في أربعينيته..تحية حب الى حبيب صادق في النبطية

تحت عنوان “تحية حب إلى حبيب صادق” إحتشد في اربعينيته عدد كبير من الفعاليات الثقافية والاجتماعية والادبية، في مركز جمعية تقدم المراة في النبطية ، حيث تخلل هذه الفعالية المتنوعة، شعر ورثاء وكلمات حول صفات الراحل ، وأيضا رسومات وتمثال.

وقد جاءت الدعوة الى المناسبة ، التي حضرها النائب فراس حمدان وعائلة صادق وشخصيات ، بالتفاتة من جمعية تقدم المراة و المجلس الثقافيّ للبنان الجنوبي وجمعيّة التنمية للإنسان والبيئة وجميّعة بيت المصوّر في لبنان ونادي لكلّ الناس.

كنتَ ذاكَ الشلالَ الوطنيَّ الإنسانيَّ المانحَ بلا تردّدٍ، ومن دون تمنين

بعد النشيد الوطني والوقوف “دقيقةِ صمتٍ على روح الفقيد ” ألقى الإعلامي كامل جابر كلمة المجلس الثقافيّ للبنان الجنوبيّ والجمعيّات المشاركة، فقال:
يا عزيزي، من أينَ أتيتَ بكلِّ هذا الحبِّ كي تنثرَهُ كالنّدى، ليس على ثلّةٍ أو جماعةٍ أو زُمرةٍ، بل على كلِّ من عَرَفتَهُ أو لم تعرفْهُ؟ على الجنوبِ برمّتِهِ، وعلى الوطنِ. كلُّ هذا التفاني فيك ومنك كان يسعدُنا ويظلّلُنا كما نخيلُ البوادي. نستظلُّ بهامتِك السامِقةِ نحو فضاء العطاء. وكنتَ ذاكَ الشلالَ الوطنيَّ الإنسانيَّ المانحَ بلا تردّدٍ، ومن دون تمنين.

شربل فارس

الفنان والنحات شربل فارس ، الذي نحت تمثاثلا ، يخلد الفقيد حبيب صادق ، ألقى كلمة فقال : تعود بي الذاكرة إليك رفيقاً في النضال وفي حضرتك طالباً للثقافة، حيث أمضيت معك، في الهيئة الإدارية للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي حوالي عشرين سنة، أنت الأمين العام وأنا تلميذك، رئيساً للّجنة الفنّية وحيث أقمنا أكثر من عشرين معرضاً تشكيليّاً مشتركاً، منها المعرض المميّز الذي حمل عنوان “لبنان الآتي” والذي جمع أعمالاً فنّية لفنانين لبنانيّين من شطريّ العاصمة، ولأوّل مرّة في الحرب الدائرة في ذلك الحين نخترق الحواجز بعتاد ثقافيّ وتتواصل “الشرقيّة والغربيّة”.

اليوم أعود إليك وأحمل لك قطعة موسيقيّة نحتيّة تحاكي رأسك عزيزي، دوزنتُ الأوتار فيها، وبين الهامة والتمثال مساحة طينيّة تجثو وتشمخ عليها أناملي.

شربل فارس

خولة الطفيلي

رسمتْ الفنّانةُ التشكيليةُ خولة الطفيلي بورتريه حبيب صادق، أكواريل قياس 36 سم*36 سم، تحولتِ اللوحةُ إلى بطاقةٍ بريديةٍ وطابعٍ بريديٍّ تذكاريّين، وزعت على جميع الحضور. وأهدت الطفيلي نسخات منمّقةٌ من اللوحةِ إلى عائلةِ الأستاذ حبيب، وإلى المجلس الثقافي للبنان الجنوبي تسلّمها أمين السر المحامي شادي بزّي، وإلى جمعيّةِ التنميّةِ للإنسانِ والبيئة تسلمها المهندس عبد اللطيف شام الدين.

عقل العويط

اعتذرَ الشاعر عقل العويط عن الحضور إلى النبطيةِ “لأمرٍ قاهرٍ”، بيدَ أنّه أرسلَ كلمتَه للمشاركة في مهرجانِ التحيّةِ إلى الأديبِ الأستاذ حبيب صادق، ألقاها بالنيابةِ الأستاذ يوسف نصّار:
“عندما سألني أهلي وأصدقائي في المجلس الثقافي للبنان الجنوبي أنْ أشارك في هذا اللقاء حول حبيب صادق، هنا، والآن، في النبطية، لم أتردّد لحظةً واحدة.
تُرى، هل يجوز، هل يُعقل أنْ أتردّد؟! وهل أنا أستطيع؟!
وإنّي أشارك، بملءِ الوعيِ والعقلِ، وبملءِ المعنى، وبكثافةِ الرمزِ، ليس لأنَّ حبيب صادق صديقي، بل خصوصًا، وفقط، وحَسْب، لأنّه حبيب صادق.

فأنا الآتي من شمالِ لبنان، لطالما انتميتُ، لطالما كنتُ أنتمي إلى الكينونةِ الوطنيّةِ كلِّها، إلى جبلِ لبنانَ، إلى جنوبِه، إلى بقاعِه، إلى بيروتِه، بل إلى لبنانَ الكبيرِ

نصري الصايغ

ثمّ كانت كلمة الأديب والإعلامي نصري الصايغ فقال: “هذه ليست مناسبة وداع. إن شئنا نقول: إنّه لم يرحل عنا ولن. هل نحن أقليّة؟ نعم. الخميرة قليلة والخبز كثير.

حبيب صادق يشبه حيبب صادق. كأنّ لا أحد مثله

حبيب صادق يشبه حيبب صادق. كأنّ لا أحد مثله. متواضع لأنّه مؤمن بالإنسان. وشرط الحياة أن تكون إنسانيّة. ترَهبَن للفكر والعطاء والعمل. العمل بلا ضجيج أو فحيح إعلاميّ. واقعيته دليل على انتمائه إلى الحياة، أكثر من تقديسنا للنظريّات وخرافات المستقبل، الذي نبحث عنه في ماضينا، وماضينا مصاب إمّا بعبادة أو ملهاة كذب وادّعاء.

نصري الصايغ

جودت فخر الدين

وختاما تحدّث الشاعر الدكتور‭ ‬جودت‭ ‬فخرالدّين، وقال: “كان حبيب صادق يدعونا إلى مجلسه، ليغمرنا بدماثته ولطفه. وكانت الثقافة بين يديه لغة للتواصل الهادئ والعميق. كانت الثقافة بين يديه مثل جبل عامل، هضاباً تتماوج وتتعانق لكي تكون جبلاً. كانت الثقافة بين يديه احتفاءً بكلّ نبتة واعدة، وخوضاً في البحث عن الفاتن والجديد. كان فرداً ومؤسّسة في آن. كان في أحلامه فرداً، ولكنّه في عمله الثقافي، كان – بشخصه- أشبه ما يكون بمؤسّسة.

جودت فخرالدين

وتخلل المهرجان عرض نادي لكل الناس فيلم “أجمل الأمهات” للمخرج الراحل مارون بغداديّ. المصوّر سنة 1978.

كامل جابر
السابق
الفنانة التشكيلية لولو بعاصيري تلوِّن الرّيح وترسم العطر!
التالي
الدولار «الأسود».. هكذا اقفل مساءً