“ان حياتي كانت حياة لا تختلف كثيرا عن حيوات ابناء جيلي في جنوب لبنان، ولم تكن مميزة بشيء يمنحها سمة خاصة تستدعي التسجيل والحفظ، وان صاحبها ليس من الشخصيات ذات الشأن المرموق في المجتمع، ما يستدعي ان تسجل حياتهم في ذاكرة الناس، او ان تحفظ سيرتهم الذاتية، بالتالي ، في مؤسسة رسمية للمحفوظات”، بهذه الجمل رد حبيب صادق على السؤال الاول ، الذي طرحه عليه الزميل طانيوس دعيبس ضمن كتاب ( حوار الايام ) الصادر ٢٠١٤ عن دار الفارابي الذي يروي فيه حياته من الفها الى يائها .
بعد تسع سنوات على هذا الحديث، امضى معظمها في رحلة علاج طويلة من مرض عضال ، اغمض حبيب صادق الثائر والمثقف والشاعر والنائب عيناه الى الابد ، تاركا وراءه ارثا ثقافيا وسياسيا مليئا بالتحديات ومواجهة الاقطاع والسلطة في محطات عديدة من مسيرته ، ابتداء من ترشحه للانتخابات النيابية في العام ١٩٧٢ في مواجهة لائحة كامل الاسعد في دائرة مرجعيون-حاصبيا، بدعم من القوى اليسارية والطليعية ، محققا نسبة كبيرة من الاصوات، تجاوزت العشرة آلاف ، لم تمكنه من دخول الندوة البرلمانية.
اغمض حبيب صادق الثائر والمثقف والشاعر والنائب عيناه الى الابد تاركا وراءه ارثا ثقافيا وسياسيا مليئا بالتحديات ومواجهة الاقطاع والسلطة
كان محمد حبيب صادق ،ابن بلدة الخيام ، وهو نجل الشيخ عبد الحسين صادق ، المولود في حي البياض في مدينة النبطية ، العام ١٩٣١ حسب تذكرة الهوية ، من المؤسسين للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي سنة ١٩٦٤ واستمر امينا عاما فيه لفترة طويلة من الزمن ، والذي لعب دورا رائدا في الحياة الثقافية في لبنان والجنوب على وجه الخصوص.
شكل مع نخب ثقافية ودينية ابرزها العلامة الراحل السيد محمد حسن الامين وآخرين حالة أعتراض متمايزة على مستوى الجنوب رفضا لسياسات الاحتواء
وأصدر صادق عدد من الكتب والمؤلفات المتعلقة بقضية ونصرة الجنوب والمقاومة والادب والتراث العاملي ، وقد شكل مع نخب ثقافية ودينية، ابرزها العلامة الراحل السيد محمد حسن الامين وآخرين حالة أعتراض متمايزة على مستوى الجنوب رفضا لسياسات الاحتواء.
وانتخب حبيب صادق نائبا ، ضمن لائحة التنمية والتحرير في العام ١٩٩٢ ، لكنه سرعان ما غادر الكتلة ، بعد الاختلاف مع الرئيس نبيه بري ، اعتراضا على جملة من المسائل السياسية والاداء العام .
يشيّع صادق غدا (الأحد) الساعة الثانية ظهرا في جبانة مدينة النبطية.
