صيدا تفقد المقاوم والمربي عصمت القواص

في مثل هذا اليوم، من العام ١٩٨٥ تعرفت على عصمت القواص، من خلف جدارن زنزانة في مقر مخابرات الاحتلال الاسرائيلي في منطقة البص على أحد مداخل صور الرئيسية، وكنت حينها في الخامسة عشرة من العمر.
لم المح وجه هذا المربي والمقاوم اطلاقا، وبقي اسمه وصدى صوته من وراء الحائط، عالقان في ذهني ،اذ كان يلقنني عمليات حسابية، حتى لا يضيع علي دروسا وانا في المعتقل ، إلى جانب اعطائي المعنويات.

اثناء انتخابات العام ٢٠٢٢ “عثرت” على الدكتور عصمت القواص بالصدفة، وذلك بعد انقضاء، ٣٧ عاما ، حيث كنت أريد التواصل مع النائب أسامة سعد للوقوف على رأيه من الانتخابات والتحضيرات المتعلقة بشانها، فتم إرشادي حينها إلى مدير المكتب الاعلامي في التنظيم الشعبي الناصري ، ليتبين لي أن هذا المسؤول ، هو الدكتور عصمت القواص، الذي ترك صفوف منظمة العمل الشيوعي في لبنان، في مطلع تسعينات القرن الماضي ، اثر انهيار الاتحاد السوفياتي ،بعد مسيرة طويلة امضاها في صفوف المنظمة، مناضلا في الساحات المطلبية ومقاوما في صفوف جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ( جمول ) ضد الاحتلال الاسرائيلي واسيرا في معتقلي عتليت وانصار ومعتقلا في مركز المخابرات الاسرائيلية في صور.
في تلك المحادثة الهاتفية، أخبرته عن هذه المحطة، التي لم تغادرني ، فكان سعيدا جدا باستذكارها ، واستمر التواصل بعدها متابعة للاستحقاق الانتخابي.

قبل فترة لا تتعدى العشرين يوما ، عاودت الاتصال به للمساعدة، بإنجاز ملف عن ما بعد الانتخابات، فرد احد افراد العائلة ، وابلغني انه في العناية الفائقة، وان وضعه حرج لكنه يتحسن، فبقي عندي أملا بلقائه، الا انه لم يحصل.

اليوم غادر الأستاذ الجامعي عصمت القواص، عن عمر ٧٣ افناها في النضال، كان من بينها ، اكثر من ثلاثين عاما ، في المكتب الاعلامي للتنظيم الشعبي الناصري .

ظل عصمت القواص ، الذي بقي أستاذا متعاقدا في الجامعة اللبنانية، ولم ينل التفرغ فيها ، امينا لمبادئه التي نشأ عليها، فيقول احد رفاق دربه اللصقين به الزميل وفيق هواري، أن “عصمت القواص خامة نادرة
ومقاوم من الدرجة الأولى، وان فقده يشكل خسارة كبيرة”.

السابق
علاقة حزب الله برياض سلامة انكشفت.. وعقوبات اميركية قريبا!
التالي
كيف اقفل دولار السوق السوداء؟