علييف: سندافع عن الأذريين داخل إيران..خامنئي يتشدد ضد المحتجين ويلوّح بتصعيد إقليمي!

ايران احتجاجات

الاحداث مستمرة في ايران للشهر الثالث على التوالي، يستمر النظام الايراني بقمع الاحتجاجات السليمة في مختلف المحافظات الايررانية ولا سيما في كردستان ايران وهي التي تتحدر منها الشابة التي قضت بسبب التشدد في الحجاب والقمع الامني مهسا اميني في 16 ايلول الماضي.

 وتلبية للدعوات التي أطلقت سابقاً من أجل الاحتجاج تضامناً مع أهالي المناطق الكردية لاسيما، كردستان، تجمع طلاب جامعة العلم والثقافة في العاصمة الإيرانية طهران ، اليوم السبت. وهتف الطلاب منددين بـ”جرائم وانتهاكات” السلطات، وصدحت أصواتهم بعبارة ” الموت لولاية الفقيه”.

صور المعتقلين

كذلك، تجمع طلاب كلية النسيج بجامعة أميركبير للتكنولوجيا، وراحوا يغنون سوياً، تضامناً مع زملائهم المعتقلين في السجون. كما حملوا صورهم مطالبين بإطلاق سراحهم، بحسب ما أفادت شبكة “إيران إنترناشيونال”. إلى ذلك، شهدت مدينة أصفهان وسط البلاد أيضاً، تظاهرة احتجاجية حاشدة لطلبة جامعة أصفهان للتكنولوجيا. كذلك، نظم طلاب جامعة فارابي في قم وقفة احتجاجية، منددين بقمع السلطات والاعتقالات التعسفية التي طالت طلاب الجامعة.

سبت أسود

وكان طلاب 7 جامعات في طهران دعوا في وقت سابق إلى تنظيم تجمعات احتجاجية مشتركة اليوم، تحت عنوان “سبت أسود للجامعة”، من أجل إدانة “العنف والرصاص وقمع الجامعات والأعمال الخارجة عن القانون ضد الطلاب واعتقالهم وفصلهم عن الدراسة”. أتت تلك الدعوات بعدما شهد العديد من المناطق الكردية توتراً كبيراً أمس ومواجهات مع الأمن، مع تواصل التظاهرات فيها بشكل مستمر. فيما أعلن الحرس الثوري، ضمن حملة تهدف لاحتواء الاحتجاجات، تعزيز وجوده العسكري في تلك المناطق المضطربة.

غضب عارم

وتتهم السلطات الإيرانية الدول الغربية بتأجيج الاضطرابات التي تفجرت منذ مقتل الشابة الكردية مهسا أميني، كما تتهم المحتجين في مناطق الأقليات العرقية بالعمل نيابة عن جماعات انفصالية معارضة. علماً أن البلاد تعيش حراكاً وانتفاضة غير مسبوقة، منذ وفاة أميني في 16 سبتمبر الماضي، بعد 3 أيام من اعتقال من قبل الشرطة الدينية. فقد أشعلت وفاتها غضباً عارماً، سرعان ما تحول إلى ما يشبه “الانتفاضة” من قبل الإيرانيين والإيرانيات، من جميع طبقات المجتمع، ما شكل أحد أكثر التحديات جرأة للزعماء، ورجال الدين الذين يحكمون البلاد، منذ ثورة 1979 التي صعدت بهم إلى السلطة.

كريمي يهاجم النظام

ومرة جديدة هاجم لاعب منتخب إيران لكرة القدم السابق، علي كريمي، المعروف بدعمه للاحتجاجات في بلاده إثر وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، النظام وقوات الأمن. فبعد فوز منتخب إيران أمس الجمعة، على ويلز بهدفين دون رد بالجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية لمونديال قطر 2022 في كرة القدم، أشار كريمي إلى احتفال قوات الأمن الإيرانية بهذا الفوز. كما كتب في خاصية الستوري على حسابه في إنستغرام: “رقص وفرحة وحوش النظام ليست من أجل فوز المنتخب الوطني، بل من أجل انتصار فكر النظام”، مضيفاً: “إذا لم نتحد فسوف يرقصون على جثثنا”.

مقاضاة كريمي

وتثير مواقفه من التظاهرات غضب السلطات الإيرانية، لدرجة أن القضاء أعلن في وقت سابق من الشهر الحالي مقاضاة كريمي الذي انتقل لمنفاه في كندا. يأتي ذلك بينما تستمر الاحتجاجات في إيران إثر وفاة أميني البالغة 22 عاماً في 16 سبتمبر الفائت. فيما قابلت قوات الأمن هذه التظاهرات بعنف، واعتقلت آلاف الأشخاص وقتلت المئات.

السجن أو الموت

يشار إلى أن لاعبي المنتخب الإيراني أدوا أمس النشيد الوطني قبيل مباراتهم مع ويلز، بعدما امتنعوا عن ذلك في المباراة الأولى ضد إنجلترا، في لفتة فسرت على أنها تضامناً مع التظاهرات. وكشفت صحيفة The Sun البريطانية أنه تم تحذير اللاعبين من أنهم قد يواجهون السجن أو الموت عند عودتهم إلى ديارهم بعد رفضهم ترديد النشيد قبل مباراتهم الافتتاحية في كأس العالم أمام إنجلترا الاثنين الفائت. إذ وجه مسؤولون إيرانيون ورجال دين تهديدات مبطنة بعقاب اللاعبين قبل مباراة أمس. ولعل هذا ما دفع اللاعبين إلى التراجع، هرباً من مصير رهيب قد يهددهم.

شدد على أن «التفاوض لن يحلّ مشكلتنا مع الأميركيين» ..خامنئي يؤكد أن الغرب لن ينجح في إسقاط النظام

وقال المرشد الأعلى علي خامنئي، إن دول الغرب لن تنجح في مساعيها لإسقاط النظام في إيران، مشدداً على ضرورة التصدي لـ«مثيري الشغب»، وذلك في أعقاب الاحتجاجات التي اندلعت في 16 سبتمبر الماضي، إثر وفاة الشابة الكردية مهسا أميني. وصرح خامنئي، أثناء استقباله وفداً من «قوات التعبئة» في طهران، لمناسبة أسبوع «الباسيج»، بأن «الغرب يسعى لإسقاط النظام الإيراني، ولن يتمكن من ذلك أبداً، وهو قال إنه يريد إسقاط 6 دول قبل الوصول إلى إيران وإسقاطها». ورأى أن «المشكلة ليست أربعة مثيري شغب في الشارع، حتى لو عوقب كل مثير شغب وكل إرهابي… ساحة المعركة أوسع من ذلك بكثير. العدو الرئيسي هو الاستكبار العالمي»، في إشارة إلى الولايات المتحدة وحلفائها. 

إقرأ ايضاً: القمع متواصل..إقالة مدير مصرف في قُم قدّم خدمة لامرأة غير محجبة!

وأضاف «يقول لنا البعض في الصحف والفضاء الإلكتروني إنه يكفي حلّ مشكلتكم مع أميركا وسماع صوت الشعب، لإنهاء الاضطرابات التي بدأت قبل أسابيع». وأجاب «لا. التفاوض لن يحل مشكلتنا مع أميركا، لأنها تمعن في السعي وراء انتزاع التنازلات من إيران». ووفق خامنئي، فإنّ الولايات المتحدة تطالب بتخلّي إيران عن برنامجها النووي وتغيّر الدستور وتحصر نفوذها داخل حدودها وتغلق صناعاتها الدفاعية.

وشدّد على أنّه «لا يمكن لأيّ إيراني قبول مثل هذه الشروط». وتابع أنّ إيران «تحظى بأهمية كبيرة لامتلاكها ثروات كبيرة وموقعاً جغرافياً بين الشرق والغرب، ولذلك عمل الاستعمار ضدها». وأوضح أن «أعداء إيران استهدفوا سورية والعراق ولبنان وليبيا والسودان والصومال لضرب العمق الإستراتيجي لإيران»، في وقت أسهم «الدور الإيراني في العراق وسورية ولبنان في إحباط المشروع الأميركي». كذلك هاجم خامنئي، من يقول إنّه يجب «سماع صوت الشعب». من جهته، قال الرئيس إبراهيم رئيسي، أمام وحدة من «الباسيج» في طهران، «قمتم بأداء رائع خلال مكافحة مثيري الشغب».

مراقبة وتهديد

وأفادت هيئة الإذاعة الكندية، اليوم السبت، بأن إيرانيين يحملون الجنسية الكندية يتعرضون للتهديد والمراقبة من قبل أعضاء تابعين للنظام الإيراني موجودون في كندا.

تهديدات

وأضافت أن بعض هؤلاء المعارضين أبلغوها أنهم تلقوا تهديدات عبر مكالمات هاتفية ورسائل نصية، وأشاروا إلى أن هذه الرسائل حذرتهم من تناول الأوضاع في إيران عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

تقارير موثقة

وكانت المخابرات الكندية قد أعلنت الأسبوع الماضي أن لديها تقارير موثوقة عن تهديدات إيرانية بالقتل ضد أفراد داخل كندا، بحسب هيئة الإذاعة الكندية. فيما قال المتحدث باسم المخابرات الكندية إريك بالسام للهيئة إن التهديدات الإيرانية تشمل المراقبة والترهيب وتستهدف “إسكات من ينتقدون النظام كما تقوض أمن وسيادة البلاد”. من جهتها، قالت منظمة هيومان رايتس ووتش في تقارير سابقة إن الأجهزة الأمنية الإيرانية صعّدت استهدافها لمواطنين إيرانيين ثنائيي الجنسية ومواطنين أجانب.

اعتقالات

كما وثقت حالات 14 مواطنا ثنائي الجنسية اعتقلتهم مخابرات “الحرس الثوري الإيراني” منذ عام 2014، حيث اتهمتهم المحاكم في حالات كثيرة بالتعاون مع “دولة معادية” دون الكشف عن أي دليل. وتشهد إيران احتجاجات شعبية أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات بعد وفاة الشابة مهسا أميني إثر تعرضها للتعذيب على يد الشرطة. لكن الشرطة الإيرانية تنفي ذلك.

توتر مع اذربيجان

في حين تعرضت وكالة أنباء «فارس» الرسمية لقرصنة أمس الأول، ظهرت حشود عسكرية ودعوة وغداة إرسال سلطات طهران تعزيزات عسكرية إضافية من القوات الخاصة لتحصين الحدود الشمالية والشمالية الغربية مع أذربيجان والعراق ومنع تسلل عناصر من جماعات كردية معارضة للداخل الإيراني، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والسفير الإيراني في بغداد محمد كاظم آل صادق، مواصلة الاجتماعات بين بغداد وطهران في الملف الأمني، بـ «الشكل الذي يحفظ سيادة البلدين ويحقق مصالح الشعبين، ويرسّخ أمن المنطقة واستقرارها». ونقل السفير دعوة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للسوداني إلى زيارة الجمهورية الإسلامية، كما شهد اللقاء التباحث في مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، بعد سلسلة هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة انتحارية شنها «الحرس الثوري» على مناطق في إقليم كردستان العراق لاستهداف العناصر الانفصالية التي يتهمها بتأجيج الاحتجاجات المشتعلة في المحافظات الإيرانية الغربية. التوتر الأذري وفي وقت يتواصل التوتر بين الجمهورية الإسلامية، التي تتهم قوى إقليمية ودولية بتأجيج الاحتجاجات التي صاحبتها صدامات أخذت طابعاً عرقياً خاصة بمناطق تسكنها الأقليات الكردية بالغرب والأذرية بالشمال والبلوشية السنية بالشرق، وجارتها الشمالية أذربيجان، قال الرئيس الأذري إلهام علييف خلال افتتاح مؤتمر دولي في باكو أمس الأول: «سنبذل قصارى جهدنا لحماية أسلوب حياتنا والبنية العلمانية لأذربيجان والأذربيجانيين، بما في ذلك الأذريين الذين يعيشون في ⁧‫إيران⁩. إنهم جزء منهم أمتنا».

وفي كلمة في المؤتمر نفسه، أعلن علييف أنّ أذربيجان «اتخذت قراراً بفتح سفارة لدى إسرائيل، بالإضافة إلى مكتب تمثيلي في فلسطين، بناء على مصالحها الوطنية». وأضاف: «أنا على يقين من أن هذا القرار سيخدم عمل تعزيز السلام. وهذا يعني إقامة تعاوننا الطويل والمثمر جداً مع هاتين الدولتين».

وقوبلت خطوة باكو باتجاه الدولة العبرية بمعارضة شديدة من طهران التي تتهمها بمنح إسرائيل منصة حدودية للإضرار بها. إدانة أممية وجاء ذلك في وقت اتهم ممثل روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا الولايات المتحدة بارتكاب خطأً جوهرياً بإثارة قضية «مزاعم توريد أسلحة من إيران إلى روسيا» خلال مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن عام 2018. قصف في سورية من جهة ثانية، أفاد الجيش الأميركي بأن صاروخين استهدفا قاعدة دورية أميركية في شمال شرق سورية لكنهما لم يسفرا عن وقوع إصابات أو أضرار، فيما ذكر «المرصد السوري»، أن «ميليشيات موالية لإيران تقف خلف الهجوم. وأضاف الجيش الأميركي أن قوات سورية الديموقراطية (قسد)، المدعومة من واشنطن تفقدت موقع إطلاق الصاروخين وعثرت على صاروخ ثالث لم يطلق باتجاه القاعدة الواقعة في مدينة الشدادي والتي تضم إضافة للجنود الأميركيين جنوداً من بريطانيا وفرنسا.

السابق
عن هويات الأقليات القلقة المسيحية والشيعية
التالي
الطريق إلى رئاسة الجمهورية (10) إلياس الهراوي.. «الزحلاوي الظريف» العابر بلبنان من الحرب إلى السلم!