الانسحاب من خيرسون.. هل غرق الدب الروسي في المستنقع الاوكراني؟!

اوكرانيا روسيا
أعلن الجيش الروسي، أمس الخميس ، أنه بدأ سحب قواته من خيرسون الأوكرانية، بعد يوم على إعلانه الانسحاب من الضفة اليمينية لنهر دنيبرو حيث تقع عاصمة المنطقة. واستعاد الجيش الأوكراني الأربعاء بلدة في منطقة خيرسون الأوكرانية، التي أعلن الروس انسحابهم منها جزئياً تحت ضغط هجوم مضاد أوكراني، وفق ما أعلن الخميس قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني.

وتمثل مغادرة خيرسون واحدة من أكبر عمليات الانسحاب الروسية، وقد تشكل حسب مجموعة من المتابعين، نقطة تحول في الحرب التي تقترب الآن من اتمام شهرها التاسع.

هكذا بدا واضحا، أن الروس بدأوا يخسرون في خيرسون، التي باتت كما يبدو تشكل عبئا على القوات الروسية بالمقاييس العسكرية، فيما القوات الأوكرانية تبدو مصممة على المضي قدما نحو السيطرة على خيرسون واسترجاعها، خاصة في ظل تقدمها الميداني ونجاحها في استعادة مناطق عديدة من المقاطعة.

هزيمة للجيش الروسي

تمثل خسارة خيرسون ضربة رمزية استراتيجية للكرملين، وهي المدينة الاستراتيجية التي تتحكم بمدخل مقاطعات القرم، التي ضمتها موسكو للاتحاد الروسي، لذلك فسيكون الانسحاب الروسي ذا أهمية محطمة لآمال الروس لعدة أسباب:

أولاً، حرر الأوكرانيون حتى الآن المدن والبلدات والقرى الصغيرة. وسيكون تحرير مدينة أكبر مثل خيرسون من القوات الروسية نجاحا كبيراً يمكن أن يبشر بسلسلة مستقبلية من المناطق الحضرية المحررة، وبحسب الخبراء العسكريين، ستكون هذه بداية نهاية الحرب وربما نهاية الجيش الروسي كقوة قتالية فعالة، وقد ينخرط الجنود الروس في مزيد من العصيان والفرار مع هبوط المعنويات.

ثانيًا، سيكون تحرير خيرسون صفعة هائلة على وجه بوتين، أشار بعض المحللين إلى أنه قد لا ينجو منها، فالانسحاب سيقوض بالتأكيد شعبية بوتين لدى جماهيره الذين يعتقدون أنه معصوم من الخطأ، وكذلك سيفقد شرعيته بين النخب السياسية والاقتصادية.

وبحسب محلل سياسي في قناة الحرة فان “هزيمة كبرى مثل خيرسون يمكن أن تخلق بسهولة الظروف التي تحدث الانقلابات في العادة، وحتى لو نجا بوتين من انقلاب، فسيكون أضعف بكثير وسيفتح الباب أمام صراع شرس على السلطة بين الخلفاء المتنافسين”.

سيكون تحرير خيرسون صفعة هائلة على وجه بوتين.. وأشار بعض المحللين إلى أنه قد لا ينجو منها

ثالثًا، سيكون تحرير خيرسون بمنزلة دفعة هائلة للأوكرانيين الذين سترتفع معنوياتهم ويكونون قادرين على استغلال هذا الزخم، في انتصارات أخرى على جبهة القتال، وستعزز تصميمهم على الصمود في الشتاء البارد القادم.

تحول موازين القوى

ورغم أنه من الصعب معرفة ما يحدث على أرض الواقع، وكشف نوايا الطرفين يقول محللون إن ان سبب الانسحاب المباشر للقوات الروسية، تنطلق من أن عليهم أن يجتازوا الشتاء بأقل الخسائر، وقد بدأ الروس يحضرون فعلا منذ مدة لإخلاء المنطقة، حيث نقلوا المعدات الثقيلة ودمروا تدريجيا الجسور كما خلفوا وراءهم متفجرات وألغام، لإبطاء تقدم الجيش الأوكراني المتفوق عسكرياً، ويمتلك معنويات عالية بعد سلسلة انتصارات مقابل معنوية منخفضة لدى الجنود الروس، الذين يعتبرون انفسهم أنهم ضحايا لحرب عبثية، وبالتالي فقد بدأ قسم منهم يرفض القتال.

تحرير خيرسون دفعة هائلة للأوكرانيين الذين سترتفع معنوياتهم ويكونون قادرين على استغلال هذا الزخم في انتصارات أخرى على جبهة القتال

في المقابل، ورغم ان هزيمة خيرسون هي بداية الهزيمة العسكرية الشاملة لروسيا في اوكرانيا، حسب محللين عسكريين، وذلك بسبب الموقع الاستراتيجي للمدينة كونها بوابة القرم، فقد ذهبت تحليلات لاعتبار ما يحدث مقدمة للعودة لطاولة المفاوضات، خاصة أن الحرب شارفت على نهاية شهرها التاسع وسط مؤشرات قوية تفيد باستحالة حسم الأزمة عسكرياً. وبما أن الشتاء مقبل، فلا بد من اغتنام فرصة الهدوء في هذا الفصل للجلوس على طاولة المفاوضات، لا سيما أن تحركات دبلوماسية تجريها الولايات المتحدة أخيراً بغية إنهاء القتال.

وكانت إدارة الرئيس جو بايدن، فتحت قنوات اتصال مباشر مع روسيا وضغطت على زيلينسكي للانفتاح على التفاوض مع موسكو، حسب ما نقلت أمس صحيفة واشنطن بوست، فالتوقيت قد يفهم منه أن الانسحاب ربما يكون خطوة روسية في سياق الحديث المتواتر عن بدء المفاوضات لوقف الحرب، خاصة في ظل ما سربته الصحيفة الصحيفة الاميركية آنفا، مؤكدة أن الادارة الأميركية نصحت كييف بإبداء المرونة حول الحوار.

السابق
«إيراني عالق في لبنان لانتقاده خامنئي».. والأمن العامّ يوضح!
التالي
نصرالله يُشكك بالضمانات الأميركية في اتفاف الترسيم.. ويُفنّد مواصفات الرئيس الجديد