رجُل أرجَل إرتجال..ابعد من «طائفية» التوقيت الصيفي

غسان صليبي

كتب الاديب والكاتب والناشط غسان صليبي على صفحته على الفايسبوك يقول: ” كلمة ارتجال،
او القيام بعمل دون تحضير،
تذكّر بكلمة أَرجَل،
او أن هذا الرجل اقوى من ذاك.

تذكرت ذلك
وانا اتابع مسألة
تقديم الساعة من عدمه
في التوقيت الصيفي،
وتحوّلها الى “قضية” طائفية.

الارتجال بدا واضحا
في الفيديو المسرّب
للحوار بين بري وميقاتي،
حيث اقترح الاول على الثاني
في دردشة علنية على هامش اجتماعهما،
عدم تقديم الساعة
مراعاة للصائمين المسلمين،
وقبول الثاني بالاقتراح
أيضا مراعاة للصائمين المسلمين.

لم يكن بالإمكان
اتخاذ قرار
بدون مشهد الارتجال،
لأن هكذا قرار عشوائي
لا يمكن اتخاذه
بعد تفكير،
وعلى أثر اجتماع حكومي.

والإرتجال
قيمة محترمة ومنشودة
في الثقافة اللبنانية
وهي دليل “عفوية فكرية رجّالية”،
حتى أنه يُطلب
من النساء احيانا
“الارتجال”،
فيما انه من المفترض
الطلب منهن “الانتساء”
اذا كان المقصود فقط
إبراز القدرات العفوية عندهن.

بدا بري
في الفيديو
أرجَل من ميقاتي،
فقد فرض عليه اقتراحه،
وبدا ميقاتي أرجَل
من الوزراء،
إذ فرض عليهم قراره
دون العودة إلى مجلس الوزراء
الذي اتخذ منذ سنوات
قرار التوقيت الصيفي.

بري وميقاتي
رجلان
إرتجلا قرارا
معقدا تقنيا،
وله تبعات
اقتصادية وحياتية
على المستوى الوطني والدولي.

بري وميقاتي
رجلان،
لا يزالان يعتقدان
أن قوة الرجل
هي في قدرته على الارتجال،
وظهر بوضوح من سلوكهما،
ان المسؤول في لبنان
لم يرقَ بعد الى مستوى المسؤولية الوطنية،
التي تفترض ان يتحوّل
من رجل بالمفهوم الذكوري للكلمة
إلى مواطن بالمفهوم الدستوري،
يمنعه القانون والصالح العام
من الارتجال
ومن تطبيق “شريعة الأرجَل”
في ممارسة السلطة.

إقرأ ايضاً: كتاب «العصبيات وآفاتها» لمصطفي حجازي..التوقيت «الشتوي والصيفي» خير دليل!

لا يختلف سلوك
بري وميقاتي
عن سلوكيات
زعماء مسيحيين
تسلموا مسؤوليات
في العهد العوني،
ولم يكفّوا
لا عن الارتجال
ولا عن البرهنة انهم الارجَل،
في مواجهة زعماء مسيحيين
او في مواجهة زعماء مسلمين،
في مسائل لم تُخرج لبنان
من التوقيت الزمني العالمي،
بل من الجغرافيا العالمية.

وها هو
جبران باسيل
نموذج الارتجال
في قرارات قطاع الكهرباء
التي اعادتنا الى زمن العتمة،
يتمرجل مجددا
غير آبه بتبعات
تصريحاته العنصرية المعهودة،
ويصرّح البارحة،
“منمشي على وقت المتطورين
مش على وقت المتخلفين الرجعيين”،
وهؤلاء “المتطورين”
الذين يغازلهم اليوم،
هم الذين فرضوا عليه عقوبات،
لأنه وقف فيما مضى
الى جانب “المتخلفين الرجعيين”.

الارتجال
الآتي من الجانبين،
ولو اخذ شكل
مراعاة لحاجات الاتباع الآنية،
هو في جوهره
استهتار بمصالحهم الأساسية
والبعيدة المدى،
و”المرجلة”
التي يقدم عليها الجانبان،
وان بدت تشاوفا مذهبيا،
هي في عمقها
جبن على مستوى
تحمل المسؤولية الوطنية،
والتي في غيابها
انهارت البلاد
ومعها معيشة اللبنانيين.

السابق
حارث سليمان يكتب لـ«جنوبية»: أَخْرِسوا الزامور
التالي
«لبحث مسألة التوقيت الصيفي».. جلسة حكومية قريبة؟