إيران تفاوض أميركا والسعودية.. و تُحرّض أذرعتها عليهما!

تبادل سجناء بين اميركا وايران

    في الوقت الذي أعلن فيه بالأمس وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان، إصرار إيران على متابعة المفاوضات حتى النهاية مع الجانب الأمريكي بخصوص إعادة إحياء الاتفاق النووي بين إيران ودول الغرب، حيث أشار إلى أن إيران تعتزم على إبرام اتفاق مستدام مع الجانب الأمريكي، هذا من جانب ومن جانب آخر صرَّح عبد اللهيان أن إيران أنهت الجولة الخامسة من مفاوضاتها مع السعودية في بغداد، وأنه تم الاتفاق على مواصلة المفاوضات الإيرانية السعودية، وأنه تم تنفيذ بعض البنود المتفق عليها من قبل الجانبين، وأن التفاهم الدبلوماسي بين الطرفين في طريقه للوصول إلى خواتيم مرضية .. 

  قال وزير الخارجية الايراني عبد اللهيان إن بلاده ستكون مرحبة باعادة فتح السعودية لسفارتها في طهران

القرار في طهران

   ففي ظل هذا الزحف نحو التفاوض مع الجانبين الأمريكي والسعودي من قبل الدبلوماسية الإيرانية، ترفض إيران رفضاً قاطعاً دخول أذرعتها في المنطقة في مفاوضات مباشرة مماثلة مصرة على بقاء الملفات عالقة لتستمر معاناة شعوب البيئة الحاضنة لما يسمى بمحور المقاومة، التي أوجدها الحرس الثوري للقتال في سبيل مصالح ايران، وليس لتقرير مصيرها السياسي الذي تصنعه القيادات في طهران.

    ففي اليمن ما زال الحوثيون يصرون على المقاطعة والرفض، لأي تواصل مع أركان النظام السعودي لحل الملفات العالقة بين الجانبين، كما لا يزال الحوثيون يطلقون الشعارات المعادية للسياسات الأمريكية بنحو مطلق، رافضين الاستفادة من الدبلوماسية لإحداث انفراج في القضايا الشائك ، سيما الاقتصادية منها .. في وقت يعاني الشعب اليمني من أزمات اقتصادية واجتماعية لا خلاق لها .. 

    وفي العراق يرفض ممثلو السياسات الإيرانية في الدولة العميقة كل الحلول التي تتأتى من الدبلوماسيتين الأمريكية والسعودية، لتستمر حماوة الرؤوس في مواقف القادة العراقيين، وتستمر معها أزمة الحكم والحكومة في العراق، وما يستتبعها من أزمات على الصعيدين المعيشي والنقدي والاجتماعي والاقتصادي عموماً .. ظهرت وتظهر تداعياتها اليوم في تجدد تظاهرات تشرين في الشارع العراقي .. 

هي نفسها سياسة الكيل بمكيالين في قاموس التعاطي الدبلوماسي الإيراني في ملفات الداخل والخارج الساخنة.خصوصاً فيما يرتبط بالمنطقة والتطورات المتسارعة فيها

ابعاد لبنان عن السعودية

    وأما لبنان فما يزال عالقاً بين فكي كماشة السياسات الإيرانية والضغوضات الأمريكية والخليجية، دون سماح إيران لحزب الله باتخاذ موقف ينسجم مع مصالح الدولة والشعب اللبناني بكل أطيافه، وقبل يومين شرح وزير الخارجية الايراني عبد اللهيان موقف بلاده من الازمة مع الرياض فقال:  إن بلاده ستكون مرحبة عندما تكون السعودية مستعدة لإعادة فتح سفارتها في طهران، وإعادة العلاقات لحالتها الطبيعية”، وسبق أن أوضحت طهران أنه ليس لديها أي شروط مسبقة في المحادثات مع السعودية.

 وبذلك يظهر ان ايران تحرم التلاقي العلني بين حزب الله من جهة والجانب السعودي من جهة، في الوقت الذي تتصدر المفاوضات بينها وبين الرياض كل ميادين دبلوماسيتها وسياساتها الخارجية ومساحات الإعلام الإيراني، عن طريق اجتماع ممثلين عن البلدين في بغداد، مراعية ايران لمصالحها الاستراتيجية بالدرجة الأولى، دون أن تحسب حساباً لمصالح شعوب البيئات الحاضنة لأذرعتها في المنطقة، ولتستمر المراسلات من بعيد بين أذرعها والخصوم السياسيين، ولتكون المراسلات السرية وراء الكواليس سيدة الموقف .. 

      فهل ستتوقف سياسة الكيل بمكيالين لدى الدبلوماسية الإيرانية، وهل ستسمح إيران لشعوب البيئات الحاضنة لأذرعتها بتقرير مصيرها وسياساتها في المدى المنظور؟

السابق
بهذا الشكل.. 4 مليارات تدخل إلى لبنان!
التالي
جنبلاط يسأل.. و«حزب الله» يجيب!