أزمة نفايات مستدامة

النفايات

اسبوع مر وما زالت صيدا ومنطقتها تعاني من أزمة تراكم النفايات وعدم جمعها بانتظام من جهة، وتوقف مركز معالجة النفايات الصلبة عن معالجتها بفاعلية من جهة اخرى.

النفايات تتراكم في الشوارع، والاتهامات تتبادلها بلديات المنطقة والشركة المتعهدة بجمع النفايات، وكل طرف يحمل الطرف الآخر مسؤولية ما آل اليه الوضع، الشركة المتعهدة تقول ان عقدها انتهى ولها اموال بذمة البلديات، وبلدية صيدا تقول انها تدفع من اللحم الحي وعلى الشركة ان تتحمل معنا، ومصادر اخرى تشير الى البيروقراطية الموجودة في الوزارات التي تؤخر الدفعات المالية والمناقصات المطلوبة، وأن التزامها تطبيق القانون ياتي على حساب المواطنين، والمواطن لا مطلب لديه سوى جمع النفايات ونقلها. كل الاطراف تتحمل المسؤوليات ونتائج الخراب يتحملها المواطن وصحته.

اما مركز معالجة النفايات او الحزورة غير القابلة للحل، فان النقاش يدور حول موضوع واحد، هل يعمل ام لا يعمل؟ وكيف يمكن تشغيله ولو بشكل مؤقت.
لا علاج بمعالجة النتائج، بل بالبحث عميقا في أزمة مركز هو غير المركز الذي تم الاتفاق عليه ايام البلدية التي رأسها هلال القبرصلي.

المواطن لا علاقة له بالنزاع بين ادارة سابقة وإدارة حالية

المواطن لا علاقة له بالنزاع بين ادارة سابقة وإدارة حالية. لا يختلف اثنان ان المركز يعاني من سوء ادارة مزمن، نعطي مثلا: لم يقدم تقرير التدقيق البيئي منذ عام ٢٠١٩. ولم تصلح الادارة الاعطال او الملاحظات التي أشار اليها تقارير وزارة البيئة  منذ عام ٢٠١٨.

الادارة لم تلتزم ببنود الاتفاق الموقع مع البلدية منذ تأسيس المركز وحتى اللحظة، وهذا سبب كاف لفشل المركز، الذي يجب الحفاظ عليه وتصحيح الأداء فيه. وهذا دور تتحمله وزارة البيئة المعنية بتحديد ما هو مطلوب من الادارة لتصحيح وضعه. المركز مشروع مربح جدا، اذا أحسنت إدارته. ولكن يبدو ان خللا كبيرا يسود اداء الشركة المشغلة له.
من جهة اخرى، يتحمل إتحاد بلديات صيدا الزهراني وبلدية صيدا مسؤولية اساسية بسبب سوء المراقبة وعدم الالتزام ببنود الاتفاق المعقود.

يقال ان هناك لجنة خماسية من إتحاد البلديات للإشراف على عمل المركز، لكنها وحسب المعلومات لا تجتمع. والشركة المكلفة بمراقبة المركز لا يسمح لها إلا بمراقبة الأوزان، وهذا للتدقيق ايضا، اذ لا يسمح لها بأكثر من ذلك حسب قرارات الادارة، الا اذا رأت الادارة غير ذلك في هذا المجال ام ذاك.

في ٢٩ تشرين الأول ٢٠١٩ وجهت بلدية صيدا كتابا الى ادارة المركز تطلب اعلامها عن الوضع المالي للمركز، ثم ارفقت بكتاب اخر، وحتى اللحظة لم تتلق البلدية اي جواب سوى ما نشره بعض وسائل الإعلام عن كتاب موجه إلى ادارة المركز من احد المصارف. ومع ذلك لم تتحرك البلدية، ولم تضع خطة بديلة لتشغيل المركز في حال توقف المركز عن العمل.

حققت ادارة المركز ارباحا كبيرة عندما كانت تتقاضى مبالغ بالدولار الأميركي وفق السعر الرسمي، واليوم تتباكى  على الوضع

حققت ادارة المركز ارباحا كبيرة عندما كانت تتقاضى مبالغ بالدولار الأميركي وفق السعر الرسمي، واليوم تتباكى  على الوضع؟؟ لماذا؟؟.
واتحاد البلديات اين دوره في كل ذلك؟

يوم الاربعاء ٣٠ اذار ٢٠٢٢ عقد لقاء في بلدية صيدا بدعوة من مهندسي صيدا والجوار، طرح خلاله مندوب البلدية عضو مجلسها المهندس مصطفى حجازي اقتراحا بالتعاون بين المجتمع المحلي وبين البلدية لإيجاد حل لمشكلة النفايات، لكن منذ  تلك الساعة لم يحصل شيئا. ربما حصل الخميس اجتماعا آخر في مكان آخر لإيجاد حل آخر. كما أنه من الضروري التوضيح ان التعاون لا يلغي المسؤولية عن الاطراف المسؤولة عن التقصير خلال الفترة الماضية، وحتما في هذا المجال لا توجد مقولة: عفا الله عما مضى.

كي لا اتهم اني أعرض المشكلة واسبابها، من دون تقديم حلول، الحلول موجودة دعوا السلطة المحلية تقدم الحلول والخطط البديلة لنقاشها علنا، والعمل معا من اجل زيادة واردات البلدية وتحسين خدماتها.
وفيق الهواري.

السابق
انخفاض طفيف للدولار مساءً.. كيف أقفل؟
التالي
طبيب لبناني موقوف في الإمارات.. النقابة تدين «الوشاية» والتحريض