خارطة الطريق الرئاسية «الوعرة».. 9 مرشحين!

كرسي الجمهوري رئاسة الجمهورية

ينقسم المرشحون لرئاسة الجمهورية في لبنان الى فئتين: فئة مؤيدة لسلاح حزب الله وفئة رافضة له. وفي الواقع، ليست هناك مشكلة “كبرى” في اسم أي مرشح للرئاسة، إلا في هذه النقطة: ما هو موقفه من سلاح حزب الله؟! كل الأمور الأخرى يمكن تخطيها، إذن، المشكلة ليست في ميشال معوض أو في غيره، بل بموقف ميشال معوض من سلاح حزب الله وبموقف غيره، فكل مرشح يرفض سلاح حزب الله، سيكون سقف عدد أصواته سقف ميشال معوض كحد أقصى، وكل مرشح رافض لسلاح الحزب سيكون سقف عدد أصواته أقل من أصوات ميشال معوض، لأن الإنقسام كبير في معسكري موالاة حزب الله ومعارضيه، مع التفوق “المبعثر” لعدد المعارضين.

والكل قادر على التعطيل، ولكن حزب الله وحلفاءه يكررون التعطيل ابتزازاً لإرهاق اللبنانيين، كما فعلوا حين فرضوا مرشحهم ميشال عون بعد سنتين ونصف من هذا التعطيل، أما قدرة خصومه على المواجهة فهي ضعيفة جداً، وهم يتعبون بسرعة، ويبدأون “بالبحث عن مخارج”، في حين أن ليس هناك أمامهم سوى مخرج وحيد هو الخضوع لسلاح الحزب، وهم سيؤمنون، عاجلاً أم آجلاً، النصاب لمرشحه. وسيسهمون في إطالة إقامة اللبنانيين في جهنم، وسيكونون شركاء فعليين في ذبح اللبنانيين في كل لحظة!

الكل قادر على التعطيل ولكن حزب الله وحلفاءه يكررون التعطيل ابتزازاً لإرهاق اللبنانيين كما فعلوا حين فرضوا مرشحهم ميشال عون بعد سنتين ونصف من هذا التعطيل

وهذا هو واقع المرشحين التسعة:
1 – ميشال معوض: إن أرقام ميشال معوض هي الأوضح والأعلى بين كل المرشحين، منذ انطلاق العملية الانتخابية مع 49 صوتاً كحد أقصى. وهو لم يتمكن من تخطيه. وهذا ما يؤخذ على ترشيحه، ولكن في الوقت نفسه لم يتمكن أي مرشح آخر من الوصول الى ربع هذا الرقم، أما خوف حزب الله من إمكانية وصول ميشال معوض جدياً الى الرئاسة فهو في الواقع سبب تعطيل النصاب والجلسات “الثانية”، هذا في حين أن أصوات المرشحين “الأقوياء” ما تزال صفراً!

أرقام ميشال معوض هي الأوضح والأعلى بين كل المرشحين


2 – سليمان فرنجيه: إنه المرشح الأساسي لحزب الله. وبالتأكيد أنه يستحيل التوافق على ترشيحه. وهو لا يمكنه تأمين 65 صوتاً مع فيتو النائب جبران باسيل ضده، هذا إذا أمّن معارضو الحزب له النصاب، بعكس ما يقوم به الحزب مع الآخرين. وقد وعد عدد من نواب التغيير بعدم تأمين النصاب له! ولكن هل يستطيع حزب الله فرضه “بالقوة”؟!
3 – جوزاف عون: يتعرض قائد الجيش لفيتو النائب جبران باسيل، يمنع حتى ترشيحه. وباسيل بدأ يتهم قائد الجيش بالفساد وبالتلاعب بالأموال. وحزب الله لن يتخطى فيتو باسيل على ما يبدو!

سليمان فرنجيه هو المرشح الأساسي لحزب الله وبالتأكيد أنه يستحيل التوافق على ترشيحه


4 – جبران باسيل: هناك فيتو عليه من كل الكتل النيابية ومن المستقلين، باستثناء كتلته، وكتلة حزب الله التي تفضل سليمان فرنجيه عليه! وعدد أصواته الرئاسية الممكنة بين 21 و37 صوتاً كحد أقصى.
5 – صلاح حنين: لم يحصل على ترشيح نواب التغيير! وهو يحتاج لانسحاب ميشال معوض ليستعمل مخزون الأخير من الأصوات، من دون زيادة فعلية فيها، خاصة إذا ما بقي على موقفه الرافض لسلاح حزب الله، كما كان في ولايته كنائب مع 14 آذار، خلال ترشحه مع وليد جنبلاط.

جبران باسيل هناك فيتو عليه من كل الكتل النيابية ومن المستقلين باستثناء كتلته وكتلة حزب الله التي تفضل سليمان فرنجي


6 – نعمة افرام: لا يحظى بعدد كافٍ من أصوات “المعارضة”، وخاصة بعد رفض الكثيرين لموقفه الإعلامي الأخير بخصوص سلاح الحزب، الذي خسَّره أصوات “أصدقائه” المعارضين من دون أن يكسبه أصوات الحزب وحلفائه. ولم ينجح الرئيس نبيه بري باختراق المعارضة به، بوعده له بتبني ترشيحه!

7 – زياد بارود: لم يطرحه التغييريون ولم تقم بترشيحه أي مجموعة وازنة بعد، على الرغم من دعم المجتمع المدني له.  
8 – جهاد أزعور: ابن أخت الراحل جان عبيد. كان محسوباً على تيار المستقبل والرئيس فؤاد السنيورة. يشغل منصباً في صندوق النقد الدولي. كان معارضاً لسلاح حزب الله. وهو الاسم “التقني” الوحيد المتداول به. وهو لا يحظى فعلياً بدعم أي فريق سياسي! وعلى أي حال، فإن أي مرشح تقني سيكون أضعف المرشحين، لأنه لن يكون “مسنوداً” على أي مجموعة سياسية!

زياد بارود لم يطرحه التغييريون ولم تقم بترشيحه أي مجموعة وازنة بعد، على الرغم من دعم المجتمع المدني له

9 – د.عصام خليفه: عدد أصواته بين 4 و10 أصوات.

أسماء أخرى غير جدية وشعارات!

بين ميشال معوض وسليمان فرنجيه، يبدو أنه من الصعب على المعارضين التخلي عن ورقة ميشال معوض، بحجة أن الظروف ليست لمصلحته، إذ أنها ليست لمصلحة أي مرشح آخر في الوقت نفسه! ولن تنفع لعبة تبديل الأسماء من دون اتفاق جدي حول سلاح الحزب، ويبدو أن هناك استحالة في التوافق ليس على معوض فقط بل على أي إسم آخر، فالسيناريو الرئاسي ينحصر عملياً بين ميشال معوض وبين سليمان فرنجية، مع حرق  كل الأسماء الأخرى على الطريق، والخيار ينحصر بين المواجهة والخضوع!

السابق
في ذكراه الثانية: «جنوبية» ينشر «آخر كتاب لقمان»..«حزب الله من بداية الظهور إلى بداية السيطرة على لبنان»(1)
التالي
بالفيديو: شرطة بلدية صور يقفلون بوابة مصرف بشاحنة للنفايات!