خاص «جنوبية»: هل تسير إيران على خُطى الإتحاد السوفياتي؟!

ايران

في ظل النكسات الإقتصادية والإجتماعية والأمنيّة التي تتعرّض لها إيران، وما يتخلّلها من إنعكاسات على هيكلية وطبيعة النظام بحد ذاته، بعد أن إنتقلت المعركة إلى داخل “الحرس الثوري الإيراني” أهمّ المؤسسات الإيرانية على الإطلاق، وذلك على خلفيّة مشهد سقوط جنرالات وضبّاط في “الحرس” بطريقة شبيهة بسقوط حجارة “الدومينو”، يبدو أن الجمهورية الإيرانية تستعد لدخول مرحلة جديدة تُشبه إلى حدّ ما، مرحلة التحوّلات التي دخلتها عقب سيطرة “الثورة الإسلامية” على البلاد بقيادة الخميني في وجه نظام الشاه.

هي مرحلة التحوّلات في إيران، ولكن هذه المرّة نحو “العقلنة”

إذاً هي مرحلة التحوّلات في إيران، ولكن هذه المرّة نحو “العقلنة” كما يصفها مصدر سياسيّ إقليمي بارز ل”جنوبية”، “إذ أنها ستفرض على نظام الحكم القائم بقيادة “الولي الفقيه”، مجموعة من التنازلات الداخلية والخارجيةّ باعتبار أن الوضع السائد من تراجع إقتصادي وانهيار إجتماعي والوقوف على حافّة تلقّي الضربات الأمنيّة الواحدة تلو الاخرى، على الرغم من الشكوك الكثيرة حول طبيعة هذه الضربات، لا يُمكن أن يبقى على حاله خصوصاً وأن تحوّل إيران إلى دولة نوويّة، يتطلّب منها في المُقابل، دفع ضريبة أو تكلفة باهظة فس هيكلية وتكوين نظامها القائم”.

إيران تسير على خط الدولة النووية، لكن في المُقابل، فإن هذا الأمر سيُكلفها ثمناً سينعكس على طبيعة تكوين “الجمهورية”

في السياق، يعود المصدر ليؤكد “أنه بغض النظر حول الزمان والمكان والكيف والمتى، إلاّ أن إيران تسير على خط الدولة النووية، لكن في المُقابل، فإن هذا الأمر سيُكلفها ثمناً سينعكس على طبيعة تكوين “الجمهورية” حيث أن الأمر سيتطلّب التنازل عن بعض المُعتقدات الأيديولوجية أوّلاً، بما يتعلّق بالصراع مع إسرائيل بحيث أن المطلوب التخلّص من فكرة تدمير وإنهاء إسرائيل ولو أن الشعارات، هذه بقيت حتّى اليوم حبرا على ورق، كما سبق وجرى التخلّص من شعار “الشيطان الأكبر” الذي كان موجّهاً ضد الولايات المُتحدة في غضونها.”

هناك ثمن أيضاً ستدفعه في إيران، من خلال التخلّص من بعض الشخصيّات المؤثّرة في بنية النظام، وقد يكون على راسها جنرالات وضبّاط على رأس هرميّة “الحرس الثوري”

ويُضيف المصدر”: هناك ثمن أيضاً ستدفعه في إيران، من خلال التخلّص من بعض الشخصيّات المؤثّرة في بنية النظام، وقد يكون على راسها جنرالات وضبّاط على رأس هرميّة “الحرس الثوري” ومن غير المُستبعد ان يكون قائد “فيلق القدس” السابق قاسم سُليماني أحد أبرز الأثمان، التي دفعتها إيران في “حقل” التفاوض النووي، وقد رأينا كيف سُرّعت هذه المفاوضات بعد عملية الإغتيال، بالإضافة إلى أن ما يُسمّى بجناح “الصقور” في الحرس الثوري”، قد ذُهل من طبيعة الرد الإيراني على مُقتل سُليماني الذي لم يكن لا بحجم طبيعة الشخصيّة التي اغتيلت، ولا بحجم ما كان مُنتظر حتّى من الشعب نفسه”.

ويخلص المصدر إلى القول: بطبيعة الحال، فإن إيران مُقبلة على مرحلة تُشبه المرحلة التي مرّ بها الإتحاد السوفياتي “بيريسترويكا” أي إعادة الهيكلة والتي أدّت إلى إنهيار هذا الإتحاد لاحقاً. من هنا، فإن إيران اليوم أمام مُفترق طرق يُعتبر الأخطر في تاريخها وبالتالي قد نشهد خلال السنوات الخمس المُقبلة، تبدلات في السياسة الداخلية والخارجية لإيران، فإمّا ان تستمر كدولة مُنفتحة في نظامها ودستورها ومؤسّساتها، وإمّا قد نشهد فعلاً نهاية دولة “الملالي”.

السابق
موجة «كورونية» جديدة تجتاح لبنان.. والإصابات فوق الألف
التالي
للتصدي لقرار وزير الاتصالات.. على القضاء التحرك!