إيران تواجه «الكيان المؤقت».. ولبنان في «بوز المدفع»!

حرب تموز

بتاريخ ٢٣ آذار، تعليقاً على إحدى إطلالات الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله، نشرت على حسابي فيسبوك ما يلي: “نصر الله فتح حرب على لبنان يمكن أن تؤدي إلى حرب في كل المنطقة”.

بعد الإتفاق السعودي_الإيراني، “جهاد” إيران يتركّز على إسرائيل، ولبنان أول من سيدفع الثمن”.

ما كتبته في ذلك التاريخ، يلقي الضوء على ما حدث اليوم، من إطلاق صواريخ على إسرائيل من جنوب لبنان.

تزامن هذا الحدث، مع زيارة القيادي في حماس اسماعيل هنية إلى لبنان

تزامن هذا الحدث، مع زيارة القيادي في حماس اسماعيل هنية إلى لبنان، ومع لقاء وزيري خارجية إيران والسعودية في الصين، لترجمة الإتفاق بينهما عملياً.

غير أن هذين الحدثين ليسا مهمين بحدّ ذاتهما، فموقف إيران الذي يترجمه “حزب الله” (المكون الرئيسي لفيلق القدس و”محور المقاومة”)، هو موقف استراتيجي مرتبط بعلة وجود الجمهورية الاسلامية في إيران (وهو الجهاد من أجل تعميم الإسلام الشيعي الاثني عشري، طبقاً لولاية الفقيه على المعمورة إنطلاقاً من المنطقة).

بما أنه تم “تحييد” العرب مؤقتاً، كان لا بد لإيران أن تركز على جبهة إسرائيل، التي تعاني داخلياً وفلسطينياً، كي لا تفقد علة وجودها

وبما أنه تم “تحييد” العرب مؤقتاً، كان لا بد لإيران أن تركز على جبهة إسرائيل، التي تعاني داخلياً وفلسطينياً، كي لا تفقد علة وجودها، في وقت لا إمكانية للعرب من الاحتجاج على التصرف الايراني، بالدفاع عن القضية الفلسطينية، بوجه وحشية السلطة الإسرائيلية الغاية في التطرف.

وليس من المصادفة أن يستخدم “حزب الله”، والاعلام المرتبط به مؤخراً عبارة “الكيان المؤقت” عند التحدث عن إسرائيل. وهذا الأمر يعني بمفهوم الحزب، أنه في بداية مرحلة الهجوم الاستراتيجي، بعد أن مرّ بمرحلة الدفاع الاستراتيجي، وبعدها بمرحلة التوازن الاستراتيجي.

إسرائيل ليست في أحسن أحوالها، ودفاعاتها الجوية لا يمكنها التعامل السوي، مع الصواريخ الدقيقة والمسيرات الإيرانية

من ناحية أخرى، إسرائيل ليست في أحسن أحوالها، ودفاعاتها الجوية لا يمكنها التعامل السوي، مع الصواريخ الدقيقة والمسيرات الإيرانية، “كمّا ونوعا”، والتي يمكنها أن تنطلق من جبهات متعددة (إيران، العراق، سوريا، لبنان، الأراضي الفلسطينية، اليمن).

بالاضافة إلى كل هذا، تعاني إسرائيل من انقسام داخلي، وضعف المساندة الأميركية. حيث أولوية واشنطن هي الحرب ضد روسيا ومواجهة صعود الصين بالقوة، فيما الحكومة التي يقودها المتطرفون يمارسون فعل قمع غير مسبوق ضد الفلسطينيين واستباحة للمسجد الأقصى أثارت غضبا في الجانب العربي والإسلامي واستياء دولي جعل إسرائيل في وضع غير مريح في الحد الأدنى ويكبح إلى حد كبير اي ردة فعل ذات وزن على إطلاق الصواريخ.
لذا، قد يتأخر الرد الإسرائيلي، وقد لا يأتي في المدي المنظور. ولكن حتماً، سوف يظل لبنان في “بوز المدفع”!

السابق
آخر تهديد: وزيرٌ إسرائيلي يُفجّر مفاجأة عن لبنان.. وإدانة أممية
التالي
صواريخ الجنوب «اللقيطة».. أين منها «حزب الله»؟!