العالم يخسر «الحرب العالمية المناخية الأولى»؟!

تغيير المناخ

بالتأكيد، لم يبدأ “الانهيار المناخي” الآن. وإذا كان الأمين العام للأمم الدولة أنطونيو غوتيريش اعترف بالانهيار في هذا التوقيت، فالانهيار في الحقيقة قد بدأ منذ أكثر من عشر سنوات. ومنذ ما قبل اتفاق باريس 2015.

ولكن الأمل كان في محاولة إيقافه. أما في النتيجة، فقد وصل العالم الى “تطرف مناخي” ظاهر في حرائق في اليونان وايطاليا وكندا وجفاف في دول عربية وشمال أفريقيا وفيضانات في الصين… وكنت قد ذكرت في مقالات سابقة أن العالم يعيش بحالة إنكار لأنه قد خسر “الحرب العالمية المناخية الأولى”! فكل المؤشرات للحد من ظاهرة تغيير المناخ سلبية! في حين أن المطلوب هو:
1 – زيادة الاستثمارات الدولية في البنية التحتية الطاقوية المتجددة، كي تصل الى 2.000 مليار دولار في السنة في السنوات العشر المقبلة.

2 – تمويل الصندوق المناخي ب 100 مليار دولار سنوياً.
3 – تخفيض استهلاك الطاقة الأحفورية في العالم.
4 – التوجه اقتصادياً واجتماعياً الى التنمية المستدامة بدلاً من الاستمرار في نهج النمو.

هذا في حين أن الصين تزيد في الوقت نفسه من انتاجها للطاقات المتجددة ومن الاعتماد على الفحم الحجري لانتاج الكهرباء. والولايات المتحدة تستمر في الاعتماد على ليبرالية النمو أكثر من الذهاب الى التنمية المستدامة.

التصرفات الطاقوية في العالم سيئة بالإجمال وهي بالتأكيد لا يمكنها أن تسهم في تراجع الاتجاهات المناخية

ودول أوروبا الغربية تتراجع في التزاماتها في تخفيض انتاجها لثاني أوكسيد الكربون بسبب تخفيض تزويدها بالغاز الروسي. وبالتالي اضطرارها للعودة الى الفحم الحجري. والدول النامية غارقة في ديونها وعجزها وفسادها وانقلاباتها…

بلوغ العالم المرحلة المناخية الثانية فهو تغييري في حياة البشر وحركة نزوح تهجيرية ضخمة وكارثية!

إن التصرفات الطاقوية في العالم سيئة بالإجمال. وهي بالتأكيد لا يمكنها أن تسهم في تراجع الاتجاهات المناخية. ما ينذر أن الانهيار المناخي مستمر. وهو سيزداد سوءاً من عام لآخر! ولم ترحم ظاهرة النينيو العائدة هذه السنة بالمحاولات المبذولة للتخفيف من الاحتباس الحراري.

إقرأ ايضاً: شارك في ذبح عسكرَّيين على يد «داعش»..عمر ميقاتي «يعود» إلى «العسكرية» لإضرامه النار في سجن رومية!

فزادتها وزادت من التطرف المناخي! ولكن، على الأرجح، يبدو أن العالم قد تخطى نقطة اللا عودة المناخية… الأولى! أما بلوغه الثانية فهو تغييري في حياة البشر وحركة نزوح تهجيرية ضخمة وكارثية!

*رئيس جمعية غرين غلوب
العضو المراقب في الأمم المتحدة في البيئة

السابق
شارك في ذبح عسكرَّيين على يد «داعش»..عمر ميقاتي «يعود» إلى «العسكرية» لإضرامه النار في سجن رومية!
التالي
الفنان اللبناني الأرمني العالمي التشكيلي هرير..ظاهرة فنية «لونية»!