ايران تفضح عجزها و«تخاذلها» بعدم الرد على الهجمات الاسرائيلية!

ايران - اسرائيل
ما زالت الضربات الاميركية والاسرائيلية، تتوالى على ايران وحلفائها في المنطقة دون ردّ منهم، فلم تكتفِ اسرائيل بضرب القواعد التابعة للحرس الثوري ولحزب الله في سوريا، حتى أصبحت الاراضي الايرانية نفسها، مسرحا للطائرات المسيرة الاسرائيلية، تستبيحها ساعة تشاء، فتقصف مواقع تصنيع عسكري في العاصمة طهران واصفهان، وغيرها من المدن الرئيسية كما حدث قبل يومين، كاشفة هذه الغارات عدم فعالية الدفاعات الجوية الايرانية، وكذلك ضعف سلاح الجوّ القاصر عن حماية اجواء البلاد من الاعتداءات.

يقول البعض انها “السياسة الثعلبية” في الدهاء والمكر والمراوغة، في حين يقول الخصوم انها سياسة الضعف وقلة الحيلة، وعدم وجود الإمكانات والخيارات، أو سياسة خداع الجمهور والمناصرين والنفاق السياسي، التي يتبعها القادة الإيرانيون في التعاطي مع مجريات الأحداث المصيرية التي تواجهها البلاد، من خلال تداعيات العمليات الأمنية والتخريبية المتكررة، التي يتعرض لها الداخل الإيراني، على أيدي مجموعات من الموساد الاسرائيلي وعملائهم من الإيرانيين وغير الإيرانيين.

و من يتأمل في شريط هذه الاعتداءات التي تتعرض لها إيران في السنوات الاخيرة، وعدم الردّ الايراني عليها، مع اتهامات ايران للدولة العبرية، واعتراف إسرائيل التي تبنت تنفيذ بعض هذه العمليات الأمنية صراحة، فإنه يثور أمام ذلك ألف سؤال وسؤال، يأتي في طليعتها تساؤل عن مدى جدية المواجهة بين إيران وإسرائيل ودول الغرب ..

جاءت الردود على العدوان في ايران استعراضية وخطابية رنانة حتى الساعة لذلك لم تجد أي صدى في الشارع الإيراني

اغتيالات وقمع المنتفضين

وقد تجلت العمليات الامنية الناجحة التي نفذها الاميركيون والاسرائيليون، باغتيال علماء المشروع النووي الإيراني، ويأتي العالم النووي الدكتور فخري زاده في طليعتهم، الذي يعتبر الأب الروحي للمشروع النووي الإيراني، اضافة لاغتيال عدد من القادة الامنيين والعسكريين، وعلى رأسهم قائد فيلق القدس في حرس الثورة الإسلامية الإيراني اللواء قاسم سليماني، بما له من رمزية لدى دول المحور.

وكذلك سلسلة من محاولات الاعتراض المتكررة على النظام في العقدين الأخيرين، وما جرى بعد مقتل الناشطة مهسا اميني في شهر ايلول من العام الفائت، بسبب قانون الزامية الحجاب للمرأة، وما تبعها من تظاهرات معترضة على القوانين الجائرة التي تحدّ من الحريات في البلاد، وصولاً إلى إعدام المعارضين للنظام مؤخراً الأمر الذي واجه موجة استنكار دولية، وأخيراً لا آخراً، العملية الأمنية النوعية التي تعرضت لها محافظة إصفهان الإيرانية، عشية الأحد الماضي عبر المسيرات الثلاث القصيرة المدى، والتي انطلقت بحسب الراجح من الداخل الإيراني، لتنفذ عملية تفجير أحد المجمعات الصناعية العسكرية في محافظة إصفهان، وقيل إن العملية طالت مركزاً مرتبطاً بالنشاط النووي التسليحي ..

ويأتي كل هذا دون ردود إيرانية تتناسب مع حجم الاعتداءات، بل جاءت الردود استعراضية وخطابية رنانة حتى الساعة ، لذلك لم تجد أي مصداقية لها في الشارع الإيراني، ولا تفاعلاً يُذكر من الجمهور المؤيد لسياسات إيران ..

عجز ايران عن الردّ

البعض يعزي سياسة التهرب من الرد الإيرانية، لكون إيران تتكل على أذرعها للقيام بالعمليات العسكرية والأمنية، والبعض الآخر يربط عدم الرد بسياسة المصالح الإستراتيجية البعيدة المدى، التي تنظر إليها إيران، ولكن يبقى عدم الرد نقطة ضعف في إيران ستؤدي لتكرر العدوان ،وتراجع أسهم القوة للدولة والنظام الإيراني في آن معاً ..

ما يحلو للبعض تسميته بسياسة الصبر الإستراتيجي طويل النفس، الذي تتبناه القيادة الإيرانية، لم يعد مقنعا لدى الرأي العام المحلي والعالمي، خصوصا بعد استهداف مصانع وقواعد عسكرية ومستودعات للجيش الإيراني، ليلة الأحد الماضي في مدينة إصفهان، وما رافقها من أحداث في هجوم منطقة البوكمال على الحدود العراقية السورية، استهدف معدات عسكرية إيرانية، لحق ذلك وبإهانة مزدوجة، استهداف أحد القادة العراقيين الموالين لإيران أتى لتفقد المنطقة بعد الهجوم!

تجلت العمليات الامنية الناجحة التي نفذها الااميركيون والاسرائيليون باغتيال علماء المشروع النووي الإيراني ويأتي العالم النووي الدكتور فخري زاده في طليعتهم

فهل ستضرب إيران في العمق الإسرائيلي هذه المرة من خلال المفاجآت غير المتوقعة، أم ستتهرب كالعادة مظهرة عجزها عن المواجهة كما عن حماية ارضها واجوائها من هجمات العدو الصهيوني المتكررة؟ وهو ما بدت بوادره، عبر الكلام عن تحميل المسؤولية عن هجوم المسيرات الثلاث، في إصفهان لأوكرانيا هذه المرة، رغم تأكيد مسؤولين أمريكيين لصحيفة “وول ستريت جورنال” المقربة من البنتاغون، أن إسرائيل هي من نفذت الهجوم في إصفهان!!

السابق
جعجع لـ «الراي»: إذا كانت المشكلة تُحل بانتخاب قائد الجيش… فلا مانع لدينا
التالي
كم بلغ دولار السوق السوداء اليوم؟