

السابق
التسعيرة الجديدة للفواتير من آخر أيلول.. والإنترنت يعود اليوم
التالي
رحيل الرسام الكولومبي العالمي فرناندو بوتيرو.. الفن في خدمة الحرية!