وداعا.. مكتبة «العروبة» في صور

طويت في مدينة صور، صفحة من مجد بيع الصحف والمجلات والدوريات ، التي استمرت اكثر من ثمانين عاما ، في مكتبة العروبة، عند الركن الشمالي ، لمدخل السوق التجاري القديم في المدينة ، وغادر ما تبقى من مجلات وصحف ، كانت تزين الواجهة الصغيرة والرفوف إلى صناديق كرتونية ، لتحل مكانها لاحقا السوار والحلى والعقود .

مكتبة “العروبة” المتخصصة حصرا ، في بيع الصحف المحلية والعربية والأجنبية والمجلات ، اسسها المرحوم محمود نعمة ( ابو نزار ) والد مدير عام السفير السابق النقابي ياسر نعمة.

مكتبة “العروبة” المتخصصة حصرا في بيع الصحف المحلية والعربية والأجنبية والمجلات اسسها المرحوم محمود نعمة ( ابو نزار )

وتعاقب هذه المكتبة ، التي كان يقصدها بائعو الصحف والمجلات ، في بلدات وقرى صور وبنت جبيل ، لأخذ حصتهم من إعداد الصحف ، إلى جانب القراء ، في عز المد القومي واليساري خصوصا ، اشخاص طبعوا بذاكرة زائري المكتبة ، إلى جانب بائعي الصحف المتجولين، الذين كانوا يتحلقون عند باب المكتبة الصغيرة، التي بالكاد تتسع لثلاثة اشخاص ، للحصول على الجرايد اليومية وبيعها في شوارع المدينة أو توصيلها إلى القراء المشتركين .

إقرأ ايضاً: مصادر قضائية: الوفد الاوروبي حصر أسئلته الـ194 لسلامة بممتلكاته في اوروبا..و«اللبناني» ينطلق في 15 حزيران مع شقيقه!

ويعرف الجيل القديم جيدا ، المرحوم ابو نزار نعمة ونجله ياسر ، وفي وقت لاحق ، اي في اواخر الخمسينيات المرحوم محمد قطيش ( ابو زينو) وشقيقه المرحوم احمد وآخرين.

اليوم وقف فريد الاسعد ، مندهشا ، أمام باب المكتبة ، التي كان يعمل على تنظيفها من الكتب والمجلات القديمة حيث اشتراها احد الاشخاص ، لتحويلها ، إلى محل لبيع الذهب.

وعمل فريد ، في بيع الصحف ، يوم كان فتى ، بعدما هجر من قريته يارين الحدودية الى صور ، ابتداء من العام ١٩٨٨ وحتى توقفت جريدة السفير عن الصدور ، في العام ٢٠١٦ ، حيث كان يتنقل من شارع إلى شارع ومن مبنى إلى آخر.

شعبان

جار مكتب العروبة ، منذ العام ١٩٦٧ , الثمانيني محمود شعبان ( ابو حسن ) عايش هذه المكتبة العريقة ، وعمل فيها لأيام، في الخمسينيات .

المكتبة شهدت جلاء الانتداب الفرنسي وثورة ألعام ١٩٥٨ والحرب الاهلية والحروب والاعتداءات الاسرائيلية والاجتياحات والتحرير وبقيت صامدة

ابو حسن بائع السبحات وألعاب الأطفال يقول ل “جنوبية” ان “هذا المعلم الثقافي، شكل علامة فارقة قي مدينة صور ، وخصوصا سوقها التجاري القديم” ، مضيفا “ان المكتبة شهدت جلاء الانتداب الفرنسي وثورة ألعام ١٩٥٨ والحرب الاهلية والحروب والاعتداءات الاسرائيلية والاجتياحات والتحرير ، وبقيت صامدة ، توزع خبز القراء اليومي”.

ويتذكر شعبان انه كان يشتري روايات الهلال وصحف ذلك الزمن ، ومنها الزمان والصفا والاهرام المصرية واخبار اليوم وروز اليوسف وصباح الخير وصولا إلى النهار والسفير التي تميزت في صور .

السابق
مصادر قضائية: الوفد الاوروبي حصر أسئلته الـ194 لسلامة بممتلكاته في اوروبا..و«اللبناني» ينطلق في 15 حزيران مع شقيقه!
التالي
اذا اردت أن تعشق