«مراكب الموت» تُغضب طرابلس وتفجعها..وإسرائيل تطالب بـ«ضمانات أمنية» قبل الترسيم!

مركب
"مراكب موت" بالجملة تحمل الطرابلسيين الى مستقبلهم المجهول والمحفوف بالمخاطر هرباً من واقع معيشي مظلم واليم. ومرة جديدة دفع عدد من اللبنانيين اليائسين من دولتهم والهاربين من فقرهم ضريبة باهظة غرقا مقابل مدينة طرطوس بعد انطلاق مركبهم من مدينة المنية الشمالية، وقد لقي 62 حتفهم حتى صباح اليوم بعد غرق مركبهم الذي يضم نحو 120 شخصاً معظمهم لبنانيون وسوريون وفلسطينيون قرب جزيرة ارواد.

 واكدت مصادر سورية أن المركب اللبناني غرق بعد تعطّله، وعمليات البحث مستمرة في الموقع. ونقلت وزارة النقل السورية عن أحد الناجين قوله إنّ «الزورق انطلق من لبنان – المنية منذ عدة أيام بقصد الهجرة، ويحمل على متنه أشخاصاً من عدة جنسيات.

وتكشف مصادر امنية لـ”جنوبية” ان تزايد عمليات التهريب والاتجار بالبشر، يدفع الى خطة امنية محكمة لمنع مدبري هذه الرحلات والسماسرة وتوقيقهم قبل فوات الآوان. وتشير الى ان هناك نقصاً امنياً في المعلومات وان الامر يتم بشكل مفاجىء وعشوائي!

مركب مفقود في ايطاليا؟

وسادت امس حالة من الغضب في طرابلس بعد فقدان مركب على متنه 55 مهاجراً الى ايطاليا، خصوصا ان المعلومات متضاربة حيال انقاذ سفينة المانية ل 398 شخصا بينهم 178 قاصرا  بينهم 200 لبناني ، بعدما وصلوا فجرا الي ميناء تارانتو، جنوب ايطاليا، لكن وزارة الخارجية تواصلت مع السلطات التركية واليونانية ولم تحصل على جواب. وكان المركب انطلق من طرابلس في اتجاه إيطاليا وعلى متنه 55 مهاجراً، لكنه علق قبالة اليونان وفُقِد الاتصال بين الأهل وأبنائهم قبيل دخولهم المياه الإقليمية اليونانية. وهذا ما استدعى تحركات غاضبة في المدينة تخللها قطع الطريق عند الأوتوستراد الذي يربط طرابلس بعكار بالسيارات والعوائق الحديدية مطالبين الدولة بالتدخل وجلاء مصير أقربائهم.

المصارف لا تزال مقفلة!

اقتصاديا، فيما صدر امس قرار عن المحكمة العسكرية بإخلاء سبيل الموقوف عبد الرحمن زكريا، وهو من مقتحمي بلوم بنك، بسند إقامة أبقت المصارف ابوابها مقفلة امس في انتظار التوصل الى خطة لضمان أمنها. وحسب مصادر جمعية المصارف تبلغت من وزارة الداخلية بان عليها تامين الحماية لمؤسساتها، وهذا يعني ان المصارف ستبقى مقفلة حتى «اشعار آخر». وفي هذا السياق، عقد المجلس التنفيذي لاتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان اجتماعاً خُصّص لمناقشة المستجدات المتعلقة بالخطة الأمنيّة في القطاع المصرفي، وصدر عن المجلس بيان طالب فيه المجلس «بتأمين الأمن في مراكز العمل.

إقرأ أيضاً: باسيل يواكب «خروج عون» من بعبدا بالشارع..والمودعون ضحية «صفقة» المصارف والدولة!

ورفض الاتحاد عودة الزملاء إلى مزاولة العمل من دون وجود تدابير أمنية تسهر على أمنهم وأمن المودعين خلال دوام العمل، وطالب المرجعيات الأمنية على اختلافها تفهّم مطلب الاتحاد بضرورة تأمين الأمن في كافة مراكز العمل سيّما أن التهديد باقتحام المصارف بقوّة السلاح ما زال يُنشر في وسائل التواصل الاجتماعي وآخره الخبر الصادر عن تجمّع المودعين في المصارف اللبنانية نص فيه كل المودعين بان يكون الخميس يوم الهجوم على البنوك، وطالب مجلس الاتحاد الأجهزة الأمنية ملاحقة مطلقي هذه التهديدات التي توتّر الأجواء العامة وتشجّع على ارتكاب مُخالفاتٍ للقانون واستخدام السلاح لترويع العاملين في القطاع المصرفي.

الترسيم و”تفاؤل اميركي”؟

لبنانياً تجذب سخونة المفاوضات الدائرة في نيويورك وواشنطن حول ترسيم الحدود البحرية، اهتمام السياسة والإعلام والرأي العام، في ضوء المواقف الصادرة عن المسؤولين اللبنانيين من جهة، ومن المسؤولين الإسرائيليين بالمقابل، ويشيع أجواء التفاؤل بقرب التوصل لاتفاق نهائي، وجاء كلام الناطق بلسان الخارجية الأميركية تيد برايس ليضيف المزيد من التفاؤل بإعلانه «أننا أحرزنا تقدماً في تضييق تلك الخلافات. نعتقد أن الوقت قد حان لكلا الجانبين، لبذل كل ما في وسعهما لإيجاد حل لهذا النزاع البحري».

ضمانات لإسرائيل؟

حدودياً، المحادثات التي أجراها المسؤولون اللبنانيون مع المسؤولين الأميركيين لا سيما وزير الخارجية الأميركي والوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين كانت إيجابية وأظهرت تقدماً حثيثاً على صعيد انهاء الاتفاق، على أن يتظهر المشهد الحدودي بعد عودة ميقاتي والوفد اللبناني الى بيروت والزيارة المرتقبة للوسيط الأميركي الى لبنان لتثبيت النقاط المتفق عليها مؤخراً لا سيما الجانب الأمني.

الأميركيون نقلوا للمسؤولين اللبنانيين في اجتماعات نيويورك هواجس ومطالب إسرائيلية بضمانات أمنية على الحدود إزاء نية حزب الله بتنفيذ عمليات عسكرية وأمنية

واشارت معلومات الى ان الأميركيين نقلوا للمسؤولين اللبنانيين في اجتماعات نيويورك هواجس ومطالب إسرائيلية بضمانات أمنية على الحدود إزاء نية حزب الله بتنفيذ عمليات عسكرية وأمنية ضد «إسرائيل».

اجتماع ثلاثي

واجتمع ممثلو كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والسعودية لمناقشة الوضع في لبنان على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وعبرت الدول الثلاث عن دعمها المتواصل لسيادة لبنان وأمنه واستقراره.

وشددت على أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها بما يتوافق مع الدستور. واعتبرت أن انتخاب رئيس يمكنه توحيد الشعب اللبناني والعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية للتغلب على الأزمة الحالية أمر بالغ الأهمية. ودعت الدول إلى تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية والاقتصادية المطلوبة بشكل عاجل لمواجهة أزمات لبنان السياسية والاقتصادية، وتحديدًا الإصلاحات اللازمة للتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.

السابق
«انخفاض ملحوظ» بأسعار البنزين والمازوت.. ماذا عن الغاز؟
التالي
الريحاني من «مؤسسة الإمام الصدر»: رأيت بالإمام قائداً لبنانياً وليس قائداً شيعياً