من هم قادة سرايا القدس الذين اغتالتهم اسرائيل في غزة؟

قادة سرايا القدس

شكلت عملية اغتيال عضو المجلس العسكري في سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي تيسير الجعبري في آب العام الماضي، مقدمة لسلسلة اغتيالات ممنهجة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي لتصفية القادة العسكريين في الحركة.

وبنفس طريقة اغتيال الجعبري، قتل ثلة آخرون من أركان المجلس العسكري -آخرهم إياد الحسني مسؤول وحدة العمليات المركزية للسرايا- بصواريخ موجهة دهمتهم داخل منازلهم، إذ دشنت إسرائيل عدوانها الحالي باغتيالات مركبة ومتزامنة، منذ فجر التاسع من أيار الجاري.

وفي هذا التقرير ترصد “الجزيرة نت” عبر تسلسل زمني، أبرز الاغتيالات ومدى تأثير غياب القادة على البنية التنظيمية والأداء العسكري لسرايا القدس.

تيسير الجعبري

اغتالته إسرائيل في الخامس من أغسطس/آب 2022، باستهداف منزله في برج فلسطين وسط حي الرمال بمدينة غزة.

ولد عام 1972، متزوج وله 5 أبناء وابنتان، والتحق بحركة الجهاد داخل سجون الاحتلال عام 1990، وفي منتصف التسعينيات التحق بـ “وحدة الاستشهاديين” التابعة للجهاز العسكري بمسماه القديم “القوى الإسلامية المجاهدة – قسم”.

بدأت مسيرته مع السرايا مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، وتدرج في مواقعها القيادية حتى تكليفه نائبا لقائد لواء غزة الشهيد بهاء أبو العطا، الذي سبقه إلى الشهادة بعملية اغتيال مشابهة أواخر العام 2019.

وفي العام 2012 أصبح عضوا في المجلس العسكري، ومسؤولا لوحدة العمليات العسكرية المركزية، وعقب اغتيال أبو العطا خلفه في قيادة المنطقة الشمالية، وأشرف على تطوير القدرات العسكرية في هذه المنطقة.

وقبل نجاح إسرائيل في اغتياله، نجا من محاولتي اغتيال عامي 2012 و2014، ووفق الإعلام الحربي فقد أشرف خلال مسيرته على عمليات عسكرية على تخوم غزة، أسفرت في بعضها عن قتل وجرح جنود إسرائيليين، والإيعاز بإطلاق صواريخ.

خالد منصور

عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الجنوبية ومسؤول الوحدة الصاروخية، اغتالته إسرائيل في اليوم التالي لاغتيال الجعبري عام 2022، عبر غارة جوية على منزل سكني كان يتحصن به في مدينة رفح جنوب القطاع.

ولد عام 1975، لأسرة لاجئة، وهو متزوج من 3 نساء، أنجب منهن 8 ذكور أكبرهم “منصور”، و5 إناث.

التحق بالجهاد عام 1987، وانضم لأول جهاز عسكري باسم “سيف الإسلام”، ثم الجهاز الثاني “قسم”، وساهم في تأسيس السرايا وتشكيل الخلايا العسكرية وتدريب أفرادها، وله بصمات في مجال تصنيع الصواريخ المحلية وتطوير قدراتها.

جهاد الغنام

أحد القادة الثلاثة الذين اغتالهم الاحتلال الإسرائيلي فجر التاسع من أيار الجاري، وهو أمين سر المجلس العسكري، ولد في مدينة رفح عام 1961 لأسرة لاجئة، قاوم الاحتلال في سن مبكرة، وطاردته قوات الاحتلال وأبعدته خارج فلسطين.

ووفق الإعلام الحربي للسرايا، انضم الغنام للحركة أواخر الثمانينيات، حيث التقى المؤسسَ فتحي الشقاقي، الذي كلفه بتدريب مجاهدي الحركة في السودان ولبنان.

شارك بتأسيس السرايا، وساهم في تدريب المقاومين، والإشراف على عمليات استشهادية، وله دور في إمداد المقاومة بالسلاح النوعي، وتجنيد خلايا عسكرية في الضفة الغربية، وتولى مسؤولية قيادة المنطقة الجنوبية خلفا لمنصور.

إقرأ ايضاً: عميل بـ«سمنة» يحظى ببراءة «المقاومة» قبل «العسكرية»!

نجا من 5 محاولات اغتيال، أخطرها عام 2014، حيث استشهدت والدته وأشقاؤه وأبناء عمومته، وتعرض عام 2001 لإصابة خطيرة فقد بسببها ساقيه وجزءا من يديه، وتعرض منزله للقصف مرارا في معارك سابقة.

خليل البهتيني

عضو المجلس العسكري، ولد عام 1978 في حي التفاح بمدينة غزة، وانتمى مبكرا للجهاد، والتحق بالسرايا وتدرج بالعمل العسكري، وخلف الجعبري في قيادة المنطقة الشمالية وتمثيل السرايا في غرفة العمليات المشتركة.

له بصمة واضحة في مجال التصنيع العسكري، وقد نجا من محاولات اغتيال عدة أصيب في بعضها بجروح، قبل أن يرتقي شهيدا بقصف منزله، حيث تتهمه إسرائيل بالمسؤولية عن عمليات إطلاق الصواريخ.

طارق عز الدين

وصفته السرايا بأحد قادة العمل العسكري للسرايا بالضفة، وهو أسير مبعد إلى غزة ضمن صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط)، ولد في عرابة بمحافظة جنين عام 1974، وانتمى للجهاد في سن مبكرة.

اعتقله الاحتلال عام 2002 لدوره البارز في تأسيس الخلايا العسكرية، وحُكم عليه بالسجن المؤبد، قبل تحرره عام 2011، ومن غزة أشرف على توجيه العمليات العسكرية ضد الاحتلال بالضفة.

علي غالي

عضو المجلس العسكري وقائد الوحدة الصاروخية، ولد في مدينة خان يونس عام 1975، وانتمى للجهاد مطلع التسعينيات، وانضم لاحقا للسرايا وكان من أوائل المنضمين لمجموعات الاستشهاديين.

شارك في تأسيس الوحدة الصاروخية، وعمل نائبا لمسؤولها منذ عام 2010، قبل أن يترأسها خلفا لمنصور، وأشرف على تدريب المنتسبين لها على عمليات “التربيض” والإطلاق.

نجا من عدة محاولات اغتيال، كان أبرزها خلال معركة سيف القدس في مايو/أيار 2021، وأصيب حينها بجروح بالغة، في حين نجحت إسرائيل في اغتياله فجر أمس الخميس 11 مايو/أيار بقصف شقة كان يوجد بها في مدينة حمد جنوب القطاع، وتتهمه إسرائيل بالمسؤولية عن أوامر إطلاق الصواريخ.

أحمد أبو دقة

من مواليد المنطقة الشرقية في خان يونس جنوب القطاع، ويبلغ (43 عاما) من العمر، والتحق مبكرا بالجهاد، لينضم لاحقا للسرايا، وتدرج في مواقعها القيادية، وفي حين اكتفى الإعلام الحربي في بلاغ نعيه بوصفه الشهيد القائد وأحد أبرز قادة السرايا، تقول مصادر إعلامية إنه نائب الشهيد غالي.

ووفق مصادر في عائلته للجزيرة نت، فإن غارة جوية استهدفته، أمس الخميس، في منزل مهجور، يلجأ إليه للتحصن به في وقت الطوارئ والأزمات.

وعقب اغتياله تفاخر نتنياهو بتصفيته والشهيد غالي، ووصفهما بأنهما القائد ونائبه في قيادة الوحدة الصاروخية للجهاد، المسؤولة عن إطلاق الصواريخ.تشغيل الفيديومدة الفيديو 04 minutes 58 seconds04:58

إياد الحسني

تمثل عملية اغتيال الحسني خسارة فادحة للسرايا ولجبهة المقاومة، وذلك لخبرته العسكرية الطويلة الممتدة لأكثر من 3 عقود، تدرج خلالها في المواقع التنظيمية والعسكرية لحركة الجهاد، التي انتمى إليها مبكرا أواخر ثمانينيات القرن الماضي.

واغتالته إسرائيل برفقة أحد مساعديه، مساء الجمعة، في غارة جوية استهدفت شقة سكنية كانا بها في حي النصر شمال غربي مدينة غزة.

ولد الحسني في ستينيات القرن الماضي لأسرة لاجئة في مخيم الشاطئ بمدينة غزة، وقالت الجهاد في وصفه “عاش القائد أبو أنس حياته مجاهدا ومربيا وداعيا إلى المقاومة، وسخر وقته للمقاومة وللعمل الحركي والإسلامي، وتنقل في العديد من المواقع القيادية والحركية”.

وحسب الإعلام الحربي، فإن الحسني عضوا في المجلس العسكري للسرايا ومسؤول وحدة العمليات فيها، وهو القيادي السادس الذي يرتقى شهيدا بالاغتيال منذ بدء العدوان الحالي.

وكشفت كتائب عز الدين القسام -الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- عن أن الحسني كان “المسؤول عن التنسيق بين قيادة القسام والسرايا خلال معركة ثأر الأحرار”، وهي أبرز إشارة من كتائب القسام إلى دورها في المعركة.

ونسبت مواقع مقربة من المقاومة للحسني دوره في التخطيط والإشراف على واحدة من أبرز العمليات الفدائية للجهاد وتعرف بـ”عملية بيت ليد الاستشهادية المزدوجة”، ونفذها الاستشهاديان صلاح شاكر من مدينة رفح وأنور سكر من مدينة غزة عام 1995 قرب مفترق بيت ليد داخل فلسطين المحتلة، وأسفرت -حسب الإعلام الحربي للسرايا- عن مقتل 22 إسرائيليا، وإصابة أكثر من 60 آخرين.

وعلى مدار سنوات كان الحسني ملاحقا، ونجا من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية سابقة، من دون أن تلين عزيمته عن مواصلة درب المقاومة.تشغيل الفيديومدة الفيديو 00 minutes 56 seconds00:56

من سيخلفهم؟

مر العمل العسكري المنظم لحركة لجهاد بمراحل عدة، ابتداء من “سيف الإسلام” مرورا بـ”قسم” وصولا إلى “سرايا القدس” كذراع عسكرية.

وتعد “سرايا القدس” القوة الثانية من حيث العدة والعتاد بعد كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

والسرايا عضو مؤثر في غرفة العمليات المشتركة، عبر مندوب لها يمثل “المجلس العسكري”، المحاط بسرية من حيث تشكيلته وبنيته التنظيمية.

وقال المتحدث باسم الجهاد طارق سلمي إن اغتيال القادة يمثل “خسارة فادحة، لكن القائد يخلفه قائد، وتزيدنا دماؤهم عزيمة وقوة للاستمرار في مسيرة الجهاد والمقاومة”.

وكان نتنياهو قال إن إسرائيل وجهت أقوى ضربة للجهاد باغتيال قادتها العسكريين، غير أن سلمي شدد على أن “العدو واهم إن اعتقد أنه بهذه الاغتيالات حقق أهدافه بالقضاء على الجهاد والمقاومة”.

ويقول مراقبون إن السرايا أثبتت قدرتها على امتصاص صدمة الاغتيالات، عبر مواصلة عمليات إطلاق الصواريخ، وزيادة مداها، وأحدثت أثرا بوقوع قتلى وجرحى إسرائيليين.

ويفسر الخبير في الشؤون الإستراتيجية حسن عبده ذلك، بأن تركيبتها التنظيمية تمنحها القدرة على امتصاص الضربات، من دون أن تتأثر قدرتها على الرد.

ويقول عبده إن “قيادة السرايا ليست مركزية، وبغياب قادة في المجلس العسكري، يخلفهم في المسؤولية وإدارة المعركة قادة آخرون”.

السابق
لليوم الخامس على التوالي..الصواريخ تتساقط من غزة واسرائيل ترد بالغارات والاغتيالات!
التالي
خاص «جنوبية»: مولوي «يشق طريقه» نحو رئاسة الحكومة..هل يتمكن من حجز مكانه في التسوية الرئاسية؟!