هيئة التبليغ في المجلس الشيعي «تستنسخ» النموذج الإيراني للتنكيل بالقطاع المشيخي!

المجلس الاسلامي الشيعي
ما تزال تداعيات القرار غير المبرر، بالحجج الدامغة والأدلة القاطعة، الذي اتخذته إدارة هيئة التبليغ الديني في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، ضاربة عرض الحائط رأي هيئة الرئاسة في المجلس الشيعي، تأخذ مداها في الوسطين المشيخي الشيعي المحلي والعالمي، كما في الوسط الشعبي والبيئة الشيعية في الداخل والخارج.

لقد وجد بعض المغرضين من أعداء الدين والعلماء والعمامة الشيعية، في تشهير هيئة التبليغ الديني في المجلس الشيعي بمجموعة من المعممين، ضالتهم، التي ساعدت على كشف المستور وإظهار العيوب، والترويج لهتك القطاع المشيخي برمته، تماماً كما حصل في إيران بسبب اتباع الدولة هناك نفس المنهجية في الفضح والتشهير والهتك، وإن كان بحدة أقسى، عبر ما كان يعرف بمحكمة رجال الدين، التي قامت بإعدام العشرات من الفقهاء وعلماء الدين الشيعة، كما عمدت لجلد وسجن المئات منهم!

لذلك، قلما تجد الآن احتراماً للعمامة الشيعية في مختلف المحافظات الإيرانية، بل إذا مر المعمم الشيعي في الشارع في إيران الآن، يتعرض لآلآف الشتائم والسباب، والشاهد على ذلك، عمليات نزع العمائم في الطرق، التي تعرض لها علماء الدين في إيران قبل سنة، وكل ذلك بسبب انعدام السياسة الحكيمة، في التعاطي مع ما قد يصدر من أخطاء من قبل بعض المعممين ..

أصبحت الشتائم عبر مواقع التواصل وفي الشارع، تطال كل المعممين الشيعة بل كل رجال الدين عموماً، بسبب هذا القرار الجائر وغير المبرر

وهذا الوضع، كاد أن ينجر إلى العراق لولا حكمة المرجعية الدينية العليا للسيد علي السيستاني، التي حالت دون تمدد التجربة الإيرانية مع علماء الدين إلى العراق ..

أما في لبنان، فيظهر أن تحكم “حزب الله”، الذي هو ذراع إيران في لبنان، بسياسة المؤسسات الرسمية، ومنها دوائر المجلس الشيعي، سيدفع إلى تدهور أوضاع القطاع المشيخي بشكل سيء، بحيث يصل حال العمامة الشيعية في لبنان إلى ما وصلت إليه في إيران ..

التفرّد بالقرارات الجائرة

وبالفعل بدأت تداعيات هذا المخطط، تظهر في ردود فعل الكثير من الناس، أمام قرار نزع عمائم مجموعة من المعممين الشيعة، فقد أصبحت الشتائم عبر مواقع التواصل وفي الشارع تطال كل المعممين الشيعة، بل كل رجال الدين عموماً بسبب هذا القرار الجائر وغير المبرر وغير المدعوم بالحجج والبراهين العلمية القطعية، بل جاء بناءً على تخرصات وظنون واجتهادات بالرأي، دون الرجوع للمرجعية الدينية العليا، التي لها وحدها القرار بنزع العمائم وبقائها، من حيث أنها هي المخولة وضع عمائم علماء الدين الشيعة بشكل أساسي، بحسب العرف السائد والمعترف به في الحوزات العلمية الشيعية في العالم، منذ أكثر من ألف عام ..

وقد بدأ أعداء الدين ودعاة التحرر من السلطة الدينية، يكيلون التهم ويصرحون ببغضهم ورفضهم لوجود المعممين، والدعوة إلى نبذهم من المجتمع ونفيهم اجتماعياً، ويظهر أن الأمور ستسير نحو الأسوء في القريب، بسبب إصرار هيئة التبليغ على تنفيذ قراراتها، بإحالتها على المحاكم الشرعية الجعفرية وطلبها تنفيذه، بل وبتكرارها لمثل هذه القرارات منذ مدة ..

والخطأ يكمن في طريقة المعالجة، التي تعتمدها الهيئة المذكورة، والتي لا يوافق عليها كبار فقهاء الشيعة، فقد سئل المرجع الأعلى الراحل أستاذ الفقهاء والمجتهدين زعيم الحوزة العلمية السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي: ” لو أخطأ أحد المعممين هل يجوز التشهير به؟ فأجاب: ” لا لحفظ النوع ” ..

سئل المرجع الأعلى الراحل السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي: ” لو أخطأ أحد المعممين هل يجوز التشهير به؟ فأجاب: ” لا لحفظ النوع “

وهذه المنهجية، هي ما تفتقر له إدارة هيئة التبليغ الديني في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وعليها تدارك الأمر وحصر التداعيات، قبل فوات الأوان، وقبل أن يسقط الهيكل على رؤوس الجميع، وقبل أن تصل العمامة إلى الحال الذي وصلت عليه في إيران حالياً ..

فقد أربكت قرارات هيئة التبليغ القطاع المشيخي برمته، وأحدثت بلبلة وصلت تداعياتها إلى العالم، فبدأ الكثيرون يظهرون عدم الاحترام للعمامة الشيعية اللبنانية ..

فهل سيتدارك العقلاء خطورة ما يحصل، ويتراجع المعنيون في هيئة التبليغ بالمجلس الشيعي عن هذه المنهجية، في حل المشكلات المشيخية قبل فوات الأوان؟

السابق
2011 في الاحتجاجات السورية الراهنة.. عن الحراك المتجدد واحتمالات التغيير السياسي في سوريا
التالي
بالفيديو: حوت نافق على شاطىء الخرايب!