استقبلت آلاف الزوار على مدار العام.. نافذة على آثار صور في اليوم العالمي للسياحة

يحتفل العالم في السابع والعشرين من ايلول، باليوم العالمي للسياحة، وللمناسبة اصدر وزير الثقافة محمد وسام المرتضى قرارا بفتح المواقع الاثرية مجانا أمام الزوار ، لإتاحة الفرصة أمام اللبنانيين للتعرف على هذه المواقع في عموم الأراضي اللبنانية، ومنها المواقع الاثرية في مدينة صور كجزء من المدينة، التي إدرجتها منظمة اليونيسكو، على لائحة التراث العالمي في العام ١٩٧٩، حيث تداخل فيها الحقبات التاريخية ، الفينيقية والرومانية والكنعانية و الصليبية والإسلامية وسواها.


وتعد المواقع الاثرية في صور، التي تعود بشكل أساسي إلى الحقبة الرومانية، لا سيما موقع آثار البص، الذي يضم قوس النصر والمدرجات والملعب ومئات النواويس ومتحف الاثار وغيرها، واحدة من المقومات السياحية الكبيرة في المدينة، الى جانب موقع الاثار البحرية، الذي يحتوي على الأعمدة الرخامية والحمامات وخزانات جمع المياه، وأيضا موقع آثار المدينة المتاخمة للحارة القديمة.

سُجل خلال الأشهر المنصرمة من العام الحالي ارتفاع عدد زوار هذه المواقع ليتجاوز العشرة آلاف زائر غالبيتهم من الدول الاوربية وخاصة فرنسا


وسُجل خلال الأشهر المنصرمة من العام الحالي ارتفاع عدد زوار هذه المواقع، ليتجاوز العشرة آلاف زائر غالبيتهم من الدول الاوربية وخاصة فرنسا، في وقت تواصل فيه المديرية العامة للآثار أعمال الحفريات داخل وخارج المواقع الاثرية في محيط المدينة، التي يوجد فيها بقع أثرية، عبارة عن مدافن تعود إلى ما يقرب من ثلاثة آلاف سنة، يعمل على توثيق مراحلها الزمنية، من قبل بعثات أوروبية بالتعاون مع الجامعة اللبنانية، بإشراف المديرية العامة للآثار.

المواقع الاثرية في صور ، شهدت في العام ٢٠١٤ ورشة تأهيل وترميم للانشاءات، التي يعود معظمها إلى اكثر من ألفي عام، وذلك للمرة الاولى منذ العام 1978، وذلك بعد تزايد الاخطار على تلك المواقع والانشاءات، ومنها الحمامات الرومانية وممرات الموزاييك والمسرح الروماني المربع في موقع آثار صور وقوس النصر والحمامان الازرق والاخضر في موقع آثار البص ، ضمن مشروع الإرث الثقافي الممول من البنك الدولي.

المواقع الاثرية في صور شهدت في العام ٢٠١٤ ورشة تأهيل وترميم للانشاءات، التي يعود معظمها إلى اكثر من ألفي عام، وذلك للمرة الاولى منذ العام 1978

وكانت أعمال التنقيب بدأت في العام 1947 في المواقع الأثرية في صور التي تحتوي على حقبات فينيقية ورومانية وكنعانية وصليبية وإسلامية، واعتبرت حينها اكبر حقل حفريات مفتوح في العالم، بمشاركة أكثر من ستماية فرد من الباحثين والفنيين والعمال ، واستمرت لغاية العام ١٩٧٨ تاريخ الاجتياح الاسرائيلي لمنطقة جنوب الليطاني، وأسفرت حينها إظهار مجموعة من المواقع الاثرية أبرزها موقع آثار صور الذي كان يقع على جزيرة صور القديمة، التي عثر فيها على جملة من الإنشاءات تعود إلى الفترة الرومانية، مثل الحمام الروماني والمسرح المربع والقاعات الرياضية وبعض المناطق السكنية. وعُثر أيضاً، في موقع آثار البص، على ميدان سباق العربات الروماني الذي كان يُعتبر ثاني أكبر ملعب من نوعه في العالم ويتسع لأكثر من أربعين ألف متفرج، ومدينة للأموات انتجت عدداً ضخماً من اللقى الفنية التي تجعلها من أفضل ما صنف من الفترة الرومانية في العالم.

قوس النصر

يبلغ ارتفاع قوس النصر ، في موقع آثار البص 21 مترا، ووفق المعلومات التاريخية ، فقد بناه سكان المدينة (صور) في القرن الثاني على شرف الأمبراطور الروماني أدريان، الذي كانت تربطه علاقات جيده بالمدينة والذي جعلها عاصمة اتحادية لولاية الشرق. وقد تم بناء القوس في تلك الحقبة من الحجر الرملي على المدخل الرئيسي للمدينة من ناحية الشرق عند أول الطريق الروماني المرصوفة بحجارة ضخمة.
ويعتبر القوس إلى جانب كونه يرمز إلى حقبة تاريخية مهمة، تحفة معمارية وجمالية، وتتداخل بين حجارته العملاقة أعمدة ضخمة في أعلاها رسومات منحوتة ومصقولة بعناية، كما أنّ الشكل الخارجي كان يتغير مع الذوق العام للمدينة ويغطى بالألوان أو الرخام.

إقرأ أيضاً : خاص «جنوبية»: هكذا أنقذ شاطىء صور «مالية البلدية»!

السابق
الشاعر الراحل حسن العبدالله يتحدث من عليائه الى الشاعر أسعد الجبوري!
التالي
عُثر عليه مشنوقًا داخل كاراج سيارات!