من ساندز في إيرلندا إلى عدنان في فلسطين.. منظومة إرهابية واحدة!

ياسين شبلي

تأتي قضية إستشهاد الأسير الفلسطيني خضر عدنان، بعد 86 يوماً من الإضراب عن الطعام في سجون الإحتلال، إحتجاجاً على الظلم الواقع عليه، وهو الذي أُعتقل قبلها 12 مرة لسنين طويلة، لتزيد معاناة الفلسطينيين الإنسانية جرحاً جديداً نازفاً، وتبرز للمرة المليون وحشية النظام العنصري الفاشي في فلسطين المحتلة، في تعامله مع الإنسان الفلسطيني صاحب الأرض الأصلي، وهو تعامل ليس بغريب على محتل سرق الأرض بوعد وتمكين ممن لا يملك، وهو هنا بريطانيا “العظمى” التي لم تكن تغيب عنها الشمس ولا العبودية للشعوب المستعمَرة، فأخذ عنها إجرامها وأساليبها في التعامل مع أصحاب الأرض الأصليين، في إمتداد لممارسات منظومة مجرمة عاثت في الأرض والتاريخ فساداً ولا تزال.

فقضية الشهيد خضر عدنان ليست نسيج وحدها سواء في الكيان الصهيوني الغاصب، أم في سجل الإجرام البريطاني، فقد أعادت هذه القضية إلى ذاكرتي قضية مماثلة حصلت في إيرلندا الشمالية عام 1981، حين أضرب عن الطعام يومها سجناء الجيش الجمهوري الإيرلندي بقيادة الشاب بوبي ساندز البالغ من العمر 27 ربيعاً، إحتجاجاً على إلغاء وضع الفئة الخاصة بهم بإعتبارهم سجناء سياسيين وليسوا مجرمين، حيث بدأ الإضراب في الأول من آذار 1981 ، وسط تشدد من حكومة مارغريت ثاتشر التي كانت تلقب ب ” المرأة الحديدية” ، بالرغم من إنتخاب بوبي ساندز نائباً في البرلمان البريطاني أثناء إضرابه عن الطعام.

ممارسات العدو الصهيوني، هي إمتداد للممارسات الإرهابية للإستعمار البريطاني التي لم تتوقف

وبالرغم من التعاطف الدولي مع قضيته والمناشدات المتعددة لحل القضية، فكان أن توفي في الخامس من أيار من نفس العام بعد 66 يوماً من الإضراب عن الطعام، تبعه وفاة تسعة مضربين آخرين تركتهم حكومة صاحبة الجلالة يموتون دون رحمة أو وازع من ضمير. سار في جنازة بوبي ساندز يومها أكثر من 100 ألف شخص، حيث دُفن في مقبرة “الجمهورية الجديدة” في بلفاست عاصمة إيرلندا بجوار 76 شخصاً آخرين، حيث تحافظ الرابطة الوطنية للمقابر على مقابرهم هناك.

بالرغم من التعاطف الدولي مع قضيته توفي في الخامس من أيار من نفس العام بعد 66 يوماً من الإضراب عن الطعام

هكذا نرى بأن ممارسات العدو الصهيوني، هي إمتداد للممارسات الإرهابية للإستعمار البريطاني التي لم تتوقف، وكانت المشاركة في الحرب على العراق عام 2003 خلافاً للإرادة الدولية يومها إحدى تجلياتها، وما قضية الشهيد خضر عدنان سوى حلقة في سلسلة طويلة من الممارسات الإرهابية والإجرامية بحق المناضلين، في سبيل الحرية والكرامة الإنسانية.

رحم الله الشهيد خضر عدنان وكل شهداء الحرية على إمتداد العالم.

السابق
القضاء الاوروبي ينجز مهمته ويستمع الى ١٩ بينهم وزير المال.. و«العين» على النتائج!
التالي
في أمسيةٍ ثقافية.. السفارة الأميركية في بيروت تستضيف إيلي صعب