عندما «تجنح» المواقف الإيرانية نحو أميركا وإسرائيل!

اميركا ايران
في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية التي مرت منذ أيام، هذه الثورة التي قادها السيد روح الله الموسوي الخميني ضد نظام الشاه محمد رضا بهلوي قبل أكثر من أربعة عقود، وقامت على أيديولوجية العداء المطلق للكيان الصهيوني في فلسطين بشعاراتها المعلنة، يرى المتتبع لعمق المجريات والأحداث في المنطقة والشرق الأدنى، ممارسات لا يمكن أن تُوضع إلا في إطار ازدواجية الأيديولوجية السياسية للنظام الإيراني الحالي..

إذا كانت الثورة الخمينية قد تبنَّت مبدأ العمل لزوال كيان إسرائيل من الوجود، فإن هذه الثورة لم تقم بأي عمل عسكري مباشر ضد هذا الكيان حتى الساعة، رغم كل العمليات العسكرية والأمنية التي قامت إسرائيل بتنفيذها، داخل إيران وضد رموز إيرانيين ثوريين منذ قيام النظام الإيراني الحالي وحتى الأمس القريب، عبر حادثة المسيرات الإسرائيلية التي استهدفت المجمع الصناعي في محافظة إصفهان الإيرانية، دون رد إيراني حتى الساعة.

التقارب مع القذافي

 في اطار الازدواجية وجمع التناقضات، قامت إيران بعد الثورة الخمينية بتقريب نظام معمر القذافي في ليبيا، بحجة التمسك بحلفاء عرب في حملتها العالمية لتصدير الثورة، في الوقت الذي كان معمر القذافي ونظامه أبرز المتهمين بتغييب القائد السيد موسى الصدر، الذي احتضن قادة وكوادر الثورة الخمينية، بل كانت له مواقف حمت السيد الخميني من الاغتيال في پاريس عندما أرسل السيد موسى الصدر كوادراً من حركة أمل، لتأمين الحماية الشخصية للسيد الخميني في فرنسا، كما كانت بيروت تعج باجتماعات قادة الثورة الخمينية  وتتابع تنسيق المواقف والتحركات كافة تحت مظلة السيد موسى الصدر، إلى درجة اعتُبر السيد موسى الصدر قيادة الظل الفعلية لهذه الثورة، وقد أدت جهوده لتهديدات مباشرة له من قبل شاه إيران يومها.

لم يجد حزب الله حرجا في ارسال الآلاف من مقاتليه الى سوريا لدعم نظام بشار الاسد البعثي ضدّ غالبية شعبه المسلم

   فكيف يمكن الجمع بين التمسك بالسيد موسى الصدر من جهة، وخاطفيه من جهة أخرى؟ مما يضع علامة استفهام كبرى تصب في خانة اتهام النظام الإيراني بالتآمر على قيادة الظل لثورة إيران .

إقرأ أيضاً: «الاستحقاق الإنتخابي ومراهنات قوى الثورة» في كتاب للناشط حسين عطايا

 ومعلوم أن السيد موسى الصدر، هو الذي أطلق شرارة الكفاح المسلح والعمل الفدائي والمقاومة العسكرية المباشرة ضد كيان إسرائيل من جنوب لبنان! 

القتال في سوريا

 وعلى صعيد آخر، تبرز التناقضات جلية في السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية، فبينما تدعو في اليمن والبحرين الى حكم الاغلبية الطائفية، وتمدّ الحوثيين المال والعتاد والخبرات العسكرية، نجد انه لا يسري هذا المنطق في سوريا، ولم يجد حزب الله حرجا في ارسال الآلاف من مقاتليه الى سوريا لدعم نظام بشار الاسد البعثي، ضدّ غالبية شعبه المسلم الذي دمرت مدنه وهجّر نصفه الى الخارج، مع العلم ان الانتصارات التي يتغنى بها حزب الله في سوريا كلفته خسارة 2000 مقاتل شيعي، وهذه الانتصارات مدينة لسلاح الجوّ الروسي، الذي قام بتدمير المدن والقرى السورية تسهيلا لسيطرة قوات النظام المدعومة من حزب الله عليها.

قامت إيران بعد الثورة الخمينية بتقريب نظام معمر القذافي في ليبيا المتهم بإخفاء الإمام موسى الصدر

ومن جهة أخرى، حُكي عن تعاون استخباراتي، ومعلومات خطيرة أمنية، وخطة مواجهة ضد عملية الانقلاب، الذي قام به مجموعة من الضباط العسكريين والأمنيين،منذ مدة، لإزاحة الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، وقد ساعد هذا التعاون الاستخباراتي على إجهاض عملية الانقلاب، في الوقت الذي تبني تركيا علاقات سياسية واقتصادية قوية مع الكيان الصهيوني، ويساهم الإسرائيليون بتدريب ضباط في الجيش التركي في قواعد داخل تركيا، كما تقوم أنقرة بحماية جبهة النصرة في محافظة إدلب وتمنع جيش النظام السوري من دخولها، كل ذلك في ظل قيادة أردوغان، الذي تحافظ إيران على ارتباطها الاقتصادي وغير الاقتصادي بقيادته حالياً!

فكيف يمكن التصديق بكل الشعارات التي تطلقها إيران ضد الكيان الصهيوني رغم كل هذا الوقائع؟

السابق
بالفيديو: التقاعس الامني وعدم توقيف الجناة سببا الجريمة الشنعاء..المغدور الرفاعي يكشف عن تهديده قبل الخطف!
التالي
بالفيديو: تفاصيل جديدة صادمة عن جريمة قتل الشيخ احمد الرفاعي