التعليم حرّ في لبنان. ولكن، ما هي الحرية؟

سلام يا مهدي

نشاهد ما تفعله جمعية التعليم الديني، على سبيل المثال، في مدارسها التي بقيت طوال سنوات مقفلة أمام كل الدراسات ومتمنعة على كل الاستبيانات، عاملةً بخفاء مقلق وبصمت مطبق. إلى أن صدحت منها أناشيد انتشرت في ايران وافغانستان وباكستان. موسيقاها رديئة جدًا؛ بالمقارنة مثلاً مع القداديس التي ألّفها هاندل وباخ وموزارت، بحيث يمكن القول -على سبيل التلطيف، إن التربية الموسيقية في مدارس جمعية التعليم الديني هي خارج الذوق والرهافة.
ولكن ماذا في مضمون أناشيد الفرمانده؟ الولاء للفرمانده، والسلام للمهدي؛ يستشفّ أن الخامنئي هو الفرمانده، وهو في الوقت نفسه، بمثابة الإمام الثالث عشر: من يملأ غيبة محمد بن حسن العسكري: بحسب نظرية الفرمانده المؤسس، أي الخميني. وخلال هذا الوقت، يقوم الفرمانده الثاني، الإمام الثالث عشر، الخامنئي، بكافة أنواع التكليفات الشبيهة بالفاشيست لشبيبة موسوليني: بالشرع وبالسياسة وبالمجتمع والثقافة… بحيث يصبح خريجو مدارس التعليم الديني، ليس فقط بلا ذائقة موسيقية -على سبيل التلطيف أيضًا، بل بلا انتماء سياسي لبلادهم، فزعيمهم السياسي هو إمامهم الثالث عشر، وراء حدود دولهم الوطنية ومؤسساتها وقوانينها وبمعتقد ديني لا يشبه حتى معتقد أبناء نفس الطائفة الشيعية الإثني عشرية، ولا يشبهون مجتمعهم اللبناني المتعدد، بل هم منغلقون دونه، منعزلون عنه، خطيرون على مستقبله…
أعود لسؤالي: ما هي الحرية؟ وبالتحديد حرية التعليم؟ المادة العاشرة من الدستور اللبناني بغاية الوضوح: تربط الحرية بالقانون.
إنّي أدق ناقوس الخطر: نحتاج لقوانين ناظمة لحرية التعليم!

السابق
كم بلغ الدولار الاسود ثالث ايام العيد؟
التالي
كارثة الكوارث..المياه ستنقطع عن كل لبنان!