زلزال لبنان.. «الأزلي»!

علم لبنان 1200

الهزّة الأرضية القوية، أو الزلزال الخفيف الذي ضرب الربوع والمدن اللبنانية، أحدث أضراراً خفيفة بالبلاد والعباد، مقارنةً بما أصاب البلاد المجاورة من أضرار كبيرة تمثلت بسقوط مئات الضحايا البشرية والآف المباني، في سوريا وتركيا وسواهما..

هذا الزلزال وسواه من الزلازل, التي ضربت البلاد والعالم، أمر متوقع إن لم يكن حتميا، لذلك ثمة صعوبة بالغة بالتعليق على الكارثة الطبيعية المتوقعة.

من الصعوبة بمكان التعليق على هكذا كوارث طبيعية، تصيب البشر وأرض البشر، الّا من زاوية كيف يمكن الحد والتقليل من خطر الكارثة والوقاية منها، والأهم هو أن تراقب مراصد الزلزال احتمالات حدوثها، وتالياً التخفيف والوقاية والحماية للأرض وللبشر، قدر الامكان.

ما على الانسان سوى مداراة حاله ومواساة نفسه في هكذا مصير

هذا الزلزال وسواه،القبل وربما لما بعد، هو حقيقة لا مفر منها، إنه شكل واضح جداً،وجزء سافر من طبيعة كوكب الأرض، وما على الانسان سوى مداراة حاله ومواساة نفسه، في هكذا مصير.

غير أن الزلازل السياسية في الاقليم، وفي الشرق الاوسط، وفي لبنان تحديداً، هي الأعنف والمدمرة أكثر وأكثر،بعدما غيّرت وقلبت البلاد رأساً على عقب، جرّاء الحروب المجنونة، والمتمثلة في صراعات السياسة والأديان والطائفية والمذاهب، والأصولية المتخلفة، وصراعات”النصر الالهي”، وسواها من الحروب العبثية… هذه الصراعات خلّفت ضحايا ودمرت الأماكن بأكملها.

الزلزال السياسي أعنف وأصعب وأشد وادهى من زلزال الأرض والطبيعة، وضحاياه أكثر

فزلزال الحرب الاقتصادية والمالية، مسبوقاً بزلزال الاغتيالات الكبرى التي طالت كبار الشخصيات الوطنية في البلاد، وصولاً الى تفجير العاصمة بيروت عبر تفجير المرفأ، والذي تجاوز فعله وخرابه فعل الزلزال الطبيعي..كلّها كانت أشد فتكاً بالبلاد والعباد.
الزلزال السياسي، أعنف وأصعب وأشد وادهى من زلزال الأرض والطبيعة، وضحاياه أكثر .

إن صراع الإنسان ضد أخيه الإنسان، هو الزلزال الأزلي الذي يستنزف الحياة والإنسان. فمتى ينجح الإنسان ببرمجة مرصده المتطور ، ليتوقى دمار الزلزال السياسي المتجه إليه بسرعة فائقة؟

كل الزلازل تُزلزل الانسان والمكان، ولكن أي إنسان وأي مكان؟ فلا يموت في الزلازل كلها (الطبيعية والسياسية) سوى الفقراء، إن في بيوتهم المتصدعة المائلة أصلاً، وإن في زمنهم المجبول بالحرمان والتعب.

السابق
اضراب واقفال كافة فروع المصارف.. تنديداً بالقرارات القضائية
التالي
الهروب من هلع الكارثة على متن الدعابة!