الطلاب يتصدرون الاحتجاجات في ايران ويهتفون: الموت للدكتاتور!

في رأي عدد من الخبراء المختصين بالشأن الايراني، ان الانتفاضة الشعبية التي تشهدها حالياً إيران، لم تكن وليدة شرارة مقتل مهسا أميني وحسب، بل هي تعبير عن حالة من الإحباط طالت جيل الشباب الراهن، نتيجة تفشي الفقر والبطالة في البلاد مع ارتفاع الأسعار، واحتكار السلطة وتروات البلاد من قبل الطبقة الدينية العسكرية الحاكمة.

في تكرار لمعزوفة تحميل التدخل الخارجي مسؤولية الاخفاقات في الداخل، قال المرشد الإيراني السيد علي خامنئي، أمس الاثنين، إن الاضطرابات التي تشهدها بلاده منذ وفاة الفتاة مهسا أميني كان “مخططًا لها مسبقًا”، واتهم “أمريكا والكيان الصهيوني” بالوقوف خلف تلك الاضطرابات. 

هذا فيما بدأت مساء الأحد تظاهرات ليلية غاضبة في مدن إيرانية عدة مع دخول الاحتجاجات أسبوعها الرابع منذ وفاة مهسا أميني في 16 أيلول الماضي، بظروف غامضة خلال اعتقالها من قبل “شرطة الأخلاق” الإيرانية. 

ويواصل المتظاهرون الإيرانيون مواجهة النظام الاستبدادي بهتافات “الموت للديكتاتور”، وهو شعار يستهدف حكم القبضة الحديدية للمرشد وفقا لشبكة “فوكس” الإخبارية الأميركية. 

الاحتجاجات تتصاعد 

بالتزامن مع استئناف الاحتجاجات في الجامعات والمدارس، أعلنت السلطات الايرانية مقتل اثنين من عناصر الباسيج والحرس الثوري الإيراني في تجمعات السبت الماضي. وأضرم أهالي سنندج، مساء الأحد الماضي، النيران في الشوارع لإغلاق طريق رجال الأمن ورددوا هتافات “الموت للديكتاتور”. 

 اخترقت مجموعة إيرانية، تطلق على نفسها “عدالت علي”، التلفزيون الإيراني صورة لخامنئي  محاطاً بألسنة اللهب، وصوراً لنساء إيرانيات قتلن خلال الاحتجاجات  

وتستمر التجمعات الطلابية في الجامعات الإيرانية للأسبوع الرابع، حيث نظم الطلاب احتجاجًا في جامعة العلامة طباطبائي في طهران. واجتمع طلاب جامعة أراك، وهم يهتفون: “لا تخافوا، لا تخافوا، نحن معا، كما نزل عدد من تلاميذ المدارس إلى شارع بيروزي بطهران وهتفوا: “هذا العام هو عام الدم، ستتم فيه الإطاحة بالمرشد خامنئي”.ومثلهم خرج تلاميذ المدارس في حي “صادقية” بطهران إلى الشوارع وهتفوا ضد المرشد خامنئي .

وأظهرت مقاطع فيديو أشخاصاً يتجمعون ليلاً في مدن طهران، وسنندج في إقليم كردستان، ومهاباد في محافظة أذربيجان الغربية، وزنجان، عاصمة محافظة زنجان. 

وفي المقابل، كشف مساعد وزير الداخلية الإيراني للشؤون الأمنية، مجيد مير أحمدي، عن غضب النظام لعدم توقف الاحتجاجات، وهدد: “من الآن فصاعدا لن يتم الإفراج عن المعتقلين حتى تتم محاكمتهم، وستتم المحاكمات بسرعة، وستصدر بحقهم أحكام حازمة ورادعة”. وصرح قاسم أموابديني، نائب وزير العلوم الإيراني، مهددا طلاب الجامعات المضربين، ويقول إن الغياب لأكثر من ثلاث مرات عن الصف الدراسي سيؤدي إلى “شطب اسم الطالب وحرمانه من الامتحان”. 

واخترقت مجموعة إيرانية، تطلق على نفسها “عدالت علي”، التلفزيون الإيراني خلال بث نشرة الأخبار المسائية، السبت، كلمة للمرشد علي خامنئي، ونشرت بدلاً منها صورة له محاطاً بألسنة اللهب، وصوراً لنساء إيرانيات قتلن خلال الاحتجاجات الأخيرة. 

الطلاب لرئيسي: اغرب عن وجهنا! 

وأقدمت قوات الأمن خلال الساعات الماضية على اعتقال تلاميذ من داخل مباني المدارس، واقتادتهم على متن شاحنات لا تحمل لوحات ترخيص، بحسب ما أفاد ناشطون، فضلا عن موقع “تصوير 1500” المعروف، والذي اعتاد على نقل صور وفيديوهات الاحتجاجات المختلفة في البلاد. 

كما أغلقت السلطات جميع المدارس ومؤسسات التعليم العالي في محافظة كردستان، لاسيما سنندج التي باتت تشكل “قنبلة موقوتة” بوجهها، في إشارة إلى أن الحكومة لا تزال قلقة بشأن موجة المعارضة هذه التي لا تزال مستمرة بعد أسابيع على وفاة أميني، الشابة البالغة من العمر 22 عامًا. 

وردا على هذه الممارسات قال ناشطون إن طالبات في طهران رددن “اغرب عن وجهنا” خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لحرم جامعتهن، السبت، وإدانته لاحتجاجات المتظاهرين الغاضبين لوفاة شابة في أثناء احتجازها لدى الشرطة. 

أقدمت قوات الأمن خلال الساعات الماضية على اعتقال تلاميذ من داخل مباني المدارس، واقتادتهم على متن شاحنات لا تحمل لوحات ترخيص 

ومع دخول المظاهرات الحاشدة في أنحاء البلاد أسبوعها الرابع، خاطب رئيسي الأساتذة والطلاب في جامعة الزهراء في طهران، حيث وصف فيها “مثيري الشغب” بالذباب. ونقل التلفزيون الرسمي عن رئيسي قوله: “يتصورون أنهم يستطيعون تحقيق أهدافهم الشريرة في الجامعات. إنهم لا يدركون أن طلابنا وأساتذتنا يقظون ولن يسمحوا للعدو بتحقيق أهدافه الشريرة”. 

ويرى خبراء غربيون وإيرانيون أن الاحتجاجات الواسعة التي وصلت لنحو 140 مدينة وقرية إيرانية، والتي يقودها جيل الشباب من طلاب المدارس والجامعات، ربما تؤدي بالنهاية لسقوط نظام حكم رجال الدين الذي يسيطر على السلطة منذ انتصار ثورة الامام الخميني واطاحة حكم الشاه عام 1979. 

إقرأ أيضاً : وجيه قانصو يكتب لـ «جنوبية»: إيران تحدي المعنى والحقيقة

السابق
وجيه قانصو يكتب لـ «جنوبية»: إيران تحدي المعنى والحقيقة
التالي
عبود «يتصدى» لـ«العبث» العوني..وباسيل يتهم «حزب الله» بتأخير الرئاسة!