كتاب الصندوق الأسود لإنتخابات «الجنوب الثانية»… شَهادةٌ دامغة على لا ديموقراطية «الثنائي الشِّيعي»

نظّم “منتدى جنوبية” ندوةً حول كتابٍ صادرٍ للدكتور علي خليفة، تحت عنوان: “ألصندوق الأسود للإنتخابات “الذي يتضمن وقائع” حوادث دائرة الجنوب الثانية في مواجهة الثنائي الشيعي”.

وهذا الكتاب قد صدر عن دار “ألف ياء” في بيروت في طبعة أولى 2022 .

وفي هذا الكتاب، يوثِّق المؤلِّف تجربةَ تَرَشُّحه للإنتخابات النيابية في الـ 2022 في دائرة الجنوب الثانية، معارضاً للثنائي الشيعي.

اقرأ أيضاً: من أجل بناء دولةٍ لبنانية دستورية

دعوةٌ من أجل الديموقراطية

والندوة التي نظمها “منتدى جنوبية” لخليفة، من أجل مناقشة هذا الكتاب، هي ندوةٌ عَبَقت – وبفعل الانبثاق من مناقشة مضمون هذا الكتاب – بمناخ الحوار الديموقراطي الذي شكَّل لسانُ حاله، دعوةً طموحةً وصريحة، إلى العمل السياسيّ الجادّ والحثيث والدؤوب، من أجل التّوصّل إلى أن تكون الديموقراطية، حاضِرةً حضوراً فعليّاً وبارزاً، في الحياة السياسية اللبنانية.

ألإنتخابات النيابية هي صندوقُ اقتراعٍ وصندوقٌ أسود لذا فإنّ صندوق الإقتراع غير كافٍ للديموقراطية والحُرِّيَّات

شهادةٌ واقعيّة دامغة

ذلك أنّ هذا الكتاب، ينضح بِما يُظهِرُ أنّ السلوك الإنتخابيّ، الذي مارسَهُ الثنائي الشيعي تجاه معارضيه، إنتخابيّاً، في دائرة الجنوب الثانية، هو سلوكٌ اعتراه، ألغياب التّام للديموقراطية. وهذا السلوك قد أثبت لخليفة، كمرشّحٍ معارِض، أنّه كان لتلك الإنتخابات، ومن خلال اكتشافه ما كان يجري في كواليسها، صندوقها الأسود، من هنا، فلقد جاء هذا الكتاب شَهادة ً حيّة ودامغة على لا ديموقراطية “الثنائي الشيعي” بوقائع ما جرى في تلك الإنتخابات بسببٍ من وجود هذا الصندوق الأسود.

لِلتَّبصُّرِ بمَصِير مجتَمَعٍ تَغييريٍّ

لذلك فإنّ هذا الكتاب/ الشَّهادة، قد اختتمه الكاتب، بالتكرار التأكيديّ الآتي: “عودٌ على بدء، حيث الإنتخابات أكثر من صندوق اقتراع يخرج منه فائزون وخاسرون، ويرعاه لاعبون وجهات ومراكز قوى وتأثير من جمعيات ومنصّات وأحزاب وأفراد وعائلات… تصبح الإنتخابات أيضاً صندوقاً أسود يحفظ ذاكرة الأحداث، بل يُعيد قراءتها للتّبَصُّر بنتائجها وبمسارها وبمصير مجتمَعٍ أراد بالعملية السياسية أن تَكون عنوان نِضالٍ ويتوسّل التغيير من خلالها… ولهذا النضال – والحديث، تتمّة… (والقول هنا للكاتب مضيفاً) وللتغيير موعدٌ قادمٌ حتماً!”.

من مَحاور الكتاب

كثيرةٌ هي مَحاور هذا الكتاب، ونذكر، هنا عَنَاوينَ بعضها:

– الإنتخابات النيابية: صندوقُ اقتراع وصندوقٌ أسود.

– على درب التّرشّح: همومٌ وأحلام

– تحريك مياه الجنوب الرّاكدة.

– الشيعية السياسية : موتُ السياسة.

– مواجهة الشيعية السياسية بالعلمانية: المشروع السياسيوالتزامات المرشَح

– دائرة الجنوب الثانية: جفن الرّدى.

– العنف الإنتخابي للثنائي الشيعي (1): تلفيقُ الخيانة والعمالة.

– العنف الإنتخابي للثنائي الشيعي (2): الإتهام بالرّدّة.

– العنف الإنتخابي للثنائي الشيعي (3): افتعال الحوادث الأَمنيّة.

– مجلس الثنائي الشيعي الأعلى.

– صناعة الإنتخابات: المُرافَقة المِهنِيّة – دروس الأيام الآتية.

صندوقُ اقراعٍ وصندوقٌ أسود

ومما جاء تحت العنوان الأوّل ، الذي هو: “الإنتخابات النيابية: صندوق اقتراع وصندوقٌ أسود” وهو نصٌّ جاء بمثابة تقديمٍ لهذا الكتاب: نقتطف الآتي:

“صندوق الإقتراع غير كافٍ للديموقراطية والحُرِّيَّات، حتّى في المجتمعات الأكثر ديموقراطيةً في العالم الحرّ ؛ فكيف بمجتمعاتنا التي تعاقر الحرية بالإكراه، وتمارس اليموقراطية بالشكل فقط؟”

مثلّث العنف الإنتخابي للثنائي الشيعي : تلفيق الخيانة والعمالة والإتهام بالّردّة وافتعال الحوادث الأمنِيّة

قبل صندوق الاقتراع وفي الطريق المؤدية إليه، تأتي الحقوق المتكاملة للمواطنين – السياسية والمدنية والإجتماعية والإقتصادية والقانونية وحتى الثقافية، والأدوار المكتملة للدولة كجهازٍ ناظِمٍ للمجتمع، بلا أولويات ولا تجزئة – أدوار حفظ الأمن ومراقبة الإنفاق العام والمحاسبة العمومية والنزاهة والشفافية وتكافؤ الفرص، والحرّيات الفردية والعامة، وقيم الديموقراطية كافة… “.

دون ذلك، قد يخرج من صندوق الاقتراع، بإسم الديموقراطية وعلى الرغم منها، شياطين وسفلة ومتطرفون ومتعصبون وطغاة، فتستبدّ الأكثرية وتتعسّف بممارساتها، أو تُرهب زمرةٌ مستحكمة أو ثلّة مستقوية بغلبتها مجتمعَاً بأسره وتخنقه بالأدوات المُعدَّة بالأصل لتحريره ونَمائه.

” … واحتكر الثنائي الشيعي ، في أدبياته المكتوبة ووسائل إعلامه وخطابات رموزه ومحازبيه ومؤيديه، القضايا الوطنيةالكبرى، كالمقاومة والتحرير والدفاع وحفظ الثروات العامة والذود عن الكرامة الوطنية – لكأنّ هذه القضايا صنفٌ تجاري بوكالةٍ حصرية مطوّبة باسم الثنائي الشيعي، لا شريك له ولا منازع ولامنافس”.

والسياسة التي درج عليها الثنائي الشيعي أو “الشيعية السياسية” – آخر تحولات الصيغة الطائفية اللبنانية، هي مجموعة ممارسات تخرج عن القانون والنظام العام وإجماع اللبنانيين وقدرهم السياسي والإجتماعي، وتقف بوجه طموحهم للتغيير . وهي اليوم تتموضع بارتباطاتها الإقليمية، خارج جغرافيا الدولة الوطنية بحدودها السياسية المعترف بها دوليّا وشبكة علاقاتها الخارجية. أكثر من ذلك، تقف الشيعيةالسياسية اليوم على نقيضٍ حادّ مع الخط الوطني الذي خرج به السيد موسى الصدر ليلاقي الفضاء الأرحب للإجتماع اللبناني في غنى تعدديته، وفكر السيد محمد حسن الأمين العلاّمة العلَم في مقاربته لمسائل الدولة والمواطنة المدنية، ووصايا الإمام محمد مهدي شمس الدين للشيعة ومتمّمات اندماجهم في أقوامهم. وبالمقابل، تمّ الترويج لمظاهر في الدين والسياسة والثقافة والتربية على نقيض قيم المجتمع اللبناني المتّسم بالحرياتوالإنفتاح واللاعنف.

وسارت الشيعية السياسية بأفعالها هذهوممارساتها ومظاهرها المرافِقة، على نقيض ثقافة القانون والدستور وانتظام عمل المؤسَّسات، وعكس التجارب المتمثلة بعدد من وجوه الطائفة الشيعية، كالرئيس حسين الحسيني مثلاً ، عرّاب اتفاق الطائف ودستوره المدني، والساعي لإقامة النظام واستعادة الدولة. “إزاء هذا الواقع الغاشم والقابض بأدواته الظالمة والمظلمة علىالجنوب وكل الوطن اللبناني، تصبح الإنتخابات في مواجهةالثنائي الشيعي في عقرداره، أبعد ما تكون عن المنافسةالديموقراظية، وأكثر بكثير من مجرد التّرشّح كحقٍ سياسيّ يكفله القانون، وأشبه بالإصطدام المحتوم وحوادث العنف، معأضرارٍ محسوبة وغير محسوبة.

هذا الكتاب هو : ذاكرة حوادث دائرة الجنوب الإنتخابية الثانية في مواجهة الثنائي الشِّيعي كضرورةٍ ملحّة لمقاربة عملية الإنتخابات النيابية في الـ2022 وتقييمها كمحطةٍ نضالية ورمزية سياسية وطنية وأخلاقية في ظروفٍ لا ديموقراطية

“ويصبح للإنتخابات عندئذ صندوقها الأسود – وهو الآخر يستلزم فتحه وفرزه وإعلان ما يحتويه، لأنه حافظ الذاكرةوالدليل إاى تحديد المسؤوليات، بموازاة استعادة شريطالأحداث وما آلت إليه. هو جسر العبور لِتعرّف ما كان يجريفي الكواليس والترتيبات ما خفي منها وما بان، وتفاصيل لميُفرج عنها بعد أو لم تخرج في حينه إلى العلن، عفواً أو قصداً، حول تشكيل اللوائح، والعوامل التي رافقتها، والنيرانالصديقة وأفخاخ الضرورة والأدوار المرسومة أو الملتبسة لمختلف الأفرقاء من أفراد أو مجموعات أو أحزاب حلفاء وداعمين، وخصوم ومحازبين، ومؤيدين ومحابين ومرتزقة وذباب إلكتروني، ومفاوضات وعثرات والتزامات وحوادث وحملات بالنار وباللحم الحي وبالكلمات…

اقرأ أيضاً: بين إعادة تأهيل «المتاولة».. و«تغيير» دولة لبنان الكبير!

“الصندوق الأسود للإنتخابات هو ذاكرة حوادث دائرة الجنوبالثانية في مواجهة الثنائي الشيعي. وهو الضرورة الملحّة لمقاربةعملية الإنتخابات اللبنانية الأخيرة (2022) وتقييمها، لا منباب فرز أصوات صناديق الاقتراع وتوزيعها وموازين الغلبةوالأكثرية فقط، بل كمحطة نضالية وذات رمزية من محطات العمل السياسي والالتزام الوطني والأخلاقي في ظروفٍ لا تشبه الديموقراطية ومقتضياتها وثقافتها.

السابق
بين شركات وأفراد.. عقوبات اميريكية جديدة تُرنّح «حزب الله»
التالي
صدمة لجمهورها.. ألمانيا تودع المونديال وتخرج رغم فوزها على كوستاريكا