اول إختبار لمفاعيل ما بعد الترسيم.. مناورة إسرائيلية مفاجئة و«سلسة»!

مناورة إسرائيلية على الحدود مع لبنان، هو خبر عادي، أعلنت عنه قيادة جيش الاحتلال الاسرائيلي، مر الخبر
مرور الكرام في لبنان، دون أي ضجيج، خلافا لكل المناورات السابقة التي تحاكي حربا مع لبنان.

المناورة جاءت بعد عشرة أيام فقط، من تسليم ورقة التفاهم ( الاتفاق ) حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في منطقة رأس الناقورة

هذه المناورة، التي تزامنت مع خرق لطائرات الاستطلاع الاسرائيلية للاجواء اللبنانية، وصفت ب”المفاجئة”، و تحصل من دون تقديمات وتهديدات مسبقة، كما جرت العادة من قادة الحرب في اسرائيل، وقد جاءت بعد عشرة أيام فقط، من تسليم ورقة التفاهم ( الاتفاق ) حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في منطقة رأس الناقورة، بوساطة اميركية ورعاية اممية، حيث سادت اجواء من التفاؤل على جانبي الحدود، من قبل المهللين لإنجاز اتفاق الترسيم، قابلها ادانات لبنانية للاتفاق باعتباره تنازلا عن كثير من الثروة والسيادة اللبنانيتين. و وكذلك، مواقف رافضة في اسرائيل، على رأسها رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، الذي فاز باغلبية في انتخابات الكنيست الاسرائيلي الأخيرة، وكان احد شعاراته الانتخابية الغاء الاتفاق الذي وقعته حكومة لابيد.

في حين، سجل ترحيب دولي وعربي بالاتفاق، الذي وصف ب’التاريخي”، ومن شأنه سيادة الهدوء لفترات طويلة، نظرا لحاجة الطرفين اللبناني والاسرائيلي، إلى استخراج الغاز من حقولهما، التي كرسها اتفاق الترسيم وازيلت عنها صفة (متنأزع عليه) وخاصة حقل كاريش الذي صار حقلا اسرائيليا بامتياز ، بموجب تبني لبنان للخط ٢٣ والتخلي عن الخط ٢٩، بينما بقيت اسرائيل شريكا في حقل قانا بنسبة ١٧ بالمئة كون جزء من هذا الحقل يجتاز الخط ٢٣ جنوبا.

لا مصلحة اطلاقا لإسرائيل في تطيير الاتفاق، رغم مغالات نتنياهو وتصريحاته

فاتفاق الترسيم، الذي مضى إلى خاتمته بسلاسة نسبيا، ولد، بحسب مصادر متابعة لملف الترسيم لـ”جنوبية”، في “مرحلة تقاطع محلي واقليمي ودولي، وحاجة لبنانية واسرائيلية اقتصادية على وجه التحديد، لم يخل من نقاط قد تعيق تنفيذه، خصوصا لناحية استمرار اسرائيل بخط العوامات الراهن، الذي يسجل عليه لبنان تحفظا إلى جانب النقاط البرية، ومنها نقطة B1 الاستراتيجية في رأس الناقورة”.

الاتفاق أعطى اسرائيل ما كانت تطمح إليه، لا سيما ملكية حقل كاريش بالكامل

وأكدت المصادر ان “لا مصلحة اطلاقا لإسرائيل في تطيير الاتفاق، رغم مغالات نتنياهو وتصريحاته”.

ورأت ان الاتفاق “أعطى اسرائيل ما كانت تطمح إليه، لا سيما ملكية حقل كاريش بالكامل، إضافة إلى حصة في حقل قانا وهدوء غير معلن على الحدود، بينما ينتظر لبنان إجراءات مرحلة طويلة من الاستكشاف والتنقيب والاستخراج، تزامنا مع تواصل الانهيار الاقتصادي”.

وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قد اطلقت قنابل مضيئة فوق منطقة مارون الراس على الحدود اللبنانية الفلسطينية على مقربة من بنت جبيل وذلك تزامنا مع المناورات التي يجريها جيش الاحتلال الاسرائيلي منذ الصباح على طول الحدود مع لبنان.

السابق
فاجعة تضرب كوسبا الكورانية..3 من شبابها قضوا في الإغتراب!
التالي
«حزب الله» في هجوم على السفير السعودي: يريد ملىء فراغ الحريري