«المعاندة» الفرنسية تحفّز «حزب الله» على التهويل؟

ماكرون

الاصرار الفرنسي على دعم ترشيح سليمان فرنجية رغم المعارضة الداخلية والمسيحية له، دفع أوساط ديبلوماسية وسياسية ونيابية الى تحميل الاليزيه تحديدا تبعة مباشرة او ضمنية في دفع “حزب الله” الى الاستقواء بموقف الرئاسة الفرنسية وفريقها الداعم بلا أي هوادة لترشيح فرنجية وعدم التبصر باخطار التزام موقف منحاز بهذا الشكل الامر الذي استغله الحزب في الداخل لاطلاق نمط تهديدي ينذر بعواقب وخيمة.

وتنقل “النهار” في افتتاحيتها اليوم ان هذه الأوساط التي كان كثير منها على تواصل في الأيام الأخيرة مع باريس وواشنطن والرياض تخشى ان تؤدي المعاندة التي يبديها الفريق الرئاسي الفرنسي في المضي بدعم فرنجية ورفض رؤية اخطار إدارة ظهر باريس لجهات لبنانية واسعة ترفض خيار فرنجية كما ترفض انحياز باريس بهذا الشكل في الازمة الرئاسية ، الى اخطر سابقة في تدهور علاقات فرنسا مع جهات لبنانية معروفة بصداقاتها التاريخية معها من جهة والى استقطاب ذي طابع طائفي لدى القوى المسيحية على قاعدة يجمعها فيها رفض الخيار الذي تندفع اليه باريس والسعي الى ترجمة هذا الالتقاء بالاتفاق على لائحة أسماء لمرشحين اخرين.

إقرأ ايضاً: «جعبة» عبد اللهيان مليئة بالرسائل الاقليمية..وفرنجية يعلن ترشيحه «تلفزيونياً» اليوم!

وتشير المعلومات المتوافرة في هذا السياق الى ان لقاءات لرؤساء احزاب ونواب مستقلين أجريت مع الديبلوماسية الفرنسية على مختلف مستوياتها تميزت اخيرا بخلاف واضح، فيما يرجح ان تكون وفود نيابية لبنانية زارت العاصمة الاميركية أخيرا قد بحثت مع المسؤولين الاميركيين الذين التقتهم سبل لجم وتجميد المقاربة الفرنسية.

وفي هذا السياق اعربت مصادر سياسية عن اعتقادها بان البيان الذي اصدرته وزارة الخارجية الفرنسية، واعلنت فيه ان لا مرشح رئاسيا لفرنسا في لبنان فيما ان الخارجية الفرنسية لم تبرز مرة في كل المقاربة الفرنسية المتعلقة بالرئاسة اللبنانية، قد يكون اتى من باب اتصال اجرته الخارجية الاميركية بنظيرتها الفرنسية من اجل تخفيف الاندفاعة الفرنسية التي اقلقت للغاية قوى لبنانية بتبنيها موقف الثنائي الشيعي ومرشحه وتولي التسويق له بما وضع فرنسا في مواجهة مباشرة مع هذه القوى التي ترى خطرا كبيرا في تبني دولة مثل فرنسا مقاربة فريق مسلح قادر على تعطيل البلد وتراعيه لهذه الاعتبارات بدلا من ان تدعم القوى التي تتصدى لسيطرة السلاح.

لقاءات لرؤساء احزاب ونواب مستقلين أجريت مع الديبلوماسية الفرنسية على مختلف مستوياتها تميزت اخيرا بخلاف واضح

وقد تحول الجهد المعارض الى التصدي للمقاربة الفرنسية التي يرى كثر من السياسيين انها باتت تشكل احراجا لادارة الرئيس ايمانويل ماكرون من حيث عدم قدرتها على التراجع وحاجتها الى احداث اختراق ديبلوماسي وسياسي في لبنان يساهم في تعزيز الوضع الداخلي للرئيس الفرنسي .

واللافت انه نقلت عن مسؤولين اميركيين او ديبلوماسيين سابقين لا يزالون يتابعون الوضع في لبنان مواقف متحفظة بل ورافضة لمضمون المقاربة الفرنسية كما ان في هذه التحفظات ما يوحي بان الاميركيين يعتقدون بان الفرنسيين ذهبوا ابعد مما يشكل اطارا لتوكيلهم في مساعدة لبنان.

السابق
أسرار الصحف ليوم الأربعاء في 26 نيسان 2023
التالي
وصول 20 لبنانياً و12 فلسطينياً فجراً من السودان الى بيروت