بعد تراجع تبرعات الأغنياء.. الفقراء يتكفلون بالفقراء!

في كل بلدة وقرية جنوبية، وصولا إلى بيروت والضاحية الجنوبية، وغيرها من المناطق ، تكثر المبادرات المجتمعية ، في شهر رمضان ، مستهدفة على وجه الخصوص العائلات والأفراد المحتاجين، الذين يطلق عليهم العائلات “المتعففة”.

وفيما يزداد عدد العائلات المحتاجة، التي تعاني من فقر مدقع، يلاحظ تراجع التقديمات هذه السنة، نظرا لشمول الأزمة الاقتصادية جماعات وأفراد ومؤسسات، الذين تدهورت أحوالهم المادية، ما عكس ذلك نفسه على حجم العطاءات ، المتمثلة بمساعدات مادية وعينية ووجبات افطار .

تكافح مؤسسات وأفراد، و تبذل جهودا استثنائية هذه السنة للاستمرار، فيما دأبت عليه منذ سنوات، في إدخال” السعادة” إلى صدور عشرات آلاف العائلات، ممن لا تجد أفطارا في رمضان تحديدا، سواء كانوا لبنانيين او غير لبنانيين .
ويأتي في مقدمة الداعمين لهذه المبادرات، الأشخاص المقتدرين، لا سيما المغتربين منهم، ومن يبذلوا عن أرواح امواتهم .

تكافح مؤسسات وأفراد، و تبذل جهودا استثنائية هذه السنة للاستمرار، في إدخال” السعادة” إلى صدور عشرات آلاف العائلات

و جريا على عادتهم، يقوم متمولون، في كافة المدن والقرى الجنوبية، بتوزيع حصص غذائية، تحتوي عم مواد تموينية رئيسية، بينما يلجأ آخرون إلى تخصيص مبالغ مالية بسيطة لعائلات محتاجة، بينما تلجأ مؤسسات وجمعيات، ومنها المعروفة والناشئة، إلى توزيع لحوم وخضار ودجاج ، بأموال من متبرعين غالبا .

ففي مدينة صور، يسجل مبادرات عديدة، تتمثل في توزيع مبالغ مالية وحصص غذائية وإقامة أفطارات مجانية لفئات، لا تقوى على تأمين الحد الأدنى من إشباع بطونهم.
تقوم جمعية (افنان )في المدينة ، بمساعدة عشرات العائلات داخل المدينة وفي محيطها ، منذ مطلع شهر رمضان، وتتضمن تلك المساعدات المتواضعة، بحسب رئيسة الجمعية المحامية ندى يونس ل”جنوبية” ، “مبالغ من المال ، ودجاج وخضار ، تستهدف العائلات الأكثر فقرا، فالظروف هذه السنة اصعب بكثير من كافة النواحي، ما يؤدي إلى تراجع حجم التقديمات المرتبط مباشرة بأوضاع المتبرعين أنفسهم”.

دأب متطوعون في جمعية ( نحن قدا) في بلدة طيردبا، على المبادرة إلى توزيع احتياجات شهر رمضان


على مقربة من صور ، دأب متطوعون في جمعية ( نحن قدا) في بلدة طيردبا، على المبادرة إلى توزيع احتياجات شهر رمضان، لا سيما الدجاج والخضار على انواعها ، حيث تطال عائلات فقيرة ومحتاجة.

يقول رئيس الجمعية علي حيدر ل”جنوبية”،ان “هذا النشاط الذي نقدم عليه منذ سنوات، هو نوع من أنواع التكافل الاجتماعي والمسؤولية تجاه تلك العائلات، بحيث يقدم متبرعون هذه المواد مباشرة، او أموالا نتولى الشراء بها المواد المطلوبة والمناسبة لطبيعة هذا الشهر”.

تعمل مؤسسة الامان الأهلية، التي تمارس نشاطها في بيروت والجنوب على تأمين أفطارات يومية لآلاف الأفراد، في بعض مناطق بيروت والضاحية الجنوبية .
وبحسب رئيس المؤسسة جميل علي ضاهر ل”جنوبية” فإن “فريقا من المتطوعات والمتطوعين، يقومون يوميا باعداد وجبات الافطار في مطبخ خاص ، ثم توزيعها إلى المحتاجين”.

وقال: “في السنوات الماضية كنا نقدم أربعة آلاف وجبة ، أما اليوم لا أعتقد بأننا سنصل إلى هذا الرقم ، لأن الكثير من الداعمين و المتبرعين باتوا بحاجة إلى دعم”.

ويهتم مركز “سنابل لرعاية المسنين” في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينين، بالحالات الاجتماعية الصعبة، ويقدم خدمات اجتماعية وصحية لأكثر من 900شخص من المسنين، والحالات الإجتماعية وأصحاب الأمراض المستعصية ومن ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويؤكد المشرف على المركز ابراهيم ابو الذهب، ل”جنوبية”، أن “المركز يقدم أيضا مكرمات مالية شهرية لمئة وعشرين حالة اجتماعية، ومساعدات مماثلة لمرضى غسيل الكلى والسرطان وغيرها من الخدمات الصحية والطبية ، ووجبات غذاء يومية إلى ٨٠ شخصا”.

ويضيف “اما في شهر رمضان المبارك فإننا نقدم وجبات افطار ل ٢٥٠ فردا، منها ١٤٠ وجبة لأشخاص في منازلهم والبقية على موائد يقيمها المركز ، مؤكدا أن كل هذا العطاء لا يمكن أن يتم لولا الأيادي البيضاء التي تدعم مشروعنا منذ العام ٢٠١٤”.

السابق
حداد لـ«جنوبية»: إرتفاع الدولار مستمر حتى توقيع الإتفاق مع صندوق النقد
التالي
سبب صادم وراء جريمة زوق مكايل.. انزعج من الصوت فقتله!