رمضان على الأبواب.. و«دجاجة الحرامية تبيض ذهباً»!

شهر رمضان

شهر رمضان المبارك على الأبواب، أيام معدودة ويهلُّ شهر الخير والصّوم عند المسلمين، ويهل معه جشع التجار والسماسرة والحرامية،الكبار والصغار، ومن اليوم، وقبل شهور استعد ويستعد هؤلاء الفُجّار لشهرهم المُنتظر، وهم يعدون،بصمتهم غير المُحيّر وبغير الهمس والكلام من أفواههم أنهم لن يتورعوا عن أكل البيضة وتقشيرتها وحتى أكل الدجاجة وصيصانها.

شهر رمضان هو مناسبة ولا كل المناسبات لهؤلاء الحرامية، مناسبة بتوصيف منجم ربح، أو “دجاجة تبيض ذهباً”. بعيدا عن المبالغة، لن يتورع هؤلاء اللصوص عن أكل الثور والخروف والحمار، وقضم حشائش وخضروات الأرض كلها، في مناسبة يحتاج خلالها الصائم للحوم والطعام والخضار والفواكه على أنواعها. و”تباشير” هذا “الجوع العتيق” والنّهم المُبرمج المُريع بدأت منذ شهر وأكثر، تباشير الغلاء العظيم الذي طال اللحوم والزيوت والأطعمة وما شابه، غلاء فاحش قائم على “منطق السرقة والتخزين والاحتكار” ثم اغراق السوق بالمواد والسلع الباهظة الثمن.

“تباشير” هذا “الجوع العتيق” والنّهم المُبرمج المُريع بدأت منذ شهر وأكثر

وبات من الأمس البعيد وليس القريب، سعر الزيوت مثلاً، يعادل ما يفوق معاش مدير مدرسة، وقس على ذلك سعر المواد الأخرى التي يحتاجها الصائم، وكيف سيكون الأمر والنتيجة لصائم يتقاضى معاشه الذي لا يتجاوز بضعة مئات الاف من الليرات “البالية” الفاقدة لقيمتها الشرائية!

أيها المُتاجر بقوت الناس وعرقهم وخبزهم، إن لم تشبع من سرقاتك لن تشبعك وليمة الحياة كلها

لم تكن الأزمة الاقتصادية المالية المعيشية الجاثمة اليوم في قلب الوطن والمواطن هي السبب الوحيد في هذا الجنوح الهائل للتجار (بفعلتهم الناهبة السارقة)،أضف الى هذه الأزمة ، أزمة أشد خطراً على الوطن والمواطن، وهي الأزمة الأخلاقية المُنتجة من قبل هؤلاء السماسرة، بل أنهم لا يعرفون الأخلاق وأن الانسانية هي فعل وممارسة أخلاقية بحتة، ومن لا يعرف الاخلاق لن يعرف غير الطمع والمهانة في حياته. وحقاً،صدقت الكلمة:”إن لم تستح إفعل ما شئت”.

لسان حال الناس”أيها المُتاجر بقوت الناس وعرقهم وخبزهم، إن لم تشبع من سرقاتك لن تشبعك وليمة الحياة كلها”!

شاهد فيديو: بأي حال عدت يا رمضان.. الأصعب في لبنان، الأزمة عصفت بطقوسه والأجواء حزينة

السابق
رسالة من لقمان (٦): الإغتيال مفصل تاريخي
التالي
خاص «جنوبية»: أكثر من 3000 عسكري «يفرون» من رواتبهم المتدنية.. وتخصيص يوم في الأسبوع لمحاكمتهم!