بالفيديو.. الخبير النفطي علامة لـ «جنوبية»: الفيول الإيراني ليس الحل.. إن وصل!

بين تصريحات قادة من لبنان الذين يتحدثون باسم طهران والمسؤولين الإيرانيين المعنيين، "ضايعة الطاسة" في قضية الفيول الايراني لتأمين 10 ساعات كهرباء للبنان، والمواطنون وحدهم يغرقون في بحر الحرمان من "لحظة نور"، كما الوعود التي تبقى مجرد كلام و"تطيير فيول".

ففيما الأمين العام لحزب الله السید حسن نصرالله أعلن استعداد ايران تزويد لبنان بالوقود مجاناً لتسيير محطات الكهرباء، ولاقاه وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض بالترحيب على قاعدة أن لبنان لن يعاقب على قبول هبة الفيول الإيرانية، جاء النفي على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني الذي أعلن “أن إرسال الوقود المجاني إلى لبنان ليس مطروحاً”، ما نسف اتهام محور الممانعة للحكومة اللبنانية بالخوف من العقوبات والتلكؤ عن تقديم طلب رسمي لايران للتزود بالفيول المجاني.

المساعدات التي تُطرح عبارة عن مشاريع غير قابلة التنفيذ نتيجة العقوبات


وفي الإطار، أكد الخبير الإقتصادي الدكتور بلال علامة لـ «جنوبية» أنه ” دائماً كان موضوع المساعدات والهبات التي من الممكن أن تُقدّم إلى لبنان، سواء من بعض الدول الصديقة أو من الجانب الإيراني، تُوظّف بالسياسة لاستعمالها في التجاذبات الحاصلة على المستوى الداخلي، وكانت دائماً المساعدات التي تُطرح عبارة عن مشاريع غير قابلة للحياة والتنفيذ، نتيجة العقوبات المفروضة على الشركات الإيرانية،  وتحديداً على إمكانية أن يكون هناك تعاوناً مع الجانب الإيراني”.

واعتبر أن “الوضع اليوم تعدى البحث في الأمور النظرية نتيجة ما يسمى تبادل الرسائل بين الوزير جبران باسيل و أمين عام “حزب الله”، وذهبت الأمور بإتجاه تحديد هبة إيرانية إلى لبنان من الفيول تستطيع الدولة اللبنانية الإستفادة منها، وتشغيل معامل الطاقة وإنتاج الطاقة والإتيان بالكهرباء بمعدل يفوق 10 ساعات، وذهب البعض باعتبار انها تصل إلى 12 ساعة في 24 ساعة”.

الهبة الإيرانية لن تكون قادرة على الوصول بكميات كبيرة ولا على رفع الإنتاج

ولفت علامة الى “أنه تحت هذا العنوان تم طرح  وتمرير قرار رفع التعرفة، علماً أن الكل يعلم أن الهبة الإيرانية لن تكون قادرة على الوصول بكميات كبيرة، ولا على رفع الإنتاج من الطاقة الكهربائية ليس فقط  إلى معدل 10 أو 12  وإنما إلى 6 أو 4 ساعات، فالجميع يعلم كيف استعملت الكميات العراقية فقط لتأمين معدل ساعتين في24 ساعة، وهي بآلاف الاطنان”.

وأشار الى أن “الهبة الإيرانية عندما دخلت محل دراسة جدية، بعدما تلفقت الحكومة والسلطة المبادرة وأرسلت وفد إلى طهران مؤلف من مديرة المنشأت النفطية أورور فغالي يعاونها موظف من المنشأت وآخر من كهرباء لبنان وهم من يوم السبت في طهران لدراسة هذا العرض، ليتبين أن الموضوع من الجانب الإيراني ليس مطروحاً بالشكل الذي تكلم عنه اللبنانيون إطلاقاً، فالإيرانيون بلسان الخارجية أعلنوا صراحةً أنه  لن يكون هناك هبة، إنما مساعدة قد تكون تقنية أو فنية مع قليل من الدفع بإتجاه الحصول على الفيول الإيراني”.

وشدد على أن “إيران في ظل الواقع الموجود في العالم وخوضها كل الصراعات، لايمكن أن تستغني عن كمية الفيول بالمدى التي يحكى عنه، وبالتالي ليس لديها القدرة في أن تزود لبنان بهذه الكميات الكبيرة لإنتاج 10 أو 12ساعة من الكهرباء”.

الإيرانيون بلسان الخارجية أعلنوا صراحةً أنه لن يكون هناك هبة

ولفت الى “أن الأمور قد تم توظيفها في السياسة، وذهب البعض إلى تضخيم هذا الموضوع واعتباره كأنه الحل الوحيد الباقي للبنان، علماً أننا كنا نقول ان التعاطي مع الهبات والمساعدات التي من الممكن تقديمها من الدول الصديقة والشقيقة يجب أن تكون متساوية ومتوازية، ويجب أن تكون دون قيد أو شرط، أو أن تُوظّف لا في السياسة لا في التجاذبات الداخلية”. وأوضح علامة “أنه بانتظار المحادثات الجدية، فإن الأمور ستذهب بإتجاه بعض المساعدات التقنية وبعض الهبات من الفيول، بالإضافة إلى كميات قد تكون مدفوعة الثمن ولكن بالليرة اللبنانية، وهذا في النهاية يجعل الأمور على ما هي عليه، فعملية حلّ مشكلة الطاقة ليست بهذه الطريقة ولا يمكن أن يكون الحل بهبة من الفيول الإيراني، فليس هكذا تولد الابل”.

إقرأ أيضاً : الفيول «الموعود».. إيران «تُشوّق» وحزب الله «يُصفّق»!

السابق
التمييز بين الربو والحساسية الصدرية وكيفية علاجهما..
التالي
حسن فحص يكتب لـ«جنوبية»: المرشد في خطر .. ماذا عن إيران!