البلاد تدخل إجازة العيد: لا لقاءات وحلول أزمة الرئاسة مؤجلة

كرسي الجمهوري رئاسة الجمهورية

يدخل لبنان اعتباراً من اليوم مدار عطلة عيد الاضحى المبارك، ما يعني تعطيل الحياة العامة بشكل كامل والسياسية الى حد كبير حتى يوم الاثنين المقبل، حيث وصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي امس الى مدينة مكة المكرمة لأداء فريضة الحج. بينما اصيبت الحركة السياسية بحالة من الشلل التام فلا لقاءات ولا تواصل، حيث بقيت حلول ازمة الشغور الرئاسي مؤجلة حتى إشعار آخر يطول او يقصر بإنتظار ظهور مؤشرات او نتائج مشاورات الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان مع الدول الخمس المعنية بالوضع اللبناني اضافة الى ايران.

وظهر ان جولة لودريان على القوى السياسية اسهمت في تهدئة الوضع السياسي، بعد دعوته الجميع بشكل غير مباشر الى الحوار والتوافق والتفاهم، مستبعداً حسب المعلومات اي طرح حالياً حول تغيير النظام السياسي، لا سيما بعد المواقف الرافضة للمس باتفاق الطائف ودستوره. لكن ظهرت ايضاً دعوات لأن تشمل الاتصالات والتوافقات ان حصلت ليس انتخاب الرئيس فقط انما كل الملفات المتصلة بها من تشكيل الحكومة وبرنامج الرئيس والحكومة والقضايا الكبرى المختلف عليها، وهو امر مؤجل الى ما بعد التوافق على اسم الرئيس التوافقي اولاً.

وبقيت الدعوات للحوار والتلاقي والتفاهم تدور في حلقة مفرغة وقالت فيه اوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن التواصل الجديد بين التيار الوطني الحر وحزب الله سجل على خلفية إزالة التشنج، بالتالي لم يمهد هذا الأمر إلى عودة العلاقة بينهما إلى سابق عهدها، وتحدثت مصادر مواكبة أن ما من شيء جديد على صعيد تفاهم سياسي معين وهو مستبعد لا سيما رئاسيا مع العلم أن هناك ممن يسعى للتحضير للقاءات متواصلة بين الفريقين إلا ان مواقف النائب باسيل الأخيرة دللت على إمكانية المباشرة بجهد جدي من خلال الدائرة المقربة له من بعض النواب وتحمل عناوين محددة، داعية إلى ترقب الخطوات المقبلة من الطرفين.

من جهتها، لم تمض أيام قليلة، بحسب “الانباء الالكترونية”، على مغادرة لودريان بيروت، حتى عادت الاصطفافات السياسية الى ما كانت عليه قبل مجيئه الى لبنان، باستثناء الموقف المتمايز لكتلة اللقاء الديمقراطي الذي عبّر عنه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط مراراً، انطلاقاً من ايمان الحزب بالحوار الحقيقي كطريق وحيد للوصول الى الرئاسة بعيداً عن جبهات الرفض. 

مصادر سياسية رأت أن المرحلة هي لتقطيع وقت وأن لودريان لن يعود الى لبنان إلا في النصف الثاني من تموز المقبل، ما يعني بقاء الأمور على ماهي عليه. 

المصادر اعتبرت في اتصال مع الأنباء الالكترونية أن البلاد دخلت في إجازة عيد الأضحى المبارك التي لن تنتهي قبل أواخر هذا الشهر محلياً، وحتى الاسبوع الأول من تموز عربياً واقليمياً. وهذا سيؤدي حتماً الى توقف كل الاتصالات المحلية والعربية المتعلقة بالملف الرئاسي. وبتقدير المصادر فإن لودريان لن يعود الى لبنان قبل معرفة مصير حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي تنتهي ولايته في رئاسة المركزي في الشهر المقبل, ومعرفة ما اذا كان سيحل مكانه النائب الاول للحاكم، وكيف ستعالج الحكومة هذا الأمر.

السابق
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 27 حزيران 2023
التالي
5 أسباب تجعل حزب الله مأزوماً رئاسياً