خاص «جنوبية»: مولوي «يشق طريقه» نحو رئاسة الحكومة..هل يتمكن من حجز مكانه في التسوية الرئاسية؟!

بسام المولوي

لفت الحراك الذي قام به وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي في مرحلة وجوده في الوزارة، بعد تمايزه عن غيره من الوزراء لجهة “الجرأة” الى حد بعيد، في مقاربة ملفات “محرمة”، في مراحل كانت تحسب حسابات للقوى الإقليمية والدولية وحتى المحلية.

وجاءت الزيارة اللافتة التي قام بها مولوي الى السفير السعودي في بيروت وليد البخاري أمس، لتأخذ مداها في الاعتبارات السياسية العامة، عبر “الرضا الملحوظ” لدوائر المملكة على أداء وزير الداخلية، منذ تسلمه مهامه من سنتين وحتى اليوم.

وأكدت مصادر سياسية عليمة ل “جنوبية” ان “مولوي يشق طريقه بسرعة فائقة، باتجاه رئاسة الحكومة كثمرة لما قام به خلال السنتين المنصرمتين، خصوصا بعد تلقفه البنود ال12 للمبادرة الكويتية، التي طرحت في بيروت في كانون الثاني 2022، والتي تعهد مولوي في أعمال الدورة 39 لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس بالقول حينها، “أتعهد أمامكم أن أتابع ما بدأت به لناحية تطبيق بنود المبادرة العربية في ما يخص وزارتي، عبر تفعيل مكافحة تهريب المخدرات، ومنع التعرض اللفظي أو الفعلي لدول الخليج العربي”.

مولوي أعطى مؤشرات نجاح عالية في الإدارة والسياسة،تؤهله ليدخل نادي المرشحين الى رئاسة الحكومة، لكن وصوله اليها يخضع لحسابات معقدة

ولفتت الى ان “مولوي عمل فعلا على تنفيذ البنود المتعلقة بمهام وزارة الداخلية إضافة الى الالتزام بقرارات مجلس الأمن، إجراء الانتخابات، وضبط الحدود البحرية والبرية والجوية لمنع تهريب المخدرات خاصة إلى الخليج، وذلك بدراية واتقان وشجاعة”.

وذكرت في هذا السياق، أن مولوي “لم ينف نفيا قاطعا موضوع رئاسة الحكومة، عندما قال في طلته الإعلامية الأخيرة “هذا الموضوع يأتي بعد انتخاب رئيس للجمهوريّة و”كتير بكّير عليه” ولا خبر لديّ عن وجود عتب فرنسيّ على (نجيب) ميقاتي وكلّ المرشّحين فيهم الخير والبركة”.

إقرأ ايضاً: وجيه قانصو يكتب ل«جنوبية»: تداول جديد للسلطة برعاية سعودية إيرانية

وأكدت أن ” عمل مولوي على رئاسة الحكومة يتضح بدأ يتضح بشكل أكبر مع تصدّيه للملفات الأساسية، خاصة تلك التي تمسّ علاقات لبنان العربية، وبالتحديد عمليات تهريب المخدِّرات وتحويلها إلى ما يشبه الحرب على دول الخليج والجوار، وهنا برزت عناصر القوة التي عمل مولوي على تجميعها، بحيث لم يحوّل مكافحة تهريب المخدِّرات إلى عملية دعائية من دون فاعلية وأثر، بل ابتعد قدر الإمكان عن الإعلام وبنى مداميك عملية التصدي للتهريب، من خلال استعادة مبدأ تطبيق القانون وعدم القبول بتطبيع السلوك العام مع آفة المخدِّرات، وهو أمرٌ بات سائداً في الكثير من الدوائر والمواقع، وأدّت سياسته إلى تكوين صورة جادّة له في الأوساط اللبنانية والعربية والدولية على حدٍّ سواء”.

مولوي يشق طريقه بسرعة فائقة باتجاه رئاسة الحكومة كثمرة لما قام به خلال السنتين المنصرمتين خصوصا بعد تلقفه البنود ال12 للمبادرة الكويتية

وأشارت الى “الخطوة باتجاه الخليج العربي الأساسية، هي التي انطلق منها نحو تثبيت دوره في الدخول الى نادي مرشحي رئاسة الحكومة في لبنان، وجاء بعدها مقاربته لكل الملفات خارج اطار المحرمات كملف السلاح غير الشرعي والتصاريح العلنية لذلك بعد حادثة اليونيفيل، اذ قال ان لبنان “لن يقبل بشرعيتين” أو “نصف دولة”، في تعليقه على حادثة إطلاق نار أودت بحياة عنصر إيرلندي من قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان) اليونيفيل) وسط تنديد دولي بالحادثة ومطالبات بإجراء تحقيق فوري، ووصف مولوي الحادثة بـ”الجريمة”، مؤكداً أنه “لا يكفي الاستنكار لمثل هذا الاعتداء”، رافضاً أن تكون في لبنان “شرعيتان أو نصف دولة”. وقال إن “القرارات الدولية ويجب أن نلتزم بها”.

ورأت ان هذا الموقف لاقى إستحسان المجتمعين العربي والدولي في دوائرهما السياسية والأمنية والمخابراتية، لجهة صدور مواقف متقدمة عن مسؤولين في الدولة اللبنانية يعون الموقف الدولي ويقاربونه بجدية وحزم”.

اكثر من 52 دائرة ديبلوماسية ومؤسسات ومنظمات وهيئات عربية ودولية تعمل في لبنان تبدي اهتمامها الدائم في التفاعل الإيجابي مع وزير الداخلية

و إذ أكدت ان مولوي تمكن من استعادة الاستقرار في العلاقة مع الخليج، وخاصة مع المملكة العربية السعودية، كشفت ان “اكثر من 52 دائرة ديبلوماسية ومؤسسات ومنظمات وهيئات عربية ودولية تعمل في لبنان تبدي اهتمامها الدائم في التفاعل الإيجابي مع وزير الداخلية، وتعرب عن اعجابها في إصراره على اجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، مثل الانتخابات النيابية التي حصلت في أيار 2022 والانتخابات البلدية الذي يصر على اجرائها على الرغم من العراقيل التي تضعها بعض القوى السياسية لأسباب واعتبارات خاصة بها لكنها لا تصب في المصلحة الوطنية العامة”.

واستدركت المصادر بالقول، ” صحيح ان مولوي أعطى مؤشرات نجاح عالية في الإدارة والسياسة، تؤهله ليدخل نادي المرشحين الى رئاسة الحكومة، لكن مسألة وصوله اليها يخضع لحسابات معقدة تسبقها حل انتخاب رئيس للجمهورية، والتسوية على رئاسة الحكومة، حيث لن يكون من السهل حجز مكان له فيها”.

السابق
من هم قادة سرايا القدس الذين اغتالتهم اسرائيل في غزة؟
التالي
وفاة غازي عزالدين في الإمارات تابع..«العفو الدولية» تطالب بكشف الملابسات