التعقيدات اللوجستية تصعب إنتخابات المغتربين..وفرنجية يُلمّح إلى «وعد رئاسي» من نصرالله!

الانتخابات النيابية
لولا وجود قرار اميركي –اوروبي –سعودي – ايراني ضاغط لما جرت الانتخابات، ويبدو وفق مصادر نيابية متابعة لـ"جنوبية" ان لبنان على موعد مع مرحلة جديدة من "الوئام" السعودي-الايراني، وهو ما سيعيد الاحجام الى طبيعتها ويخلق "شراكة" شبيهة بالسين سين بين حزب الله وخصومه.

وتكشف المصادر ان لولا هذه  المظلة “السنية-الشيعية” للانتخابات، لن تجري داخلياً، وخارجياً بمن حضر في 6 و8 أيار ولن “يجرأ” احد ان ينطق بكلمة او يقدم كعناً لان المطلوب تمرير الانتخابات ونقطة على السطر!

وامس كان لافتاً “نداء” رئيس مجلس النواب نبيه بري الى المغتربين والامر الذي فسرته مصادر نيابية لـ”جنوبية” بأنه “ركوب موجة” الانتخابات، ونفض اليد عن اي تعطيل او تأخير، وزكزكة للنائب جبران باسيل والمتهم مع وزير خارجيته عبدالله بو حبيب انه وراء عرقلة الانتخابات في الخارج ولا سيما استراليا.

فرنجيه اعلن امس بشكل واضح ترشحه الى الرئاسة الاولى وكشف عن ضمانة او وعد له من نصرالله ليكون رئيساً مقبلاُ للبنان

وتوجه بري برسالة الى المغتربين اللبنانيين الذين سيتوجهون الى صناديق الاقتراع يومي السادس والثامن من ايار، للادلاء باصواتهم، داعيا إياهم الى “أوسع مشاركة في هذا الإستحقاق الوطني بامتياز والأهم في تاريخ لبنان والى التوجه نحو صناديق الإقتراع متحررين من الخطاب الإنتخابي المشحون بغرائز التحريض المذهبي والطائفي البغيض”، داعيا اللبنانيين في آسيا وأوروبا والقارة السمراء أفريقيا وأوستراليا والأميركيتين الى “الإقتراع بكثافة لمرشحي لوائح الأمل والوفاء في الجنوب ومرشحي الوفاء والأمل في البقاعين الأوسط والغربي وبعلبك والهرمل وزحلة وبيروت والمتن الجنوبي وجبيل”.

فرنجية والرئاسة

وفي مواقف ذات لالة في توقيتها ومضمونها ، ترى مصادر مسيحية متابعة لـ”جنوبية” ان  رئيس تيار” المردة” سليمان فرنجيه اعلن امس بشكل واضح ترشحه الى الرئاسة الاولى، وكاشف بشكل واضح عن ضمانة او وعد له من امين عام حزب الله السيد نصرالله ليكون رئيساً مقبلاُ للبنان خلال لقائه مع النائب جبران باسيل برعاية نصرالله.

وقال فرنجية في مقابلة متلفزة : “لست مرشحا اذ لا يترشح المرء لرئاسة الجمهورية في لبنان بل اسمي مطروح لرئاسة الجمهورية واذا سمح الظرف الاقليمي الدولي والداخلي سأكون رئيسا للجمهورية”.

واضاف: “على اثر انتخابات مجلس النواب في ايار ترسم صورة الانتخابات الرئاسية في الداخل وحتى انها تعطي صورة للخارج حول الاستحقاق”. واعتبر “ان الواقعية السياسية يجب ان تكون سيدة الموقف في موضوع رئاسة الجمهورية، قائلا: “من يريد لبنان يجب ان يتعاطى بواقعية سياسية.”

وشدد على ان “الرئاسة اليوم فيها مسؤولية، قائلا: “اذا بدّي اجي بدّي اجي على ضو وعلى وضوح”. ولفت الى أن “الاولوية اليوم هي للحلّ والبحث عن كيفية احياء اقتصادنا”.

وعد نصرالله

وعن اللقاء مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وقال: “قبل بـ6 أشهر تحدث معي حزب الله بتحالف انتخابي مع التيار الوطني الحر وقلنا ان النفس الشعبي لا يتقبّل حلفا انتخابيا اليوم وان الامر اتى متأخرا.ثمّ اجتمعنا مع الامين العام لحزب الله السيد نصرالله وتحدثنا بالكثير من الامور وسألني السيد نصرالله عن امكانية الجلوس مع الوزير باسيل وحصل ذلك”.

تابع: “باسيل قال في اللقاء إنه كان يتمنى لو ان تحالفا انتخابيا حصل وقال إن ذلك كان من الممكن ان يكون افضل واجمعنا على اننا سنتأكد من ذلك بعد الانتخابات وكان حديثنا في اللقاء عموميا “.

لولا المظلة “السنية-الشيعية” للانتخابات لن تجري داخلياً، وخارجياً بمن حضر في 6 و8 أيار ولن “يجرأ” احد ان ينطق بكلمة او يقدم طعناً

وردا على سؤال، قال: “كنت ايضا لألتقي باسيل لو دعاني الراعي او الرئيس عون والفرق بين البطريرك الراعي والسيد نصرالله ان الاخير يمكنه ان يضمن اتفاقا اذا حصل مع باسيل لكن “البطريرك يمكنه فقط ان يصلي لنا “.

وتعليقا على مواقف بعض الاطراف من اسمه لرئاسة الجمهورية، قال: “الانتخابات الرئاسية في 30 تشرين الاول وبعد الانتخابات.. وكلام ما قبل الانتخابات يختلف عما بعده”.

اتفاق ايراني-سعودي حول لبنان؟

ولمح فرنجية الى اتفاق ايراني-سعودي حول لبنان وقال : “عودة السفراء الى لبنان ليست صدفة والتسوية في المنطقة “عم تركب” لذلك فلننتظر بروية وعقلانية”.

وشدد على ان “التسوية قريبة في المنطقة في السنوات القليلة المقبلة وعلينا ان نكون جاهزين في المنطقة كلبنانيين وكمسيحيين حتى لا تأتي التسوية على حسابنا”.

تحفيز الناخب السني

انتخابياً، تتركز الجهود في دوائر بيروت وطرابلس وصيدا، وباقي المناطق ذات الغالبية السنية، على دفع الناخبين إلى الإقبال على صناديق الانتخاب، ويتولى أئمة المساجد توضيح المضار السياسية والوطنية للمقاطعة، وتتوقع مصادر سنية لـ”الانباء”، صدور كلام للرئيس سعد الحريري يوضح فيه ان دعوته مناصري تياره (المستقبل) لعدم الانخراط في هذه الانتخابات، تعني عدم الترشح باسم التيار وليس المشاركة في الاقتراع.

إقرأ أيضاً: «ثوار عكار» يُغلقون أبوابها في وجه باسيل..والعهد العوني يبتز أوروبا بالنازحين!

في هذا السياق، غرد السفير السعودي وليد البخاري عبر انستغرام قائلا «اعظم وفاء هو وفاء الأحياء للأموات»، وفسر البعض هذا القول على انه حث للناس على ان يكونوا أوفياء لمن استشهدوا في المرحلة اللبنانية الأخيرة، بدءا من الرئيس رفيق الحريري، وذلك من خلال المشاركة الكثيفة في الإقبال على الاقتراع.

نداء”بري الى المغتربين “ركوب موجة” الانتخابات ونفض اليد عن اي تعطيل او تأخير وزكزكة باسيل

وكان السفير البخاري عاد إلى بيروت أمس، وسيوزع جوائز حفظ القرآن الكريم بدارته في اليرزة الثلاثاء المقبل.

إلى ذلك أظهرت الاستقصاءات ان 16 مرشحا في دائرتي بيروت الأولى والثانية هم مجنسون من أصول سورية، وقد تم تجنيسهم عام 1994 وما قبله، وان هناك نحو 20 ألف سوري مجنسين يشاركون في الانتخابات النيابية، بينهم 13 ألفا في دائرة زحلة والبقاع الأوسط، و3500 في دائرة عكار وأعداد متفرقة موزعة بين المتن الشمالي وبيروت الثانية، ومن كل هؤلاء هناك 3000 مجنس مقيم في محيط دمشق وريفها وجبل العرب، يؤتى بهم في كل موسم انتخابي ليقترعوا وفق توجهات السلطة السورية.

السابق
تركيا والمنطقة: سقوط العقائد والأوهام!
التالي
الفطر في لبنان لن ينكّس فرحَه..كأنه وقت مستقطَع!