رحيل محمد عبد الحميد بيضون: رائد المراجعة الذاتية لـ«الشيعية السياسية»

محمد عبد الحميد بيضون

لم ينتهِ نشاط النائب والوزير الأسبق محمد عبد الحميد بيضون السياسي بمغادرته أروقة وزارة الطاقة والمياه في عام 2003، بل انتهى هذا المشوار ليل الثلاثاء/ الأربعاء، بالإعلان عن وفاته بعد صراع مع المرض. فالوزير الأسبق كان أبرز الشخصيات السياسية المحيطة برئيس مجلس النواب نبيه بري منذ نهاية الحرب، وحتى عام 2003، قبل أن ينتقل إلى موقع سياسي آخر، ويواظب على انتقاد «الشيعية السياسية».

غيب الموت بيضون عن عمر ناهز الـ70 عاماً. نشأ في بيئة يسارية مطلع شبابه، قبل أن ينتقل إلى العمل السياسي إلى جانب «حركة أمل» في الثمانينيات، تم تعيينه نائباً عام 1991. ثم انتخب في دورات 1992 و1996 و2000 عن المقعد الشيعي في قضاء صور.

خلال تلك الفترة، كان بيضون من أبرز الشخصيات المحيطة برئيس مجلس النواب، وأهّلته ثقافته السياسية لموقع قريب من بري، وعُرف بانفتاحه على القوى السياسية الأخرى، وخصوصاً رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري الذي عاصره في الحكومة التي تشكلت في عام 2000 بعد الانتخابات، وتولى حقيبة «وزارة الطاقة والمياه» فيها، قبل تعديل وزاري أجري على الحكومة عام 2003. لتنتهي مسؤولياته الحكومية وبعدها النيابية في عام 2005 إثر نهاية ولاية مجلس النواب، ومسؤولياته الحزبية في «حركة أمل» التي يرأسها بري.

إقرأ ايضاً: «جنوبية» يجري قراءة سياسية رقمية في نتائج الدوائر الـ15 لانتخابات لبنان: إعادة رسم «الأشكال والألوان» والأحجام!

تحول بيضون إلى العمل السياسي النقدي. واظب منذ عام 2005 على انتقاد «الشيعية السياسية»، وطالت سهامه «حركة أمل» و«حزب الله». كان موقفه جزءاً من مواقف نقدية طالت القوى السياسية بأكملها، وتقاطعت مواقفه مع مواقف سياسيين معارضين من أبرزهم النائب الأسبق فارس سعيد والمفكر السياسي توفيق الهندي، وغيرهما من شخصيات «سيادية». يقول عارفوه إنه اتسم بالجرأة في التعبير عن مواقفه، ولم يراعِ موقعه السياسي السابق الذي قضى فيه نحو عشرين عاماً، شغل خلالها موقع رئاسة مجلس الجنوب في عام 1985 وحتى عام 1990. كما شغل موقع رئيس المكتب السياسي لحركة «أمل» في بداية التسعينيات.

في السنوات الأخيرة، انضم إلى رابطة النواب السابقين في لبنان التي تعرف عنه بأن ساهم في إعداد الكثير من اقتراحات القوانين في إطار مؤسسات مجلس النواب والوزارات، كما شارك في العمل للوصول إلى الميثاق الوطني الجديد. له العديد من الدراسات والأبحاث والمقابلات التي تناولت مختلف جوانب العمل السياسي.

تحول بيضون إلى العمل السياسي النقدي وواظب منذ عام 2005 على انتقاد «الشيعية السياسية» وطالت سهامه «حركة أمل» و«حزب الله»

يحمل بيضون إجازة في الرياضيات من الجامعة اللبنانية، ودكتوراه في الرياضيات من جامعة كلود برنار في فرنسا، وكان استاذاً في الجامعة اللبنانية، تولى منصب وزير الإسكان والتعاونيات في حكومة الرئيس عمر كرامي، من 1990 وحتى عام 1992. وعُيّنَ وزيراً للموارد المائية والكهربائية في حكومة الرئيس رشيد الصلح، في عام 1992، ووزيراً في حكومة الرئيس سليم الحص من عام 1998 حتى عام 2000. كما عُين وزيراً للموارد الكهربائية والمائية في حكومة الرئيس رفيق الحريري في 2000 قبل خروجه من المسؤوليات الحكومية والنيابية.

السابق
بعد «الباسبورات» الجنوبيون «مقطوعون من شجرة»..لا إخراجات قيد عائلية في النبطية!
التالي
هرُم العقل الشيعي!