هذه هي الخارطة الأسمية للبورصة الرئاسية.. و«طلبات الحزب أوامر»!

كرسي الجمهوري رئاسة الجمهورية

لا يطرح الوزير وئام وهاب أسماءًا للتداول لأي منصب، ما لم تكن هذه الأسماء، من حيث المبدأ، قد عبرت في مطبخ “حزب الله”، وهذا بالواقع، ما فعله حينما أخرج من قبعته اسم حسان دياب لرئاسة الحكومة قبل أي شخص آخر في حينه. وذلك، بعد مرور “خجول” لدياب على وزارة التربية. 

اقرأ أيضاً: حارث سليمان يكتب لـ«جنوبية»: الضحالة السياسية…


طرح وهّاب إسم إميل رحمه كمرشح محتمل للرئاسة، على الرغم من تأكيده على تصدر سليمان فرنجية بورصة مرشحي حزب الله، باعتبار أن الرئيس المقبل يجب أن يكون من “جوّنا” على حد تعبير فرنجية في العادة، وذلك، في ظل استبعاد باسيل “المعاقب” أميركياً والمستبعد دولياً. ولا يبدو أن حزب الله، أو غيره، في زمن المفاوضات الدولية، مستعد لخوض معركة بباسيل ضد الأميركيين وضد المجتمع الدولي. ويبقى أن إسم قائد الجيش مطروح دائماً للرئاسة، خاصة من قبل الأميركيين، الذين يرتاحون عادة لقادة الجيوش في رئاسة بلدان العالم الثالث. وذلك، كما حصل من قبل مع الجنرالات الرؤساء الأربعة: فؤاد شهاب، إميل لحود، ميشال سليمان وميشال عون. ولكن إسم قائد الجيش هذه المرة مستبعد “واقعياً” هو الآخر، لعدم توفر لدى أي فريق إرادة خوض معركة تعديل الدستور لطرحه رئيساً!

أدخل وهاب إسم إميل رحمه الى حلبة التناقش بهدف إدخال أسماء أخرى خلفه، فالمهم هو “البروفايل”..  و”البروفايل” الأساسي بحسب حزب الله هو أن يكون الرئيس المقبل تحت جناح الحزب. فتكون بالنسبة له “طلبات الحزب أوامر”. ويكون لبنان في المحور الإيراني، خاصة في السياسة الخارجية. كما يكون مبرِراً لمعاداة الأشقاء العرب والخليجيين عند الحاجة. وهو يكون مقتنعاً أنه لا إمكانية للبحث في سلاح حزب الله لأنه مسألة إقليمية تتخطى لبنان. كما يكون مرشح حزب الله الرئاسي مقتنعاً بتسمية رئيس حكومة “غير استفزازي” للحزب، في حكومات عهده.. كما فعل عون! ولا مانع في أن يعيد دور سعد الحريري الى المركز السني الأول.  ومرشح حزب الله الرئاسي يجب أن يبرر للحزب سلفاً رفضه لأي إصلاح عبر “التغيير”. فالإطار يجب أن يبقى كما هو عليه مع “عدة الشغل” نفسها، ومع المحميات المالية نفسها، ومع التقسيم المذهبي نفسه، ومع احتفاظ الثنائي أمل – حزب الله بوزارة المالية… الرئيس المقبل “المحتمل” يجب أن يعرقل التحقيق في قضية تفجير المرفأ وتدمير بيروت، على الرغم من إصرار حزب الله أنه “يريد الحقيقة”.. الرئيس المقبل يجب أن يقبل أن أي تحرك للحزب يؤمن مصلحة الوطن! وبالتالي فإن الوطن يجب أن يتكيف مع إرادة “الحزب”، وليس العكس.. فإذا أطلق حزب الله، على سبيل المثال “مسيّرات” ما يجب أن يكون التبرير الرئاسي جاهزاً سلفاً!

أما من هم مرشحو حزب الله الآخرين المباشرين أو غير المباشرين؟! إنهم وزراء ونواب (من الموارنة طبعاً)، وهم مقتنعون بسياسة حزب الله، ومقربون بالتالي من سوريا. ولا يمكن لأي منهم أن يكون من تيار عون، الرافض لتقدم أحد من فريقه على الصهر، كالنائب ابراهيم كنعان أو النائب ألان عون على سبيل المثال.. فيكون في طليعة المرشحين المثاليين المقتنعين بسياسة حزب الله وزير الإعلام السابق جورج قرداحي “الكسرواني” أو ناجي البستاني “الشوفي” أكثر من إميل رحمه ابن “البقاع الشمالي”!
جامعي، مصرفي، قاضي، سفير، محامٍ، وجه اغترابي… أي بروفايل من أصحاب الخبرات الدولية؟! المصرفيون اليوم هم في دائرة الاتهام. وهم مرفضون شعبياً. ورياض سلامه تحول من مرشح رئاسي دائم الى متهم دائم “مطلوب رأسه” من الرئيس عون على وجه التحديد..ولكن ما هو المطلوب هو خبرة في التعاطي الداخلي والخارجي معاً!

لا يمكن لمعارضي حزب الله طرح أسماء “وسطية” كثيرة تملك الخبرة الكافية لتولي رئاسة الجمهورية! في حين أن طرح أسماء سمير جعجع، وسامي الجميل، أو حتى ميشال معوض ونعمة افرام… لن تحقق إجماعاً في أوساط المعارضين والسياديين والتغييريين معاً، إذا ما استمر أسلوب التعاطي السائد بينهم اليوم.. مع عدم إمكانية احتساب أصوات كتلة جنبلاط في أي اتجاه، خاصة مع تفضيلها للمرشحين التقليديين.. أما دور بكركي في كل ذلك، فيتبين، كما في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أنه أساسياً في الحركة، ولكنه غير مؤثر في النتيجة!
الوسطيون لن يلقوا اجماعاً في البداية على الأقل! فزياد بارود مثلاً أقرب لمجموعات 14 آذار، ومروان شربل أقرب الى حزب الله وعون. وكميل أبو سليمان أقرب الى القوات اللبنانية. ووديع الخازن وجورج خوري أقرب الى بكركي. أما كارلوس غصن فهو من خارج عالم السياسة، وهو يفيد جداً في الإداره، على الرغم من مشاكله الدولية. وفي ظل هذه الظروف كان يمكن أن يكون “الراحل” جان عبيد، مرشحاً جدياً للرئاسة.. فهل يفتح رحيله الباب الرئاسي لإبن شقيقته الوزير السابق ومدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور؟! 
ما نجح به وهاب هو أنه افتتح معركة الانتخابات الرئاسية بإسم يُطرح للمرة الأولى، ومن حيث لا ينتظر الآخرون.. ولكن من الأرجح أن نهاية المعركة لن تشبه انطلاقتها! فالرؤية غير واضحة في لبنان حتى في زمن تيليسكوب جايمس ويب!

السابق
حارث سليمان يكتب لـ«جنوبية»: الضحالة السياسية…
التالي
بعدسة «جنوبية».. إزاحة الستارة عن النصب التذكاري للشهيد فليحان: ستبقى اعماله وذكراه في قلوبنا