لبنان شكا إسرائيل ويشكو منع عناصر «غير منضبطة»!

الجيش عثر على منصة الصواريخ

يخيّم «الرمادي» على الخط الأزرق بين لبنان واسرائيل بعدما تَرَكَ دخانُ لعبةِ الصواريخ المُدوْزَنةِ على طرفيْ الجبهةِ النائمةِ سرباً من الأسئلة التي ازدادتْ وطأتُها مع انضمامِ الصواريخ المتطايرة ذهاباً وإياباً من فوق رأس هضبة الجولان إليها.

كلُّ شيءٍ حُشر، وعلى حين غرّة، في «الصندوق الأسود» لحفلة الصواريخ المحدودة بين ساحات «محور المقاومة» واسرائيل، وكأنه يُراد تحميلُ الـ «ميني معركة» بين الحروب رسائلَ تتطايرُ بغير اتجاهٍ، في لحظةٍ تبدو المنطقةُ برمّتها في مرحلة انتقالية.

لبنان الرسمي الذي شكا اسرائيل، عاتِبٌ على عناصر غير منضبطة ومنظماتٍ غير مُنْتَظِمَة أطلقتْ أكثر من 30 صاروخاً من الجنوب نحو شمال فلسطين المحتلّة. «حزب الله»، المُمْسِكُ بالأرض وما عليها، خارج السمَع لكن ليس «خارج الصورة»، وعلى صمْته المعهود. حركة «حماس» التي سُجَّل الحدَث باسمها «لا حسّ ولا خبَر».

أما الجيشُ اللبناني، الذي لا حول له ولا قوة، فيتعقّب المنصات الخاوية ويُحْصي عدَدَها.

ولم يكن عابراً تحميلُ صواريخ الجنوب الموغلة في البدائية، أو صواريخ الجولان، وبعضها طائشة، مروحةً من أهداف لا تُعدّ ولا تُحصى. فالغموضُ غالباً ما يَفْتَحُ شهيةَ فرضياتٍ مُتَخَيَّلَةٍ تَخلط بين الوقائع والمعطيات والتكهنات وخصوصاً في قراءة لوحةٍ متشابكةٍ كحال المنطقة.

 نصرالله التقى هنية: جهوزية محور المقاومة وتَعاوُن أطرافه بمواجهة الأحداث ‏والتطورات

غير أن الأكثر وضوحاً في حمأة الغبار المُتِصاعِدِ من صواريخ أصابتْ من دون أن تَقتل، كانت صورةُ «المحورِ» الذي احتشَدَ في بيروت حول طاولةِ قائده في المنطقة وبحضور راعيه الإقليمي قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اسماعيل قاآني.

الحشدُ الشعبي من العراق، الحوثيون من اليمن، «حماس» و«الجهاد الاسلامي» من فلسطين، إضافة إلى «حزب الله» بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن النظام في سورية، كانوا حول الطاولة عيْنها، وكأنها غرفة عملياتٍ، وعليها «بنك أهداف» يُرسَم في لحظةٍ إقليميةٍ بالغة الحساسية.

كان الموعد على إفطارٍ كُشف أن «حزب الله» أقامه مساء الأربعاء الماضي، أي عشية تحريك الجبهة الجنوبية بـ «كبسة زرّ محسوبة» ثم «إيقاظ» جبهة الجولان، ما عَكَسَ أن ثمة قراراً كبيراً بتظهير «وحدة جبهاتِ المحور» لاعتبارات تشكّل الأحداث في المسجد الأقصى «رأس جبل الجليد» فيها.

إقرأ أيضاً: خاص «جنوبية»: «النافعة» تُعيد فتح أبوابها بـ«حلة عسكرية أمنية» بعد فضائح الفساد والتوقيفات!

في الشكل رُفع شعار «الأقصى لن يكون وحيداً»، ومن خلْفه تطلّ عناوينُ ترتبط بالاستفراد الاسرائيلي بمواقع الحرس الثوري و«حزب الله» عبر الغارات الدؤوبة على سورية التي تبدو أمام مرحلةٍ من «الفرز والضمّ» لمناطق النفوذ فيها مع الانفتاح العربي عليها وحوارها مع تركيا وإعلاء الروسيّ حساباته الأوكرانية عليها.

وفي الجوهر تتزامن «شدشدة سواعد المحور» في المنطقة وقرْعه طبول المواجهة «بالصوت والصورة» مع انكباب طرفيْ اتفاق بكين، السعودية وإيران، على تنقية علاقتهما الثنائية ووضْع ترتيباتٍ لِما يُطلق عليه «الأمن الخليجي» انطلاقاً من ترجمة التفاهمات حول اليمن.

لم يأتِ علي شمخاني إلى إفطار الضاحية الجنوبية. جاء اسماعيل قاآني في إشارةٍ بالغة الدلالات، وكأن المنطقة تُدار «بلسانيْن» أو أن ظلال اتفاق بكين لن تخيّم على جميع الساحات.

ولسانُ حال محور المقاومة بقيادة «حزب الله»، أن الأمورَ الآن في المنطقة مترابطةٌ لكن محورَها المسجد الأقصى ولهذا وُضعت الصواريخ على الطاولة، على غرار صعود نجم العمليات العسكرية في الداخل الفلسطيني يوم حاولتْ إسرائيل تهجير فلسطينيي القدس (حي الشيخ جراح).

وفي تقدير أوساطِ هذا المحور أن الرسائلَ التي حملتْها الصواريخُ البدائيةُ ستزيد متاعبَ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، على عكْس ما يُشاع عن أنها ستخفف من حدة أزمته. فضيقُ هامش المناورة أمامه يجعله في موقعٍ أضعف، وهو المهدَّد بدخول السجن في حال انفراط حكومته ويعاني أزمةً مع أميركا وأوروبا.

وتذهب الأوساطُ عيْنُها، وهي على درايةٍ بما يَجْري، إلى أنّ التمرينَ بالصواريخ يزيد اقتناعَ إسرائيل بمشكلتيْن: عجْزها السياسي عن القيام بخياراتٍ تفك الطوقَ عنها وهي أعتى قوة في المنطقة. وعجْز قبّتها الحديدية عن حمايتها 100 في المئة ولا سيما أنها مضطرةٌ لاصطيادِ صاروخٍ قيمته 500 دولار بصاروخٍ تكلفته 60 ألف دولار، من دون أن تستطيع إسقاط أكثر من 70 في المئة من الصليات المتهافتة.

وكان بارزاً، غداة اتساع رقعة «الرسائل بالنار» من حول اسرائيل وفي داخلها، استقبال الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله رئيس المكتب السياسي لحركة ‏«حماس» إسماعيل هنية ونائبه الشيخ صالح العاروري والوفد القيادي للحركة.

وفي البيان الذي عمّمه «حزب الله» عن اللقاء استوقف أوساطاً سياسية الكلام عن أنه جرى استعراض «أهمّ التطورات في فلسطين المحتلة ومجريات الأحداث في المسجد الأقصى ‏والمقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى التطورات السياسية في ‏الإقليم عموماً وجهوزية محور المقاومة وتَعاوُن أطرافه في مواجهة كل هذه الأحداث ‏والتطورات».‏

وفي موازاة ذلك، بقي لبنان الرسمي على ارتباكه بإزاء تطورٍ بدا المسؤولون غائبين بالكامل عن مجرياته وإمكان التأثير فيه، ما خلا مواقف والتقدّم بشكوى على طريقة «تسجيل موقف».

من جانبه، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إنه «تبين من التحقيقات الأولية التي قام بها الجيش أن مَن قام باطلاق الصواريخ، ليست جهات منظَّمة، بل عناصر غير لبنانية، وأن الأمر كان عبارة عن رد فعل على العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة».

أضاف: «في المقابل فإن العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان والانتهاك المتمادي للسيادة اللبنانية أمرٌ مرفوض، وقدمنا شكوى جديدة بهذا الصدد إلى الأمين العام للأمم المتحدة والى مجلس الامن.

ومن ناحية اخرى فان الهجوم الاسرائيلي على المصلّين في جامع الاقصى وانتهاك حرمته أمر غير مقبول على الاطلاق ويشكل تجاوزاً لكل القوانين والأعراف ويتطلب وقفة عربية ودولية جامعة لوقف هذا العدوان السافر».

وجاء كلام ميقاتي غداة إيعاز وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، الى المندوبة الدائمة بالوكالة لدى الأمم المتحدة في نيويورك جان مراد، تسليم كتاب الشكوى الذي وجهته الوزارة باسم الحكومة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وطالب لبنان «بإدانة الاعتداء الاسرائيلي بأشد العبارات، وبإلزام اسرائيل وقف خرقها لسيادة لبنان جوا وبحرا وارضا، ووقف تهديداتها المستمرة بتقويض السلم والأمن، وتنفيذ كل موجباتها وفق القرار 1701».

ميقاتي: مَن أطلق الصواريخ ليست جهات منظَّمة بل عناصر غير لبنانية

تمنى البابا فرنسيس أن «يساعد الربّ لبنان الذي لا يزال يبحث عن الاستقرار والوحدة حتّى يتخطى الانقسامات ويعمل جميع المواطنين معاً من أجل خير البلاد».

وجاء كلام البابا خلال ترؤسه قداس عيد الفصح ومنْحه البركة الرسولية لمدينة روما والعالم من بازيليك القديس بطرس.

وفي لبنان أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظته في قداس الفصح في حضور حشدٍ من الشخصيات السياسية بينها الرئيس السابق ميشال عون أن اللبنانيين «يحتاجون الى رئيسٍ للجمهورية يستطيع أن يقود مسيرة النهوض من الانهيار على كل صعيد».

السابق
الفلتان الامني تابع..إشكال في بكفتين الكورانية يوقع 4 جرحى!
التالي
«منتدى جنوبية» يُحيي ذكراه الثانية بلقاء مع العلّامة الأمين: محمد حسن الأمين مدرسة في الحداثة الرائدة والانفتاح