هل ينقلب «سحر» باسيل على «سحور» نصرالله؟!

باسيل حزب الله

حدثان بارزان إحتلّا المشهد اللبناني خلال اليومين الماضيين، دوناً عن بقيّة الاحداث المُرتبطة بالشأن اللبناني العام، وتحديداً السياسي، تمثّل الأوّل بعودة سفيري المملكة العربية السعودية والكويت وليد بخاري وعبد العال القناعي لمزاولة عملهما في سفارة البلدين بعد إنقطاع دام أكثر من خمسة أشهر، والثاني تردد صداه من الضاحية الجنوبية، بسحور رمضاني جمع بين رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجية ورئيس “التيّار الوطني الحر” النائب جبران باسيل تحت عباء الأمين العام ل”حزب الله” السيّد حسن نصرالله.

على الرغم من أهميّة الحدثين سواء على صعيد علاقة لبنان بأشقائه العرب أو على صعيد التحالف الذي يجمع أقطار محور “المُمانعة” في لبنان ببعضهم البعض، إلّا أنه لا يُمكن فصلهما عن بعضهما لا من الناحية الزمنيّة ولا من الناحية الشكليّة، وما سيترتب عنهما في المُستقبلين القريب والبعيد.

السعودية حزمت امرها وحسمته، لجهة عدم ترك الساحة اللبنانية لُقمة سائغة

في السياق تكشف مصادر سياسية مُتابعة ل”جنوبيّة” أن عودة السفير السعودي تحديداً، هي بمثابة رسالة واضحة لإيران و”حزب الله”، أن السعودية حزمت امرها وحسمته، لجهة عدم ترك الساحة اللبنانية لُقمة سائغة، أو أن الطائفة السُنيّة يتيمة لكي يتمّ تقاسم التركة التي خلّفها غياب الرئيس سعد الحريري عن الساحة السياسية لأسباب لم تعد خافية على أي جهة”.

والأبرز في مشهد عودة البخاري، بحسب المصادر، هي “اللملمة السريعة التي سيشهدها “البيت السُنّي” لجهة إعادة ترتيب الأولويات، وكيفية إدارة المواجهات التي تستهدف موقعها الوطني والإسلامي والعربي”.

اخذ “حزب الله” على عاتقه بأن يكون رافعة باسيل الإنتخابية

أمّا بما يتعلّق بسحور الضاحية الجنوبية، فتؤكد المصادر عينها، أن “الشأن الإنتخابي كان حاضراً، بعدما اخذ “حزب الله” على عاتقه بأن يكون رافعة باسيل الإنتخابية، خلال معركة المصير التي يخوضها في وجه “القوّات اللبنانية”، لما لهذه المعركة من أهميّة كُبرى بالنسبة للحزب، الذي يحتاج محوره إلى قوّة مسيحية ثابتة يُمكن أن يتكئ عليها، عندما تستدعي الحاجة في مواجهته مع الخارج الدولي والإقليمي”.

وتوضح ان “الحزب الذي يعمل على تحديد الرؤية الصحيحة وقراءة المرحلة المُقبلة بكل إرتداداتها ومفاعيلها، يسعى لضبط الخلاف بين “زغرتا” و”ميرنا شالوحي” على غرار المساعي التي قام بها بين الاخيرة و”عين التينة””.

وتلفت المصادر السياسية إلى أن “نصرالله أوصل رسالته لكل من فرنجية وباسيل من حيث الشكل والمضمون، فهادن فرنجية في مسألة الترشّح لرئاسة الجمهورية مع وعد قاطع بتسميته، شرط أن تتوفّر الظروف الداخلية والخارجية، بينما وعد باسيل ببذل كُل الجهود المطلوبة، في سبيل إستمراره على رأس الأكثرية العددية المسيحية، داخل مجلس النوّاب”.

وتكشف المصادر أن “باسيل نقل أجواء سحور الضاحية، لمجموعة من الوزراء والنوّاب في كتلته والمُستشارين لديه، حيث وضعهم في أجوائه وما تخلله من نقاشات علنية وفي الغرف المُغلقة، وقد دعا باسيل الحاضرين إلى العمل بجدية مُتناهية وبطاقة غير محدودة لإستمرار “التيّار الوطني الحر” على رأس الأكثرية المسيحية، وأن هذا الأمر وحده كفيل بخلط الأوراق الحسابات التي تتعلّق برئاسة الجمهورية”، مؤكداً إذا “نجحت حساباتنا نجحت فسوف نفرض على الأخرين مواقفنا ومطالبنا”.

السابق
مع العودة الخليجية الى لبنان.. الجوزو يُناشد عون ونصرالله!
التالي
هل يدفع رجا سلامة ٢٠٠ مليار ليرة مقابل حريته؟!