«حزب الله» والصواريخ «الإستعراضية».. «حنين» في معرض جنين!

مناصرين وجمهور حزب الله

أي لزوم لصواريخ الحدود “الاستعراضية”، بعد التزامات حزب الله في ترسيم الحدود البحرية، وتطبيعه “الفعلي” مع “دولة اسرائيل”! فالترسيم ضمن أمن الحدود وأمن استخراج العدو لغازه ونفطه، وتخلي لبنان عن الخط 29 وعن حقل كاريش، من دون أي ضمانات للبنان باستخراج غاز في حقل قانا، إذا ما وُجد! ولذلك، تبدو الصواريخ الحدودية رسالة من حزب الله الى الداخل اللبناني، أكثر منها الى الخارج! فهذه الصواريخ تظهر “فولكلورية” وضعيفة التأثير ميدانياً، على الرغم من تهديدات بعض أصوات الحزب بشن حرب على دولة العدو!

تبدو الصواريخ الحدودية رسالة من حزب الله الى الداخل اللبناني أكثر منها الى الخارج!

ولكن حزب الله في مأزق، فهل يدفع به انسداد الأفق الى محاولة تغيير شروط اللعبة الرئاسية؟ خاصة وأنه لا يقدم الى معارضيه نفساً “حوارياً” يبدي فيه إمكانية تخليه عن مرشحه سليمان فرنجية لقاء تخلي هؤلاء المعارضين عن ترشيح جهاد أزعور، وذلك، مع التذكير، بالتجربة المؤلمة للبنان مع سنتين ونصف السنة من الفراغ الرئاسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وقد يكون إعلان الحزب عن عدم تمسكه بأي مرشح، أو عن قبوله باللعبة الديمقراطية، مدخلاً لحل أزمة الانتخابات الرئاسية! ولكنه لن يفعل ذلك في المدى المنظور.. ما يعني أنه لا حوار في الأفق!

وفي هذه الحالة، ما هو سقف تغيير شروط اللعبة الرئاسية، هل يكون العنف في الداخل، وقمصان سود وأخواتها، هل يكون اغتيالاً أو موجة اغتيالات، هل يقوم بتنفيس احتقان الداخل بعملية خارجية (عادة يحدث العكس)، وهل تصل الأمور الى دفع الأمور باتجاه حرب مع اسرائيل؟ في الواقع، إن ظروف الحرب مستبعدة، وهي الأقل احتمالاً، ما يفتح الباب أمام الاحتمالات الأخرى! ومن الأرجح أن حزب الله قام بعملية الصواريخ الحدودية مع العدو الاسرائيلي بتكرار العملية السابقة. أي أنه قام بتغطية إطلاق الصواريخ التي قامت بها حركة حماس، والتي هي كالعادة، صواريخ “استعراضية” لا تصيب أي هدف!

فهذه الصواريخ تظهر “فولكلورية” وضعيفة التأثير ميدانياً على الرغم من تهديدات بعض أصوات الحزب بشن حرب على دولة العدو

من جهته، يتقن حزب الله فن الابتزاز السياسي والمالي في محاولة الاخضاع. فالموارنة أولاً معرضون للفراغ في كل مراكز الحكم الأساسية، من رئاسة الجمهورية وحاكمية مصرف لبنان وقيادة الجيش، والسنة يخضعون له في بقاء “الرئيس” الميقاتي في فلك قرارات الحزب، وأكثرية الدروز مستبعدون عن القرار السياسي بقيادة الاشتراكي. والشعب اللبناني بأكمله يرزح تحت عبء سرقة المصارف له وبتعطيل القضاء، الذي لم يتخذ القرارات اللازمة لاستعادة الأموال والودائع المنهوبة، وحزب الله يريد سليمان فرنجية. وهو يدفع بمواقفه التقسيمية بشركائه في الوطن الى الطلاق بدلاً من التلاقي!

كل المؤشرات تقول إنه لا انتخابات رئاسية في الأفق. وهي صعبة أن تتحقق من دون “تكبير” للأزمة، بحسب المثل اللبناني: “إذا ما كبرت، ما بتصغر”! والأهم أن تأتي “عالبارد”!

السابق
بدمٍ بارد قاتل مأجور ينفّذ جريمة عين عنوب!
التالي
خاصة «جنوبية»: بيان نواب الحاكم «قطبة تمديدية».. وهذا هو «السيناريو» بعد 31 تموز!