«شاحنة الكحّالة».. هل كان يعلم «حزب الله»؟!

تظاهرة الكحالة

قيل الكثير في حادثة الكحّالة خلال الأيام الماضية، بعضه تصعيدي وبعضه الآخر “تهدوي”، على الرغم من الندوب البالغة الأثر التي تركتها الحادثة، سواء على صعيد الخسارة البشرية الفادحة( قتيلان)، بغض النظر عن الإنتماء الحزبي أو الطائفي، وأيضاً على صعيد نكأ الجراح، لجهة العودة بالذاكرة إلى زمن الحرب الأهليّة، والمُسبّبات التي أشعلت فتيل تلك الحرب.
أمّا ما هو أبرز وما لم يُقل ربما، أن المُسبّب هذه المرّة جهة تحتكر التمثيل العسكري والأمني في البلد، وتفرض مشروعها على الشرعيّة، وتعتبر قتل أبناء الوطن، أقل الواجبات المُقدّسة لاستمرار مسيرة مشبوهة، ويشوبها الصدق في كافّة الجوانب المُحيطة بها، لا سيّما مسألة التكليف الشرعي، الذي يسمح بهدر دماء كُل من ينتقد أو يُخالف هذه المسيرة، أو حتّى يدعو لإصلاحها.
ثمّة ما هو مؤكّد، أن ما ترتب أو نتج عن إنقلاب شاحنة “حزب الله”، له بُعدان أساسيّان لا بد وأن الحزب لمسهما، و عله استخرج منهما عِبر للمُستقبل، أو على طريقة “لو كنت أعلم”!

مصادر سياسيّة بارزة لـ”جنوبيّة”: حزب الله ومن خلال حادثة “الكحّالة” أصبح مُقتنعاً بأن الغالبية من الشعب اللبناني تحوّلوا خلال الأيام الماضية إلى ما يُشبه القُنبلة الموقوتة التي يُمكن في أي لحظة أن تنفجر في وجهه


وبحسب ما عبّرت مصادر سياسيّة بارزة لـ”جنوبيّة”، فإن “حزب الله” ومن خلال حادثة “الكحّالة”، أصبح مُقتنعاً بأن الغالبية من الشعب اللبناني، تحوّلوا خلال الأيام الماضية، إلى ما يُشبه القُنبلة الموقوتة التي يُمكن في أي لحظة، أن تنفجر في وجهه، وعلى الحزب أن يعلم بأن هذا أمر في غاية الخطورة، وخصوصاً في حال وقوع أي حرب بينه وبين الإسرائيلي، لأنه عندها لن يلمس “حزب الله”، أي تعاطف شعبي أو مناطقي معه أو مع أبناء بيئته.”

قرأ “حزب الله” وبإمعان من خلال الحادثة أن البلد على فوهة بُركان


واردفت المصادر: “أمّا في البُعد الثاني، فقد قرأ “حزب الله” وبإمعان من خلال الحادثة، أن البلد على فوهة بُركان، وهو الذي سمع بأذنه ورأى بعينه، كيف أن المُجتمع المُقابل، راح يُطالب من زُعمائه، التسلّح لمواجهة غطرسته، والمُخيف في الأمر، أن هذه النداءات خرجت على ألسن النسوة قبل الرجال”.
ولفتت الى انه “وفي مكان أخر، استشعر “حزب الله” بخطورة ما حصل، حيث أدرك أيضاً بأن التقسيم في لبنان، ومُجاهرة البعض بالمُطالبة به تحت عنوان “إستحالة التعايش مع حزب الله بعد اليوم”، هو الخطر بنفسه على مُستقبله وتكوينه الشامل وحركة تنقلاته على الصعد كافة، في حال سيطرة كُل جهة حزبيّة أو طائفية، على مناطق نفوذها.”

استشعر “حزب الله” بخطورة ما حصل حيث أدرك أيضاً بأن التقسيم في لبنان ومُجاهرة البعض بالمُطالبة به تحت عنوان “إستحالة التعايش مع حزب الله بعد اليوم” هو الخطر بنفسه على مُستقبله


وشددت على ضرورة ان “يُراجع “حزب الله” من الأن وصاعداً جميع حساباته ومواقفه ضد الأخر، وأن يُخضع نفسه للغة العقل أو لجلسات إقناع الذات، أن في البلد مكوّنات قادرة أن تسلك الطريق نفسه التي سلكها منذ نشأته وحتّى اليوم، وبأن هناك دول قادرة على أن تُقدّم لجهات داخلية، ضُعفي ما تُقدمه له إيران، ولكن في هذا التوقيت بالذات، فإن “الحزب” يحتاج إلى عقول تُشبه بعض العقول من الطرف الأخر، بحيث يُصرّ هذا الطرف على منطق التعايش، وعلى أن لبنان هو وطن نهائي لجميع أبنائه، وأن الهيكل إن وقع، فسوف يسقط على رأس الجميع دون إستثناء.”

السابق
إلقاء زجاجة حارقة من لبنان تجاه السياج الحدودي والجيش الإسرائيلي يردّ!
التالي
اقتحام سجن مخفر وادي خالد وتحرير سجناء