هذا ما جاء في مقدمات نشرات الأخبار المسائية

القنوات اللبنانية

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون mtv: 

بكتيريا الكوليرا وصلت إلى لبنان، لكن بؤرةَ تمركزِها لا تزال محصورةً ومحدّدةً بمنطقة عكار. علماً أن ثمة تخوفاً من انتشارها بشكل واسع إذا لم يتم تدارك الوضع. في المقابل، بكتيريا السياسيّين معشّشةٌ منذ زمن بعيد في الجسم اللبنانيّ، وهي منتشرةٌ على كلِّ الخريطةِ اللبنانيّة نتيجةَ ممارساتِ مسؤولينَ لا يعرفون معنى المسؤولية. من هنا نفهم كيف أنَّ كبار المسؤولينَ في لبنان إستعجلوا إعلانَ الإنتصارِ في ملف الترسيم، مع أنه لا انتصارَ فيه ولا من ينتصرون! والأنكى أنَّ إسرائيل تراجعت عن السير في الإتفاق في اللحظة الأخيرة، ما أفقد المسؤولينَ في لبنان فرحةَ الإنتصارِ الكاذبِ المتوهّم. وحسب صحيفةِ “إسرائيل اليوم” فإنَّ هناك استعداداتٌ لبدء تشغيلِ منصّة كاريش الأحد، فيما أعلنت القناةُ الثانية عشرة في إسرائيل أن المنظومة الأمنيةَ الإسرائيليّة تستعدّ لاحتمال اندلاعِ مواجهةٍ محدودةٍ مع حزب الله، على رغم التقديرات بأن احتمال وقوعِها ليس عالياً! في هذا الوقت المسؤولون اللبنانيّون بين انتظارَين: إنتظارُ اتصالٍ من هوكستين، أو انتظارُ الملاحظاتِ الإسرائيلية على عرض الوسيطِ الأميركي، واتكالُهم الأكبر في ذلك على واشنطن، علَّ ضغوطَها تنجح في تليين موقفِ  إسرائيل وفي جعل يائير لابيد يسير بخطة الترسيم من جديد. فما أصدق محورَ الممانعة عندما يرهُنُ قرارَه بالموقف الأميركي! وهل من يعرف كيف تحوّلت أميركا، بين ليلةٍ وضحاها عند المحورِ الممانع، من الشيطان الأكبر، إلى … الملاك الحارس الأكبر؟/

حكوميا ورئاسيا، الجمود سيد الموقف لسببين: عطلة نهاية الاسبوع الممتدة الى الثلثاء لمناسبة عيد المولد النبوي الشريف، وتأكُد مختلف المعنيين ان الشروط  الباسيلية  لتشكيل الحكومة، هي شروط تعجيزية الهدف منها عدم تشكيل حكومة ، ما يؤدي بالبلد الى فراغين: فراغ رئاسي، وفراغ على الصعيد الحكومي نتيجة عدم تشكيل حكومة مكتملة الصلاحية. والواضح ان التيار الوطني الحر  سيستغل  الفراغين،  الذي له الاسهام الاكبر  فيهما ، من اجل شحن  الرأي العام المسيحي  وايهامه ان رئيس الوزراء السني حل مكان رئيس الجمهورية المسيحيي. وفي تقدير التيار ان هذا الخطاب سيساعد في  تعويض ضعف الشعبية الذي اصيب به ، كما قد يعيد تعويم صورة الرئيس ميشال عون الخارج من قصر بعبدا مثخنا  بالخيبات المرة والانكسارات القوية والفشل الذريع ! على اي حال، الجمود السياسي المسيطر خرقه السفير السعودي من خلال زيارته مدينة طرابلس، حيث التقى نوابها وفاعلياتها في مسعى واضح  لاعادة  رص الصف السني في غمرة الاستحقاق الرئاسي. فهل تترجم حركة السفير السعودي في  صندوقة  الاقتراع   في الجلسة  الثانية  لانتخاب رئيس الخميس المقبل؟

 توازيا، الاوضاع الاجتماعية -المعيشية   والاقتصادية – المالية على حالها.  فالدولار يلامس سقف الاربعين الف ليرة، ما ينعكس ارتفاعا في الاسعار،  ليس من يعالجه من قبل المسؤولين! بالعكس من ذلك. فاليوم مثلا  قرر مجلس ادارة شركة كهرباء لبنان رفع تعرفة الكهرباء ٢٧ سنتا للكيلواط الواحد. فهل هناك كهرباء في البيوت حتى قررت شركة اللاكهرباء رفع تعرفتها؟

*مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

على رغم الجو المشدود  الذي يخيم منذ اجتماع المجلس الوزاري الاسرائيلي الخميس الماضي  على ملف الترسيم البحري الحدودي بين لبنان والاسرائيليين إلا أن توقعات أوساط سياسية مطلعة تتقاطع مع ما أعلنته وزارة الخارجية الأميركية من تأكيدها أنها ستستمر في العمل مع اللبنانيين والإسرائيليين لحل الخلافات القائمة..وهي تعتقد بأن اتفاقا بين الفريقين بشأن ترسيم الحدود البحرية ممكن.

فرنسا اعلنت عصر اليوم انضمامها الى جهود الوساطة الاميركية بهدف تحقيق الاتفاق.

الموقف الاميركي والبيان الفرنسي وردا  بعدما صدم الاسرائيليون عرض اتفاق الترسيم عندما رفض المجلس الوزاري المصغر ليائير لابيد التعديلات التي طلبها لبنان على عرض عاموس هوكستين لكن مجلس لابيد لم يرفض العرض ككل  بل قدم الفريق الاسرائيلي  ملاحظات على الملاحظات…أوساط أممية توقعت لتلفزيون لبنان أن يؤخذ بالمطلب اللبناني وبالتالي سترجح كفة الوصول الى الاتفاق فيما السؤال: متى؟؟ علما” ان المزايدات الاسرائيلية الانتخابية الداخلية ستستمر حتى انتخابات الكنيست مطلع الشهر المقبل.

في أي حال لبنان الرسمي ينتظر  في الساعات المقبلة رد مكوك المفاوضات غير المباشرة عاموس هوكستين في وقت صحيفة تايمز أوف إسرايل نقلت: أن مسؤولا” لبنانيا” طلب من ادارة الرئيس جو بايدن الضغط من أجل حل المسألة توصلا” الى إبرام التفاهم.. وكانت صحيفة “إسرائيل اليوم”، قد نشرت أمس أن السلطات الاسرائيلية تستعد لإجراء اختبار على ضخ الغاز من حقل كاريش وربما الإثنين. حزب الله من جهته يعتمد الآن موقف التريث.

على مسار المساعي لتأليف حكومة جديدة الجهود مستمرة وإن كانت الوتيرة بطيئة وثقيلة/ وما من جديد  باستثناء استمرار اللواء عباس ابرهيم في حركته المكوكية على المسار ومواقف حزب الله الداعمة.

في الاستحقاق الانتخابي الرئاسي الجلسة البرلمانية الثانية للانتخاب، محددة الخميس المقبل ب 13 تشرين الاول. ويوم الجمعة المقبل في 14 تشرين الأول ستكون أجواء الاتصالات والضغوط الفرنسية على مسار استعجال انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية  محور محادثات وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا التي ستقوم بأول زيارة لها للبنان.. كولونا ستشدد على تحقيق الإصلاحات.. وستكون لها أيضا” في المحادثات انعطافة قوية على ملف الترسيم البحري.

المسار الرئاسي شهد ويشهد كذلك اهتماما” مصريا”-عربيا” آخره عبر جولة السفير حسام زكي الذي عكس اهتمام جامعة الدول العربية القوي بوجوب العمل ومساعدة لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية منعا” للشغور  ومساهمة في حلحلة الازمةالاقتصادية-المعيشية. في الغضون الاتصالات القطرية غير المعلنة والمتعلقة بالترسيم وسواه لا تزال قائمة.

أما النبأ الصحي العام  فهو هاجس داء الكوليرا. وزير الصحة فراس ابيض شدد على ان مواجهة التفتشي تكون أولا وأساسا بالوقاية، بالنظافة والمتابعة.

دوليا الرئيس الأوكراني زيلينسكي اعلن أن قوات كييف استعادت  2500 كيلومتر مربع من الأراضي التي سيطرت عليها روسيا. وأن على الناتو توجيه ضربات “استباقية” لروسيا، وعدم “انتظار الضربات النووية الروسية.. فرد الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن موسكو لا يمكنها أن تتجاهل تصريحات زيلينسكي حول توجيه ضربة نووية استباقية لروسيا وتدعو قادة الدول الأخرى لأن تحذو حذوها في ذلك. إذا صح وترجمت هذه المواقف في حيز التنفيذ في جنوب شرق أوروبا السؤال يطرح موضعيا”: من يسبق الآخر في كبس الزر الأحمر؟؟؟ موسكو اعتبرت تفجير جسر القرم بمثابة اعلان حرب. وماذا بعد.

*مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “ال بي سي”

وكأن لبنان لا تكفيه الملفات المتراكمة، حتى جاءه ملف الكوليرا في أحد مخيمات النازحين السوريين في عكار، عدد الحالات المثبتة مازال قليلا حتى الساعة، وعدد الحالات المشتبه بها أكثر ، فهل ستتمكن وزارة الصحة والقطاعات المعنية من محلية ودولية من ضبط الوضع والحالات؟ أم أن الظروف الصحية غير الملائمة في المخيم ستؤدي إلى تفشِ سريع للوباء؟

في ملف الترسيم يبدو أن هناك نوعا من ” استراحة المحارِب ” حيث لم تُسجل أي خطوة في اتجاه معرفة الرد الاسرائيلي على الملاحظات اللبنانية.

معلومات ترجح أن يكون لبنان قد تسلم الرد الاسرائيلي ، لكن طالما ليس هناك تأكيد رسمي فعندها يتم وضع المعلومة في دائرة عدم تثبيتها.

جديد الترسيم دخول فرنسا على الخط إذ وزعت السفارة الفرنسية تغريدة لوزارة الخارجية الفرنسية، أشارت فيها إلى أن “فرنسا تساهم بنشاط في الوساطة الأميركية الهادفة للتوصل إلى اتفاق حول الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل “، مؤكدة أن “الاتفاق سيعود بالنفع على البلدين وشعبيهما، ما من شأنه أن يسهم في استقرار وازدهار المنطقة”. وقالت: “ندعو جميع الجهات الفاعلة للعمل على ذلك”.

رئاسيا، وقبل خمسة أيام من موعد الجلسة الثانية، حراك لكن لا نتيجة ملموسة حتى الساعة، فالجميع على حالهم والأرقام على حالها ، ولا خرق نوعيا.

وقد يحمل مطلع الاسبوع جديدا ، رئاسيا وعلى مستوى الترسيم ، في كلمة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الثلاثاء المقبل.

وفي الحركة السياسية الديبلوماسية اليوم، زيارة السفير السعودي لمدينة طرابلس، اللافت فيها زيارة لجبل محسن واجتماعة مع مفتي الطائفة العلوية.

دوليا، تطوران في الحرب الروسية الأوكرانية : الأول إعلان الجيش الروسي تعيين قائد جديد لقيادة “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا بعد سلسلة من الانتكاسات على الأرض ومؤشرات استياء متزايدة في ألاوساط العسكرية  بشأن إدارة النزاع. والثاني انفجار سيارة مفخخة على جسر القرم وهو المعبر الأساسي بين شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها موسكو والبر الروسي .

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “ان بي ان”

ضجيج إعلامي كبير ولكن لا موقف رسميا نهائيا. هذا هو الحال في كيان العدو الإسرائيلي في التعاطي مع ملف الترسيم الحدودي البحري مع لبنان.

حتى السفير الأميركي في تل أبيب اضطر للخروج عن صمته والمجاهرة بأن ما يجري في الكيان يندرج في إطار حملة إنتخابية.

في المقابل لبنان غير معني بكل هذا ولا يلتفت إلى كل الصراخ والتهويل. كل ما يعول عليه جواب رسمي من آموس هوكشتاين ليبني على الشيء مقتضاه. فالكرة الآن في الملعب الأميركي وآخر موقف ورد من وزارة الخارجية وفيه أن واشنطن ستواصل العمل مع لبنان وإسرائيل لحل الخلافات القائمة وهي تعتقد بأن التوصل إلى إتفاق لترسيم الحدود  ممكن وفي متناول اليد.

في الداخلي اللبناني لا يبدو التأليف الحكومي في متناول اليد حاليا وحظوظه تراجعت خطوة إلى الوراء ما جعل الرئيس المكلف “غير راغب في النوم في قصر بعبدا حتى تشكيل الحكومة”.

وفي الشأن الرئاسي لا جديد أيضا بانتظار جلسة الإنتخاب الثانية التي دعا الرئيس نبيه بري إلى عقدها الخميس المقبل.

على هذا الخط رصد موقف للسفير السعودي وليد البخاري من طرابلس حيث أشار إلى أن لبنان مقبل على استحقاق رئاسي مؤكدا أهمية إحترام المهل الدستورية.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”

هو ليس فقط استهدافاً لجسرٍ بينَ شبه جزيرة القرمِ والاراضي الروسية، بل تدميرٌ لكلِّ جسورِ الحلِّ بينَ محورينِ وليس فقط بينَ دولتين – كما يراها الروسُ الواقفونَ على مفترقِ خياراتٍ في الحربِ الاميركيةِ عليهم فوقَ الاراضي الاوكرانية..

هو تخطٍّ للخطوطِ الحمرِ قال قادةٌ عسكريون وسياسيون في موسكو، ولا يمكنُ السكوتُ امامَ هذه العمليةِ الامنيةِ التي لا يَقدِرُ عليها الاوكرانيون لوحدِهم – كما قال هؤلاء، حتى اختصرَ وزيرُ خارجيتِهِم سيرغي لافروف الموقفَ بأنَ للصبرِ حدوداً..

وحتى تتضحَ حدودُ الردِّ الروسي على عمليةِ تفجيرِ الاوكرانيينَ للجسرِ الذي يربطُ بينَ القرمِ والاراضي الروسية، فانَ الاميركيين عالقونَ عندَ جسرِ اوبيك بلاس الواصلِ بينَ ضخ النفطِ وحاجةِ السوقِ واسعارِه العالمية، معَ اعتبارِ سياسيِّيهم انَ موقفَ المنظمةِ بتخفيضِ انتاجِها، لعبةٌ روسيةٌ سعودية، وضربةٌ سياسيةٌ مدويةٌ لادارةِ الديمقراطيين في اميركا على ابوابِ الانتخاباتِ النصفية..

ادارةٌ عالقةٌ ايضاً عندَ بابِ اتفاقٍ حولَ الحدودِ البحريةِ بينَ لبنانَ وفلسطينَ المحتلة، واذا كانَ الاعلامُ العبريُ لم يُخفِ غضبَ واشنطن من رفعِ السقفِ الاسرائيلي خلالَ التعاملِ مع مقترحاتِ هوكشتاين والتعديلاتِ اللبنانيةِ عليها، فانَ امكانيةَ الحلِّ على هذا المسارِ لا تزالُ ممكنةً بحسَبِ الاميركيين، ولا بدَّ منها – بحسَبِ الاسرائيليين المقتنعين بأنَ اللبنانيينَ ومقاومتَهم لن يَتراجعوا عن ملاحظاتِهم ومعادلاتِهم، وانَ الاميركيينَ لا يريدون التصعيدَ، وكذلك الجمهورُ الصهيونيُ وقيادتُه الامنية، وبالتالي فانَ خلاصةَ المعادلةِ انَ الحكومةَ العبريةَ ستتراجعُ وتُوقّعُ على الاتفاقِ كما قالَ الخبيرُ الصهيونيُ “يوني بن مناحيم”..

اما قولُ الخارجيةِ الفرنسيةِ في بيانٍ لها حولَ مفاوضاتِ ترسيمِ الحدودِ البحريةِ فكانَ واضحاً لجهةِ تقاطعِها معَ المصلحةِ الاميركيةِ بمنعِ التصعيدِ، وسعيِها لابرامِ الاتفاق، معتبرةً انه سيعودُ بالنفعِ على الجميع..

وللجميعِ كانت رسالةُ جموعِ اليمنيينَ المَهيبةِ والصدّاحةِ في ساحاتِ كبرياتِ المدنِ والمحافظاتِ خلالَ احياءِ المولدِ النبويِّ الشريفِ واُسبوعِ الوَحدةِ الاسلاميةِ، من انَ اهلَ الحكمةِ والايمانِ – ورغمَ الجراحِ والحصار -ِ هم الاكثرُ حضوراً وتمسكاً بنبيِّ الامةِ وقِيَمِهِ الوحدوية، فيما ارضُ مهدِ الرسولِ ومثواهُ غائبةٌ عن المناسبةِ، غارقةٌ في غيرِ احتفالاتٍ واهتمامات..

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “او تي في”

حول انتخاب الرئيس الجديد، لا جديد الا الاصرار على الجلسة الاستفزازية بتاريخها، في ذكرى 13 تشرين، مع ان فشلها محتوم، طالما البعض مصرون على رفض التوافق كمدخل ضروري لانجاز الاستحقاق، بعدما ثبت بالارقام ان اي مرشح من المطروحين لا يمتلك لا اكثرية الثلثين ولا الاكثرية المطلقة من عدد النواب.

وحول الحكومة، لا جديد الا تكرار البعض محاولاتهم الفاشلة سلفا بإعادة عقارب الساعة الى الوراء، والتي لن تضع حدا لها، الا صحوة ضمير محتملة في اللحظات الاخيرة، تعيد المعنيين الى منطق الدستور والميثاق ووحدة المعايير. فكما في اول الولاية الرئاسية، كذلك في نهايتها، لا توقيع الا على ما يكرس الشراكة الوطنية التامة ويؤكد المناصفة الكاملة بلا مزيد من اللف والدوران.

اما حول مفاوضات الترسيم، فلا جديد الا ما يكذب الشائعات السلبية والتمنيات البشعة للبعض بفشل المفاوضات، انطلاقا من منطق النكايات المعروف.

فعلى المستوى الخارجي، مواقف اقليمية ودولية متتالية، من المتوقع ان ترتفع وتيرتها في الساعات والايام المقبلة، تؤكد دعم العملية التفاوضية، والانخراط بها، لتضاف الى تأكيدات اميركية شبه يومية بأن الاتفاق في متناول اليد، وبأن المساعي مستمرة. اما على المستوى الداخلي، فيبدي الجانب اللبناني قلة اكتراث بالتجاذب الداخلي الاسرائيلي، مركزا فقط على ما يصب في مصلحة لبنان والحفاظ على حقوقه، انطلاقا من عوامل القوة السياسية والميدانية المعروفة.

وفي هذا السياق، تؤكد معلومات الاوتيفي ان التفاوض متواصل ليلا نهارا وبوتيرة عالية وان التواصل بين نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب والوسيط الاميركي اموس هوكشتاين مستمر على مدار الساعة، وهو لم ينقطع منذ ثلاثة ايام، ومن ضمنها جلسة تفاوض مطولة عقدت امس عبر الفيديو، واستكملت اليوم. هل سينجز المكلفون بملف التفاوض المهمة؟ و هل سيستفيد لبنان من وحدة موقف مسؤوليه لينتقل الى مرحلة قد تكون بداية المخرج من ازمتة الراهنة، خصوصا في ضوء المواقف الدولية والاقليمية التي تؤشر الى انتهاء العزلة؟ اسئلة مصيرية وساعات وايام حاسمة.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

في عامه السبعين تلقى فلاديمير بوتن هدية معلقة على جسر بتكلفة ثلاثة مليارات دولار . جسر القرم البداية وإعلان لحرب مفتوحة على احتمالات برؤوس نووية حامية رأى فيها الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية للعالم. وفي تحد صارخ للرئيس الروسي احتفل رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني بميلاد القيصر فاستعان بمارلين مونرو لتهنئته وأرفق المعايدة بفيديو كليب للجسر الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا وقد تم تفجيره بشاحنة مفخخة والنيران تتصاعد منه. والجسر نفسه كان بوتين قد أهدى إنجازه لرئيس حكومته ديمتري ميدفيديف قبل ستة أعوام بلوحة فنية حملت عنوان”ورشة العمل” قدمها له بعد جلسة مجلس الدولة الخاص بتشييد الجسر العملاق الذي سيربط روسيا القارية بشبه جزيرة القرم.

وبين الهدايا المتطايرة شظايا على ضفتي الحرب الروسية الأوكرانية “فلت الملق” بوتين غير ضباطه في المعركة والكرملين رأى في التفجير إعلان حرب بلبوس إرهابي أما زيلينسكي الذي يخوض الحرب بالوكالة عن قارتين فقد أخرج المارد الانتحاري من قمقمه وأعلنها تفجيرات متنقلة تستهدف ما وصفها بالبنى التحتية غيرِ الشرعية ودعا أوروبا وأميركا لاستخدام النووي ضد روسيا.

أمام حفلة الجنون هذه دخلت أوروبا وأميركا في سباق المسافات القصيرة لتأمين الغاز البديل عن الغاز الروسي على أبواب الشتاء ووزعت أضلعها السياسية على خطوط مد الأنابيب ولن يكون ملف الترسيم بين لبنان وتل أبيب بمعزل عنها ولهذه الغاية تضع الإدارة الأميركية ثقلها لإنجاز الاتفاق ومعها فرنسا التي دعت خارجيتها الجهاتِ الفاعلة كافة إلى العملِ على ذلك وبحسب معلومات الجديد فإن لبنان لم يتسلم حتى الساعة الملاحظات الإسرائيلية على عرض الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لكنه وعلى ضفة الترسيم الرئاسي شهد حراكا ملموسا على خط الشمال بجولة قام بها السفير السعودي في بيروت وليد البخاري استهلها من دارة آل كرامي واختتمها في أعالي جرود عكار.

في الجولة الاستطلاعية على مسافة أيام من الجلسة الثانية لانتخاب رئيس للجمهورية حمل رئيس تيار الكرامة فيصل كرامي البخاري وصية للمملكة لاستعادة نهج الاستقامة في لبنان وبما أن القلب على الشمال بحسب قول البخاري فقد جال في كل شرايين المدينة والتقى نوابها ومر بجبل محسن فزار مجلسه الإسلامي العلوي قبل أن يتوجه إلى عكار في جولة فرز وضم أفضت إلى موقف دبلوماسي من الاستحقاق الرئاسي إذ قال البخاري نؤكد على أهمية احترام المهل الدستورية وحرصنا على استقرار لبنان يحتم علينا هذه المسؤولية المشتركة اتجاه لبنان.لكن المسؤولية هذه لم تنسحب على أي من الأطراف المعنية بتجنيب البلاد فراغا برأسين وإذا كان ما جمعه الاستحقاق النيابي قد فرقه الاستحقاق الرئاسي فلا مفر من التوافق سبيلا لملىء أحد الفراغين لسقوط الأكثرية من يد كل الأطراف وفي هذا الإطار غرد النائب أسامة سعد قائلا: “بين “السيادي” و”الممانع” ندعو ل”وسط” نيابي… ولترشيح رئيس سياسي وطني مستقل عن المحاور الداخلية والخارجية… رئيس قادر على إدارة حوار وطني برؤية إصلاحية وإنقاذية… نريده حوارا صريحا يعطي للحياة السياسية الحيوية ويساهم بوضع البلد المثقل بالانهيارات على سكة السلامة”. وهكذا تورد الإبل يا سعد.

السابق
الدولار الأسود على ارتفاعه.. كيف أقفل مساءً؟
التالي
«ضخ كاريش» يَنطلق اليوم و«حزب الله» يَتفرج.. ومراوحة حكومية ورئاسية!