من «الذاكرة الجنوبية».. استشهد محمد قبل نصف قرن!

في الذاكرة اللبنانية الجنوبية صور ومشاهد وأحداث يصعب إزاحتها عن الذاكرة نفسها ، تبقى حيّةً نابضة حاكمةً مُتحكِّمة بسير الحياة ولواعجها.

من مشاهد هذه الذاكرة المُلتهبة، وما أكثرها، تتراءى لي شخصياً ولأبناء جيلي ، صورة الشاب محمد جميل فقيه،ابن قريتي الجنوبية طيردبا،الذي اختارته “شظية” قذيفة إسرائيلية وأردته شهيداً، وذلك في (١٩٨٠/٥/١٧) داخل سيارة كانت تقلّه من مدرسته في مدينة صور الى قرية طيردبا.

استشهد محمد بقصف عشوائي على مدينة صور ، بقذائف “جيش لبنان الجنوبي” بزعامة الرأئد سعد حداد في تلك المرحلة.

اليوم، أذكرُ وأتذكّر صديقي الشهيد محمد الذي يكبرني بعقد زمني،ولكنه كان صديق جيلنا،وتواصلنا معه في طفولتنا (الشقية وشيطناتنا في حقول القرية وبراريها).
أذكر وأتذكر ولا أنسى ولا ننسى،ذلك اليوم الملبّد باستسهاد محمد،حيث تلقينا خبره ببكاء كبير،وخرجنا في الذّهول المُريب،لا حول لطفولتنا ولا قوة،سوى أننا (أبناء الخيبة،جيل الهزيمة المستمرة!).

السابق
حلقة عملية حول مقاربات السيد محمد حسن الأمين في هذا التاريخ
التالي
الدولار على ارتفاعه.. هكذا اقفل مساءً