كفى «التصفير بين القبور»..هذا سبيل خلاص لبنان!

مجلس النواب 2022

من يحدد المسارات الدستورية، هو من يملك السلطة الفعلية، ولو من وراء الستار. ومن يملك السلطة الفعلية هو حزب الله، وهو اللاعب الوحيد في حين أن الآخرين من أتباع و”معارضين” يعملون تحت سقفه، أو بمساكنته في مؤسسات اللادولة الدستورية.

واهم من يعتقد أن النظام الديمقراطي يمكنه أن يعمل تحت الإحتلال (الإيراني)، ولا سيما أن الجمهورية الإسلامية في إيران، لا زالت تتنمر في فضاء دولي منشغل في حرب أوكرانيا، وفي ظل حاجة الغرب إلى نفطها كما في ظل الغرب بإنتهاج سياسة المهادنة لها.

أما في لبنان، فجهل من يتعاطى السياسة وعطش غالبيتهم للسلطة، وتلطي هذه الغالبية وراء شعارات السيادة والتغيير وبناء الدولة، يشوش أذهان وعقول أحرار لبنان ويؤذي ما يفترض أن يقوموا به من توّحد حول إستراتيجية وخريطة طريق مجدية،  من أجل قيام تحرك صادق فعلي وحاسم لخلاص لبنان.

لا تخطئوا بالغالبية التي يمسك بها حزب الله وكفى “التصفير بين القبور” بالحديث عن أغلبية متحركة

هذا بإيجاز ما سوف يحصل في المستقبل القريب والمتوسط:

نجيب ميقاتي رئيس حكومة مسمى “غير قادر” على تشكيلها، وفي الوقت عينه رئيس حكومة تصريف أعمال.

هذا الواقع الحكومي سوف يشكل أداة إضافية في يد حزب الله في فرض تسمية رئيس الجمهورية (ديمقراطياً).

إقرأ أيضاً: حسن فحص يكتب لـ«جنوبية»: هوكشتاين..رِجْل في لبنان ورِجْل في إيران!

إمساك الحزب بأغلبية هيئة مكتب المجلس النيابي الذي له فيه 5 أعضاء على 7، وإتخاذ المكتب قراراته بالأغلبية العادية وصلاحيته بتفسير المادة 49 من الدستور التي تحدد كيفية إنتخاب الرئيس، سوف تمكن حزب الله بإيصال باسيل إلى سدة الرئاسة بغالبية ال65.

حزب الله بإمتلاكه غالبية الـ65 صوتاً في مجلس النواب ستمكنه من إيصال باسيل إلى سدة الرئاسة

لا تخطئوا بالغالبية التي يمسك بها حزب الله. وكفى “التصفير بين القبور” بالحديث عن أغلبية متحركة. والحقيقة أن الأغلبية المتحركة قد تفيد الحزب دون سواه وتعطيه أرقام أعلى من ال 65.

وعليه، كفى إيهام الناس بمعارك دوكيشوتية أو أقله غير مجدية قد تغير لهم حياتهم التعيسة. هذا السلوك يحبطهم!لا شك أن المرحلة التي يمر بها لبنان عصيبة وخطيرة ولم نشهد مثيلا” لها. ولكن خلاص لبنان ممكن، لا بل محتم ولن يتطلب سنوات عديدة.

السابق
حسن فحص يكتب لـ«جنوبية»: هوكشتاين..رِجْل في لبنان ورِجْل في إيران!
التالي
مافيات تهريب البشر تحت المجهر..القبض على عصابة جديدة في الصرفند!