صواريخ الجنوب «اللقيطة».. أين منها «حزب الله»؟!

حزب الله جنوب لبنان

بعد ظهر اليوم الخميس في السادس من نيسان – ابريل ، وفي لحظة هدوء تام جنوبي مدينة صور ، إنطلقت عدة صليات من صواريخ الغراد والكاتيوشا، من سهل بلدة القليلة الجنوبية والتي اعترضتها القبة الحديدية الاسرائيلية، فاسقطت اكثريتها، والصواريخ التي اكملت طريقها سقطت في مناطق مفتوحة، وكذلك سقطت عدة قذائف هاون على مستعمرة المطلة، منطلقة من سهل مدينة مرجعيون في القطاع الشرقي، مما دفع الامور الى حالة توتر شديدة على جانبي الحدود.

ولكن المُفارقة، انه وكما درجت العادة، بأن ليس لهذه الصواريخ من مصدر يتبنى إطلاقها، بل هي صواريخ “لقيطة” يتبرأ منها اهلها واصحابها، مما يدفع بأن تكون منطقة الجنوب خصوصاً ولبنان عموماً، دوماً ساحة رسائل يُطلقها البعض في لحظاتٍ حرجة من تاريخ الوطن المُعذب.

بعيداً عن كل هذه المعطيات، صحيح ان منطقة جنوب صور، قريبة من مُخيمات اللاجئين الفلسطينيين، إنما ما هو معروف بأن المنطقة ممسوكة أمنياً من استخبارات الجيش اللبناني، كما أمن حزب الله، وبالتالي لا تخفى عنهما خافية في هذه المنطقة، ورغم كل ذلك، يأتي من يقول بأن جهات مجهولة وراء إطلاق الصواريخ.

هذه الصواريخ المجهولة والمعروفة مُسبقاً من الاطراف اللبنانية، حتى ابناء الشعب العاديين في الجنوب، في الوقت التي تتوتر فيها الاجواء داخل فلسطين المحتلة، وما اقدم عليه الاحتلال الإسرائيلي من عمليات اقتحام للمسجد الاقصى، وما دار خلالها من اشتباكات بين رجال الامن الاسرائيلي والفلسطينيين المرابطين داخل باحات المسجد الاقصى.

وفي هذا الوقت، يشغل بال القوى السياسية عملية انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وبالتالي ما تشهده الساحة اللبنانية من مُشادات بين الاطراف السياسية، وما تشهده الساحة اللبنانية من زيارات لموفدين ووسطاء قد يدفعنا الى الاستنتاج، بأن جهة وحيدة تقف خلف هذه الرسائل، والموجهة في ذات الوقت الى خارج الحدود اللبنانية، ولأفرقاء عِدة في ذات الوقت، الى اسرائيل، للقول لها بأننا لن نترك الفلسطينيين وحدهم، خصوصاً المسجد الاقصى وما يُمثله بالنسبة للمسلمين.

وكذلك الى اللجنة الخُماسية، التي تعمل على إيجاد تسوية رئاسية في لبنان، ويود حزب الله من هذه الرسالة بأن يقول لهم، مع العلم بما تمثله التسوية او الاتفاقية بين ايران والمملكة العربية السعودية، فيبقى لحزب الله رأي اخر، فالمطلوب الوقوف على خاطر الحزب، واخذ بعض مخاوفه بعين الاعتبار في اختيار الرئيس اللبناني المقبل.

الامر عِبارة عن “قبة باط”، من حزب الله لحلفائه من الجهاد الاسلامي او في حركة حماس، او قوات الفجر التابعة للجماعة الاسلامية

إذن ، ان الامر عِبارة عن “قبة باط”، من حزب الله لحلفائه من الجهاد الاسلامي او في حركة حماس، او قوات الفجر التابعة للجماعة الاسلامية، او بعض المجموعات الصغيرة التي تدور في فلك حزب الله، والمحسوبة على محور الممانعة، هي من قامت بهذه العملية بدعم ومساعدة عملينية ولوجستية من الحزب للقيام بهذه العملية.

والمستغرب ايضاً ان لهذه المنطقة “سهل القليلة”، هو النقطة التي تتم عمليات الإطلاق على الدوام، اليس مستغرباً ان لا يكون للجيش اللبناني موقعاً في المكان، خصوصاً ان موقعاً للجيش اللبناني في منطقة العامرية قريب، وعلى بعد بعض المئات من الامتار عن موقع الاطلاق الاعتيادي.

لكل ذلك، تبقى علامات الاستفهام تدور حول حزب الله وحلفائه، ومن يدور في فلكه.

السابق
إيران تواجه «الكيان المؤقت».. ولبنان في «بوز المدفع»!
التالي
بحسب «البروتوكول».. «اليونيفيل» يوعز العسكريين والموظفين النزول إلى الملاجىء