ماذا يحدث لأجسامنا بعد الإصابة بفيروس كورونا «كوفيد19»؟

كورونا
بعد مرور عامين ونصف تقريباً على انتشار فيروس كورونا، وبعد تقلّص عدد المصابين، عادت النسبة إلى الإرتفاع مرة أخرى في مختلف أجزاء العالم. إليكم الاسباب في هذا المقال.

يبدو أن إرتفاع الإصابات بفيروس كورونا من جديد مرتبط بعدّة عوامل، أهمها ظهور المتحورين الجديدين السريعي الإنتشار من أوميكرون (BA4 – BA5 )وتخفيف إجراءات الوقاية، إضافة إلى كيفية الإنتقال وتأثيرات فيروس كورونا على أجسامنا.

اقرأ أيضاً: 5 أفكار خاطئة عن لقاح كورونا!

ماذا يفعل فيروس كورونا بأجسامنا، وماذا يحدث كل يوم بعد أول تعرّض لمسبب المرض؟

1- فترة العدوى

تبدأ العدوى بعد التواصل مباشرةً مع الشخص المصاب بفيروس كورونا، فعندما يعطس الشخص أو يسعل أو حتى يتحدث، يتم إطلاق رذاذاً من اللعاب يحمل جزيئات من فيروس كورونا مباشرةً على الوجه، ويمكن أن تبقى معلّقة أو تتجول في الهواء لساعات، هذه الطريقة تشبه تماماً دخان السجائر في الغرفة، وإعتماداً على حركة دوران الهواء في كل مكان، فقد يستنشق الفرد هذا الرذاذ أثناء التنفس، وقد تختلف كمية الفيروس من شخصٍ لآخر.

وبحسب “خوسيه إدواردو ليفي” العالم والخبير والباحث في علم الفيروسات في معهد الطب الإستوائي بجامعة “ساو باولو” في البرازيل: أن لدى بعض الأفراد حوالي 10 آلاف نسخة من الفيروس لكل مليلتر من اللُّعاب، فإن متوسط ​​النسخ الفيروسية يتراوح ما بين 10 آلاف إلى مليون جسيم، لكن هناك أشخاص يحملون ما يصل إلى مليار نسخة من الفيروس لكل مليلتر.

وفي هذا الوقت تبدأ عملية العدوى ويستخدم الفيروس ما يُعرف بـ”النتوءات البروتينية” التي تُغطي السطح الخارجي له، للإتصال بخلايا الأغشية المخاطية للعينين والأنف والفم، وإعتباراً من تلك اللحظة يبدأ الفيروس بغزو الخلية، كما يستخدم آليته البيولوجية لتكوين نسخ جديدة منه وبشكلٍ متكررٍ.

ويقول “ليفي” أيضاً أن عملية النسخ هذه تنتج ما بين 100-1000 فيروس جديد في خلية واحدة، بحيث لا تستطيع الخلية التحمل والتعامل مع هذا الرقم المرتفع، وبعد إنفجار الخلية وموتها، يتم إطلاق هذه الفيروسات التي تُكرر نفس العملية في الخلايا المجاورة، وإن هذا التكرار الهائل يسمح بظهور متحورات جديدة، كمتحورات ألفا وبيتا وغاما ودلتا وأوميكرون التي باتت معروفة.

2- فترة الحضانة

الحضانة هي الفترة الزمنية بين إصابة شخص ما بالفيروس وبين بدء ظهور الأعراض عليه، ففي اليوم الأول والثاني والثالث، بعد أن يتمكن الفيروس من غزو الخلايا الأولى في الجسم، فإنه يقوم تدريجياً في توسيع نطاق عمله.

ومع إطلاق كل خلية تم غزوها آلاف النسخ، ينتشر الفيروس بشكلٍ أكبر في الجسم، وتُعرف هذه الفترة بالتطور الصامت، بحيث لا يمكن إكتشاف وجود الفيروس خلالها.

وبحسب “أندرسون إف بريتو” عالم الفيروسات والباحث في معهد “تودوس بيلا ساودي” في البرازيل، ووكالة الأمن الصحي في المملكة المُتّحدة: “أن وقت حضانة المتغيرات الجديدة قد تقلص، فإن فترة حضانة متحور “ألفا” كانت تستمر من 5-6 أيام، أما المتحورة “دلتا” فقد انخفضت الحضانة إلى 4 أيام، أما بالنسبة لمتحور “أوميكرون” فقد تقلصت فترة حضانته إلى 3 أيام”.

في حين أن الأعراض النموذجية لـ”كوفيد 19″ كانت تستغرق ما يقارب الأسبوع للظهور، وباتت تحدث الآن بين ليلة وضحاها، لكن قد يختلف وقت الحضانة من حالة لأخرى، ففي بعض الحالات تظهر أعراضها الأولى بعد 14 يوماً من التعرّض للفيروس.

3- ظهور الأعراض وتطورها

تبدأ الأعراض بالتطور من اليوم الرابع إلى الرابع عشر، ويدخل الفيروس عبر الممرات الهوائية، كالأنف والفم والحلق، الأمر الذي يجعل  جهاز المناعة يقوم بهجوم مضاد، ويشمل خط الدفاع الأول خلايا تسمى بـ “القاتلات الطبيعية” وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، إضافة إلى الخلايا اللمفاوية “التائية” التي تلعب دوراً هاماً وتعطي إستجابة منظمة وسريعة للغزو الفيروسي، والخلايا الليمفاوية “البائية” التي تطلق الأجسام المضادة.

ونتيجة لردّ الفعل المناعي، فقد تظهر أعراض “كوفيد 19” لدى بعض الأشخاص على شكل: سيلان الأنف والسُّعال والحُمّى والصُّداع وإلتهاب الحلق، وجميعها محاولات للدفاع والقضاء على الفيروس من قِبل الجسم، ما يعتمد على تأثير جميع الخلايا التي تعمل دون توقف.

وبحسب عالمة الفيروسات وأخصائية الأمراض المعدية في جامعة “ساو باولو” الأستاذة “نانسي بيلي”: “يختلف الأمر بشكلٍ كبير بحسب مناعة كل شخص، بينما يتفاوت الأمر بين شخص وآخر، وهناك أشخاص يعانون من أعراض خفيفة ويتعافون بعد 4-5 أيام، بينما يستغرق الأمر وقتاً أطول لدى أشخاص آخرين”.

وتقول “بيلي” أيضاً: “بشكلٍ عام تميل أسوأ الأعراض، كإلتهاب الحلق والحُمّى، إلى الإستمرار لحوالي 3 أيام، بينما يمكن أن يستمر سيلان الأنف والسُّعال، لمدة 7-10 أيام، فإذا شعرت بضيق في التنفس بعد 72 ساعة من ظهور الأعراض، أو إستمرت الحُمّى، من الضروري التوجه إلى أقرب مستشفى للحصول على الرعاية الطبية اللازمة، وخاصةً لدى كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، أو أولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة”.

ففي هذه المرحلة من المهم جداً البقاء في عزلة وعدم الخروج والتواصل مع الآخرين قدرالإمكان لتجنب نشر الوباء، فإن الراحة والإستمرار في تناول السوائل أمران ضروريان جداً لضمان الشفاء والتعافي، كما يمكن أيضاً للأدوية المُسكنة وخافضات الحرارة وبخاخة الأنف والفيتامين “D” و “C” والزينك، بتحسين الحالة الصحية.

4- نهاية أو ظهور أعراض كوفيد طويل الأمد

بعد حوالي أسبوعين من أول تعرّض للفيروس أي في اليوم الخامس عشر وما بعده، عادةً ما ينتصر الجهاز المناعي في معركة المرض وتتوقف عملية تكاثر الخلايا وتدميرها.

وبالتالي ساعدت اللقاحات على تحقيق هذا الإنتصار، حيث أن الجرعات تسمح لخلايا دفاع الجسم بالتدريب على محاربة المرض حتى قبل التعرّض له.

لكن للأسف في بعض الحالات يتمكن الفيروس من الوصول إلى الأعضاء الحيوية، كالرئتين، ما يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية وحدوث إلتهاب خطير، الأمر الذي يتطلب الرعاية الطارئة، كي لا يسبب في حدوث وفاة.

وحتى بالنسبة للمرضى الذين تعافوا، فهناك خطر إصابتهم بفيروس كورونا طويل الأمد، حيث من الممكن أن تستمر أعراضه لعدّة أشهر أو حتى سنوات.

وبحسب مراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية(CDC)، فإن كوفيد طويل الأمد لديه الكثير من الغموض، إذ أن نسبة 13.3% من المصابين بفيروس كورونا يعانون من أعراض طويلة الأمد لمدة شهر أو أكثر، وحوالي 2.5% إستمرت أعراضهم لمدة 3 أشهر على الأقل، كما أن أكثر من 30% من مرضى “كوفيد19” إحتاجوا للذهاب إلى المستشفى وكانوا يعانون من مشاكل صحية دامت حتى بعد 6 أشهر من الإصابة، ومنها: مشاكل في التنفس وآلام في المفاصل والتعب والقلق.

هل يمكن لشخص مصاب وبدون أعراض أن ينقل العدوى للآخرين؟

أظهرت الدراسات أن الأشخاص المصابين بـ”كوفيد 19″ بدون ظهورأي أعراض لديهم، لا يزالون قادرين على نقل الفيروس إلى الآخرين، كما أنهم أكثر قابلية في نقل العدوى للآخرين، لأنهم لا يعرفون أنهم مصابون، وبالتالي لا يعزلون أنفسهم لمنع إنتشار الفيروس.

وبحسب الأبحاث تبين أن حوالي 1 من أصل كل 4 إصابات ناجمة عن العدوى من قبل أشخاص مصابين بالفيروس بدون أعراض، ويُعتقد أن هذا يحدث مع متحور أوميكرون بنسب أعلى من السلالات السابقة.

متى يمكن اللقاء بشخصٍ مصاب ظهرت عليه الأعراض لكنّه تلقى اللقاح؟

  • إذا كنت قد أصبت بكوفيد 19 وظهرت عليك الأعراض لكنك تلقيت اللقاح، فإعزل نفسك لمدة 5 أيام على الأقل، فقد يكون اليوم 0 يوم العدوى، أي أول يوم تظهر فيه الأعراض.
  • إذا لم تعد الأعراض ظاهرة عليك، أو إذا تحسنت الأعراض بعد 5 أيام، فيمكنك إنهاء العزلة ومغادرة منزلك.
  • إستمر في إرتداء الكمامة عندما تكون مع أشخاص آخرين لمدة 5 أيام أخرى.
  • تجنب السفر حتى قضاء 10 أيام كاملة بعد اليوم الأول من ظهور الأعراض، وإذا كنت مضطراً للسفر في الأيام من 6 إلى 10 ، فارتدِ كمامة محكّمة عندما تكون بالقرب من الآخرين طوال مدة السفر.
  • إذا كنت تُعاني من الحُمّى، فإستمر في العزلة في المنزل حتى تنخفض درجة حرارة جسمك.
السابق
اللجان النيابية المشتركة اقرت 3 مشاريع قوانين.. وهذا ما قاله بوصعب عن الترسيم
التالي
حسن فحص يكتب لـ«جنوبية»: السيرة الاربعينية لحزب لم يتشكل بعد!