الغلاء يكوي اللبنانيين.. 4 ملايين لتأمين سفرة رمضانية، وأطباق تغيب عن موائد الصائمين!

يطرق شهر رمضان المبارك أبواب اللبنانيين بأسوأ ظروف صنّفها البنك الدولي بأنها إحدى أشد ثلاث أزمات على مستوى العالم، وسيكون لتدهور الليرة اللبنانية وبلوغها مستويات غير مسبوقة انعكاساً موجعاً في أسعار السلع كافة دون استثناء، بعد أن وقع أكثر من 75% من المواطنين في براثن الفقر.

يتجول اللبنانيون في الأسواق حيث يقفون عاجزين عن تأمين الكثير من المواد والسلع الأساسية، فبين رمضان الماضي والحالي يُلاحَظ قفز سعر صرف الدولار أكثر من 3 أضعاف، ما جعل استعدادات الصائمين مختلفة عن السابق، فبالكاد باتوا قادرين على تأمين الأساسيات في شهر يتميّز بسُفره اليومية المرتكزة على اللحوم والخضار والمواد الغذائية، إلا أن الغلاء الفاحش سيقف “سدّاً” منيعاً أمام صمودهم بحكم الدولار المتفلّت والأسعار التي لا ترحم، واجتياز هذا الشهر الفضيل سيكون بالصبر، بعد أن حرمت الناس من لذّة كانوا ينتظروها من عام إلى آخر.

الغلاء الفاحش سيقف “سدّاً” منيعاً أمام صمود اللبنانيين


ستغيب الكثير من الأطباق عن الموائد الرمضانية، فسعر ربطة الخبز وصل إلى 50 ألف ليرة، والعائلة المؤلفة من 5 أشخاص تحتاج إلى 200 ألف ليرة يومياً لتأمين الخبز، أما تكلفة الفتوش باعتباره طبقاً يومياً للصائمين فتفوق 300 ألف ليرة، إذ أن سعر مكوناته يخضع لحركة الدولار، وباقة البقدونس كما النعنع والفجل وصلت لحدود 20 ألف ليرة والخيار الى 50 ألف والبندورة الى 60 ألف ليرة فيما الخس بلغ سعره 40 ألفاً وهكذا دواليك فاللحوم تخطى سعر الكيلو منها المليون ونصف والدجاج وصل الى 250 ألف ليرة للكيلو، لنجد أن العائلة الواحدة تحتاج إلى أكثر من 4 ملايين ليرة في اليوم الواحد لتأمين سفرة رمضانية ضمن المعقول.

تكلفة الفتوش تفوق 300 ألف ليرة فسعر مكوناته يخضع للدولار

للحلويات كما الفواكه وغيرها من أطايب هذا الشهر حسبة أخرى ، فكيلو الليمون والتفاح والموز بين الـ 50 و100 ألف ليرة “طلوع ونزول”، و”التحلاية” بالدولار وأسعارها نار لمن استطاع اليها سبيلاً، فحبّة القطايف بدولار ونصف الدّولار للجبنة والقشطة، وكيلو الكلاّج زنود الست بـ 17 دولاراً وحلاوة الجبن بـ 15 دولاراً وكيلو المفروكة 14 دولاراً.

“التحلاية” بالدولار وأسعارها نار لمن استطاع اليها سبيلاً


لم يقتصر الأمر على المأكولات، بل طال مظاهر الزينة الرمضانية التي اعتاد اللبنانيون رؤيتها في الشوارع وعلى وشرفات المنازل، فغابت بعد أن كانت تقليداً ثابتاً ينتظروه بشغف، في صورة رمضانية تعكس حجم أزمة لم يختبرها اللبنانيون من قبل، ليبقى رجاؤهم في أن تزول تلك الغمّة التي تقبع فوق رؤوسهم.

السابق
جدول جديد لأسعار المحروقات وانخفاض
التالي
وجيه قانصو يكتب لـ«جنوبية»: عقدة ذنب اللبنانيين تجاه قادتهم