… في ذكرى غيابه الثامنة، يعود إلينا السيد هاني فحص في كلمات وشهادات الكثيرين من الأوفياء لذكراه، وللقِيَم التي عاش وناضل في سبيلها، قِيَم العدل والحق والجمال والمحبة، وهي قيم إنسانية خالصة لا يتَّبعها ويعتنقها بالفكر والممارسة، إلا الأقوياء في نفوسهم وإيمانهم بها، لأنها مبادئ باتت وللأسف الشديد ومن زمن بعيد في بلادنا ومجتمعاتنا، القابض عليها كالقابض على الجمر، وهي قيم ومبادئ إختصرها السيد الراحل فكراً وممارسة في قيمة وفضيلة واحدة هي الإعتدال، هذه الفضيلة التي هي ككل الفضائل، من أصعب المواقف وأوعرها، في ظل مجتمعات قبلية وطائفية لا مكان فيها لأنصاف الحلول.
قيم ومبادئ إختصرها السيد الراحل فكراً وممارسة في قيمة وفضيلة واحدة هي الإعتدال
لذلك إختار السيد الراحل مع الكثيرين من رفاقه وأصدقائه وعلى رأسهم “توأم فكره” السيد محمد حسن الأمين – قدس سره – أن يسير في الدرب الصعب أو لنقل الدرب “السهل الممتنع” وهو درب الإعتدال، السهل على أصحاب النفوس الكبيرة، والممتنع على أصحاب النفوس الضعيفة الهشة، مبتعداً عن “السهل المتاح” للكثيرين وهو درب التطرف والمزايدة والثرثرة الفارغة، الذي قد يكون له مردود مادي ودنيوي أكثر، إلا انه لا يوصل إلى الحقيقة ولا إلى التقدم ولا – وهذا هو الأهم – إلى الإنسان الذي هو خليفة الله على الأرض، والذي كان هو الهدف والأساس في فكر السيد هاني، الذي يضع الإنسان وحقوقه في الحرية والعيش الكريم وفي التعليم والصحة على رأس سلم الأولويات، وفوق كل العقائد والإيديولوجيات.
رحم الله السيد الراحل هاني فحص …
إقرأ أيضاً :في وداع «الولد العاملي »
