حكامنا دون كرامة!

علم لبنان 1200

الكرامة هي بمثابة روح ثانية، وفقدانها يشبه الموت. هي أغلى من الحب الذي يعلمه الدين، ذلك أن لا دين أصلاً لمن لا كرامة لهم.

إنها تمنحنا الاكتفاء الذاتي من جميع المستلزمات. لنبقى أحياء، علينا أن نتناول الطعام والشراب وأن نتنفس الهواء، أما من ناحية الكرامة، فإنها شيء مختلف تمامًا.

للمحافظة على الكرامة على المرء أن يكون حرًا مستقيم الرأي، شريفا صادقاً حازماً ووفياً

للمحافظة على الكرامة، على المرء أن يكون حرًا، مستقيم الرأي، شريفاً، صادقاً، حازماً ووفياً. أما الذين لا يمتلكون هذه المواصفات فليسوا أحياء. وكما يقول الله “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان”، انه يعني ذلك ان الذي يسعى دائمًا لامتلاك الأشياء المادية بغض النظر كيف ومن أين حصل على شرعيتها كانت أم غير شرعية، المهم امتلاكها.

انها الكرامة وعزة النفس، ومن دونهما لا وجود لإنسان كامل ولا حياة له. لكن لسوء الحظ، لا مكان لهذه القيم والمبادئ لدى حكامنا الذين حوّلوا بلدنا الجميل إلى مستنقع نتن، حيث السمكة الكبيرة تأكل السمكة الصغيرة، فلا حدود لأطماع هؤلاء الحكام. إنهم يتحكمون بجميع مقدرات الدولة، وأكثر من ذلك، لقد عبثوا بأموال المودعين الذين أودعوا جني اعمارهم في البنوك كي يضمنوا حياة هنيئة لآخرتهم.

لسوء الحظ لا مكان لهذه القيم والمبادئ لدى حكامنا الذين حوّلوا بلدنا الجميل إلى مستنقع نتن

وأيضاً أكثر من ذلك، خمس سنوات مضت على انفجار مرفأ بيروت الكارثي الذي أودى بحياة العديد من السكان الأبرياء ودمّر العديد من الأبنية، وما زال التحقيق غامضًا والفاعل حرً طليق، وأهالي الضحايا ممنوع عليهم التمادي بالأسئلة حول مسار التحقيق وكأنه لا يحق لهم بذلك، وإذا واجهوهم يأتوهم بحجج واهية لا أساس لها من الصحة. أما الشيء المضحك والمبكي هو أنهم يدعون بالإيمان والتقوى لكن أفعالهم ليست كأقوالهم. بربكم كيف تصفون حكامنا؟ هل لديهم كرامة؟!

امنا دون كرامة!

السابق
9 نصائح.. تُصحّح المعلومات الخاطئة حول الأطعمة الدّسمة!
التالي
حزب الله يعلن إسقاط مسيّرة إسرائيلية جنوبا