هرُم العقل الشيعي!

الانتخابات النيابية 2022

يركز الدكتور احمد عياش في مقاله والمتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي على “تعليب الفكر الشيعي: ومصادرة “حزب الله” التنوع او اي محاولة للخروج من “السجن الكبير”.

ويقول عياش إن :”انقلاب للمزاج العام،لا شيء غير ذلك، تمكن بعض اللبنانيين من ركل اسماء كادت تتجذّر في الحياة السياسية ولولا المال والخدمات والغرائز الطائفية لسقطت اسماء كثيرة.

كل الطوائف انقلبت على اسمائها الا الطائفة الشيعية فإنّها قلعة محاطة بأسوار متينة ،عصيّة على المجددين والحالمين من بيئة المقاومة نفسها.

في بيئة المقاومة اسماء لامعة قادرة ان تروي الارض بدم جديد الا ان القيادات تخاف التغيير.

هرُم عقل الشيعة صار يخاف تغيير المحتويات وتبديل الاسماء، يفضل ابقاء الموجود على حاله كي لا تخون الذاكرة، يكرر الافكار نفسها ولا يقدم جديدا مختلفا حتى في زمن المأساة والفاجعة والبؤس.

لم يتغير الزمان والمكان ولم تتغير الوجوه والطقوس ولم يتغير الانين ،الحكاية نفسها، العقل الشيعي في السلطة يمارس دور المعارضة لانه لم يع بعد انه الحاكم، اعتاد الاعتراض والرفض والرفض والاعتراض.

هرُم العقل الشيعي، ما عاد لديه ما يطرحه غير التصدي للمؤامرة وغير ترقيع الازمات بازمات واسوأ علامات الهرم أنه لا يقبل النقد ولا يقبل الحوار لذلك يرسل اعلامييه ليناقش عقل الآخر ويتحاشون اي نقاش مع المختلف على الاعلام وكأن الحجة ضعيفة وكأنّ الاسوار العالية من زجاج.

يعرف العقل الشيعي ان شيعة شيعة شيعة لا تنتج الا الاعداء.

هرُم العقل الشيعي وما زال مصرّاً على مواجهة التحديات المعاصرة بأدوات وبأحاديث وبذكريات عبرت.

اجمل ما انتجه العقل الشيعي المقاومة والتحرير واسوأ ما نتج عنه عدم حماية اهل البلاد من خونة اقتصاد ومال ومن فاسدين ويتجبّر ويتهم ويتهرّب من اخطائه،لا يريد محاسبة عناصره على اموال غيّرت اماكن سكنهم من احياء تشبه ناسهم الى احياء تشبه ناس خصومهم.

إقرأ ايضاً: «حرب المسيرات» سائرة بين إسرائيل و«حزب الله».. وفق «قواعد الإشتباك»!

مؤلم ان لا يبق المحروم محروما و مزعج ان يكفر المؤمن من شدة ايمانه.

هرُم العقل الشيعي واصرّ ان لا يبرز شبيبة متحمسة وكأن الاسماء عنده خالدة .

اصرار على اسماء غير شعبية لا بل محروقة وكأن الهدف نكايات ضد جماهيره قبل جماهير الخصوم كالمرأة العجوز لا تحب ان تفقد اشياءها غير المفيدة.

هرُم العقل الشيعي لأنه مؤمن انه لا يخطىء ،ان قيادته حكيمة لا تُسأل ولا تُعاتب.

كأن العصمة تنتقل في الحكايات وعبر الاجيال.

لولا العنجهية في استعراض قوة الفرسان من النواب لوزّعت الاصوات التفضيلية بدقة على الحلفاء لمنع الاختراق ولمنع خسارة جزين ولكان الوضع في بيروت افضل ولما تمكن مرشح القوات من خرقهم في بعلبك.

هرُم العقل الشيعي امام تجدد عقول الطوائف الاخرى التي انقلبت على العقل الثابت والجامد والتقليدي

استعراض العضلات تقدم على استعراض الحنكة والمرونة.يجب ان ينال النائب امين شري عشرات الاف الاصوات ليبدو عملاقا بينما النائب محمد خواجه حليفه نال بضعة الاف وآخرون سقطوا.

ما الحكمة؟

الثقة المفرطة والعنجهية والاستخفاف بالآخرين والثقة بأنه مسدد الخطى من رب السموات يجعل العقل الشيعي ينسب كل فشل على الاميركي والصهيوني والمخابرات السعودية وعلى السفارات كي لا يعترف باخطائه.
كل الناس انتبهت للفرق بين ما ناله النائب محمد رعد والنواب ايوب حميّد وهاني قبيسي وعلي حسن خليل.
العقل عقلان يتناتشان بعضهما البعض لانهما يخافان الاقتتال.

أهو عقل معصوم؟

اسوأ علامات هرم العقل الشيعي انه فقد المرونة والصبر وصار يبدع في انتاج الخصوم والاعداء وانه صار لا يميّز بين رأي حرّ شريف متألم وبين حاقد وحاسد وحقود وطالب ثأر منهم.

هرُم العقل الشيعي امام تجدد عقول الطوائف الاخرى التي انقلبت على العقل الثابت والجامد والتقليدي ولو ان علامات الانقلاب بسيطة الا انها مؤشر لبدايات شباب العقول الاخرى.

هرُم العقل الشيعي لأنه لا يسمع الا نفسه ولا يقتنع الا بمستشارين وبمعاونين لم يتبدلوا منذ اربعين سنة.
معاونان لا يتبدلان رغم كل تراكم الفشل والمصائب ،خليلان ساحران ثابتان.

سيقنع العقل الشيعي نفسه انه انتصر كي لا يحاسب المتسببين بالخطأ وبالفشل فيه لان الاصلاح الداخلي ربما يسبب الاكتئاب ان عُرفت الحقائق و وضحت الفضائح.

لا بدّ ان يجدد العقل نفسه ذاتيا. انه مجرد رأي والسنوات القادمة ستثبت كلامنا او تنفيه .
الانحدار صار حقيقة.

هرُم العقل الشيعي وهذا مؤشر سيء بحال رفض العقل سماع الاخر وبحال اصرّ على رفض العلاج.

السابق
رحيل محمد عبد الحميد بيضون: رائد المراجعة الذاتية لـ«الشيعية السياسية»
التالي
بالفيديو: إنجاز لشاب سوري..أرشفة مليوني «يوتيوب» توثق مجازر النظام السوري بحق الثوار!